المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28



الأمان الاجتماعيّ في دولة الامام المهدي (عج)  
  
2999   07:59 مساءً   التاريخ: 17-3-2022
المؤلف : مركز المعارف للمناهج والمتون التّعليميّة
الكتاب أو المصدر : المهديّ الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف
الجزء والصفحة : ص239-242
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الدولة المهدوية /

1- البُعد القضائيّ:

إنّ دولة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف كما تمتاز بالعدالة الاجتماعية، فهي تمتاز بالعدالة القضائيّة أيضاً، بحيث لا يُظلم في ساحته أحد، ولا يُسلب حقّ أحد من الناس أبداً، وسوف يحاكم كلّ شخص وفق الشريعة الإسلاميّة العادلة، بحيث يأخذ كلّ إنسان حقّه كاملاً. فقد جاء في الرواية عن عليّ بن عقبة، عن أبيه، أنّه قال: "إذا قام القائم، حكم بالعدل، وارتفع في أيّامه الجور...، ورَدَّ كلّ حقّ إلى أهله"[1].

لمّا كان الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف عادلاً في قضائه، سيرضى أتباع الديانات الأخرى من اليهود والنصارى بالتحاكم إليه، وهو بذلك يجسّد سيرة جدّه الإمام عليّ عليه السلام القائل: "والله لو، كُسرت لي الوسادة لحكمتُ بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم"[2].

وأكّدت الروايات على أنّ المهديّ سوف يحكم في كلّ قوم بدينهم، فقد رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "... فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل الفرقان بالفرقان"[3].

2- الأمان العامّ في المجتمع:

الأمن والأمان يعنيان السلامة من المخاطر، وما قد يحيق بالإنسان من أضرار وسوء، وهما يرجعان إلى السكون والطمأنينة، ويجسّد أهمّيّة هذا الجانب دعاء النبيّ إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} [إبراهيم: 35].

وهذا الجانب من الأمان في المجتمع يتحقّق في مجتمع الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، والذي أُكّد عليه كثيراً في الروايات، فقد رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام: "... حتّى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها أحد..."[4].

وعن عليّ بن عقبة، عن أبيه أنّه: "... وإذا قام القائم، حكم بالعدل، وارتفع في أيّامه الجور، وأمنت به السبل"[5].

بل إنّ الحيوانات تأنس بهذا الأمان، فقد رُوي عن ابن عبّاس أنّه قال: "... حتّى يأمن الشاة والذئب والبقرة والأسد والإنسان والحيّة، وحتّى لا تقرض فأرة جراباً"[6].

كما ورد في حديث ذكره السيّد ابن طاووس عن نبيّ الله إدريس: "... وأُلقي في ذلك الزمان الأمانة على الأرض، فلا يضرّ شيء شيئاً، ولا يخاف شيء من شيء، ثمّ تكون الهوامّ والمواشي بين الناس، فلا يؤذي بعضهم بعضاً، وانزع حُمَة كلّ ذي حُمَة من الهوامّ وغيرها، وأذهب سمّ كلّ ما يلدغ"[7].

وفي منتخب الأثر: "... فيبعث المهديّ إلى أمرائه في سائر الأمصار، بالعدل بين الناس، وترعى الشاة والذئب في مكان واحد، ويلعب الصبيان والحيّات والعقارب ولا تضرّهم بشيء، ويذهب الشرّ ويبقى الخير"[8].

وقد يُحتمل أنّ هذه الفقرة استُعملت فيها الألفاظ استعمالاً مجازيّاً، فهي كناية عن الأمان الذي يترسّخ في مجتمع الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، حيث إنّ الأفراد الذين يتّصفون بالعدوانيّة يتعايشون مع باقي الناس من دون أن يضرّوهم شيئاً، فحالة العدوان تُسلب منهم، ولا يتأتّى منهم ذلك.

ويُحتمل، في مقابله، أنّ ظاهر العبارة هو المراد؛ أي أنّ الأمان في عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف يكون شاملاً بدرجة يعمّ المخلوقات جميعها، فيتعايش الذئب مع الشاة، ويلعب الأطفال مع الحيّات من دون ضرر. وهذا قد يصعب تقبّله من قبل بعض الناس، ولكن لا يصعب ذلك على الله ذي القدرة العظيمة، ولِما للإمام عليه السلام من ولاية تكوينيّة على باقي الموجودات، ولِما قد يصل إليه التطوّر العلميّ، فقد يحدث هذا. ولعلّ ما حدث في عصر النبيّ نوح عليه السلام، حيث ضمّ في سفينته من أزواج مختلف الحيوانات الأهليّة منها والوحشيّة، من دون أن يتعرّض حيوان لآخر؛ خيرُ شاهد على انتشار هذا الأمر في عصر دولة المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف.

3- تأمين حاجات الإنسان:

ستعمر في عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف بقاع الأرض جميعها، وستمتلئ خضرة، حيث لا تجد بقعة بلا زرع ولا محصول، وستُخرج الأرض كنوزها ومعادنها وثرواتها وزخرفها، وتفتح السماء أبوابها، وتفيض أمطارها على الأرض، فتكثر النعم والأرزاق، ولا تخلو بقعة من الأرض ليس فيها زرع وعمران.

وهنا، يأتي التأييد الإلهيّ للمهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ودولته المباركة، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: "... وتُخرج له الأرض أفلاذ كبدها"[9], أي ما بها من كنوز ومعادن.

وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: "... ويرسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدّخر الأرض شيئاً من نباتها، والمال كدوس، يأتيه الرجل فيحثو له"[10].

ثمّ تخرج له طيّباتها، ولا تبخل في دولته بشيء، فقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: "... وتزيد المياه في دولته، وتمدّ الأنهار، وتُضعِّف الأرض أكلها، وتستخرج كنوزها"[11].

فلا تجد بقعةً على وجه الأرض إلّا وقد عمرها الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، فقد رُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "... حتّى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام، لا تضع قدميها إلّا على النبات..."[12].

فإذا ما قارنّا بين ما نحن فيه الآن وما عليه عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، ندرك عظمة ما سيحدث في عصره من إعمار للبلاد وما سيعمّها من نعم ورزق. فنحن إذا ما حاولنا إعمار بلد من بلدان العالم، وإصلاح أراضيه، وتحويل الأراضي القاحلة إلى أراض زراعيّة، ومكافحة الآفّات والأدغال التي فيها، فسيكلّفنا ذلك الكثير الكثير من النفقات، وعلينا الانتظار سنوات طويلة كي نرى هل نفلح في ذلك أو لا، فالنتيجة ليست قطعيّة.

لكن في عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ستتضافر العوامل والظروف جميعها: الأرض، والسماء، وكلّ ما على الأرض؛ لإعمار الكرة الأرضيّة، حتّى لا تبقى بقعة منها بلا زرع ولا حاصل، فقد ورد في الأثر: "... ولا يبقى في الأرض خراب إلا عُمِّر"[13].

________________________


[1] الشيخ المفيد، الإرشاد، مصدر سابق، ج2، ص384.

[2] ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار، مصدر سابق، ص208.

[3] الشيخ الصدوق، علل الشرائع، مصدر سابق، ج1، ص161.

[4] العياشي، العياشي، مصدر سابق، ج2، ص61.

[5] النيسابوري، الشيخ محمد بن الفتال، روضة الواعظين، تقديم: السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، منشورات الشريف الرضي، إيران - قم، لا.ت، لا.ط، ص265.

[6] الأستر آبادي، السيد شرف الدين علي الحسيني، تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، مدرسة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، - الحوزة العلمية - قم المقدسة، رمضان المبارك 1407 - 1366 ش، ط1، ج2، ص689.

[7] ابن طاووس، علي بن موسى، سعد السعود، منشورات الرضى - قم، 1363، لا.ط، ص34.

[8] الحائري، الشيخ علي اليزدي، إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب، تحقيق: السيد علي عاشور، لا.ن، لا.م، لا.ت، لا.ط، ج2، ص261.

[9] الشيخ الطوسي، الأمالي، مصدر سابق، ص512.

[10] ابن الفتال النيسابوري، روضة الواعظين، مصدر سابق، ص485.

[11] المقدسي، عقد الدرر في أخبار المنتظر، مصدر سابق، ص84.

[12] الشيخ الصدوق، الخصال، مصدر سابق، ص626.

[13] مجلة تراثنا، الإعداد والنشر: مؤسسة آل البيت - عليهم السلام- لإحياء التراث، المطبعة: مهر - قم، العدد الثاني(15) السنة الرابعة / ربيع الثاني - جمادى الأولى - جمادى الآخرة 1409هـ، ص216.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.