أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-08-2015
3418
التاريخ: 2023-08-26
2171
التاريخ: 4-08-2015
3442
التاريخ: 2023-08-24
3035
|
1- البُعد القضائيّ:
إنّ دولة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف كما تمتاز بالعدالة الاجتماعية، فهي تمتاز بالعدالة القضائيّة أيضاً، بحيث لا يُظلم في ساحته أحد، ولا يُسلب حقّ أحد من الناس أبداً، وسوف يحاكم كلّ شخص وفق الشريعة الإسلاميّة العادلة، بحيث يأخذ كلّ إنسان حقّه كاملاً. فقد جاء في الرواية عن عليّ بن عقبة، عن أبيه، أنّه قال: "إذا قام القائم، حكم بالعدل، وارتفع في أيّامه الجور...، ورَدَّ كلّ حقّ إلى أهله"[1].
لمّا كان الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف عادلاً في قضائه، سيرضى أتباع الديانات الأخرى من اليهود والنصارى بالتحاكم إليه، وهو بذلك يجسّد سيرة جدّه الإمام عليّ عليه السلام القائل: "والله لو، كُسرت لي الوسادة لحكمتُ بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم"[2].
وأكّدت الروايات على أنّ المهديّ سوف يحكم في كلّ قوم بدينهم، فقد رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "... فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل الفرقان بالفرقان"[3].
2- الأمان العامّ في المجتمع:
الأمن والأمان يعنيان السلامة من المخاطر، وما قد يحيق بالإنسان من أضرار وسوء، وهما يرجعان إلى السكون والطمأنينة، ويجسّد أهمّيّة هذا الجانب دعاء النبيّ إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} [إبراهيم: 35].
وهذا الجانب من الأمان في المجتمع يتحقّق في مجتمع الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، والذي أُكّد عليه كثيراً في الروايات، فقد رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام: "... حتّى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها أحد..."[4].
وعن عليّ بن عقبة، عن أبيه أنّه: "... وإذا قام القائم، حكم بالعدل، وارتفع في أيّامه الجور، وأمنت به السبل"[5].
بل إنّ الحيوانات تأنس بهذا الأمان، فقد رُوي عن ابن عبّاس أنّه قال: "... حتّى يأمن الشاة والذئب والبقرة والأسد والإنسان والحيّة، وحتّى لا تقرض فأرة جراباً"[6].
كما ورد في حديث ذكره السيّد ابن طاووس عن نبيّ الله إدريس: "... وأُلقي في ذلك الزمان الأمانة على الأرض، فلا يضرّ شيء شيئاً، ولا يخاف شيء من شيء، ثمّ تكون الهوامّ والمواشي بين الناس، فلا يؤذي بعضهم بعضاً، وانزع حُمَة كلّ ذي حُمَة من الهوامّ وغيرها، وأذهب سمّ كلّ ما يلدغ"[7].
وفي منتخب الأثر: "... فيبعث المهديّ إلى أمرائه في سائر الأمصار، بالعدل بين الناس، وترعى الشاة والذئب في مكان واحد، ويلعب الصبيان والحيّات والعقارب ولا تضرّهم بشيء، ويذهب الشرّ ويبقى الخير"[8].
وقد يُحتمل أنّ هذه الفقرة استُعملت فيها الألفاظ استعمالاً مجازيّاً، فهي كناية عن الأمان الذي يترسّخ في مجتمع الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، حيث إنّ الأفراد الذين يتّصفون بالعدوانيّة يتعايشون مع باقي الناس من دون أن يضرّوهم شيئاً، فحالة العدوان تُسلب منهم، ولا يتأتّى منهم ذلك.
ويُحتمل، في مقابله، أنّ ظاهر العبارة هو المراد؛ أي أنّ الأمان في عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف يكون شاملاً بدرجة يعمّ المخلوقات جميعها، فيتعايش الذئب مع الشاة، ويلعب الأطفال مع الحيّات من دون ضرر. وهذا قد يصعب تقبّله من قبل بعض الناس، ولكن لا يصعب ذلك على الله ذي القدرة العظيمة، ولِما للإمام عليه السلام من ولاية تكوينيّة على باقي الموجودات، ولِما قد يصل إليه التطوّر العلميّ، فقد يحدث هذا. ولعلّ ما حدث في عصر النبيّ نوح عليه السلام، حيث ضمّ في سفينته من أزواج مختلف الحيوانات الأهليّة منها والوحشيّة، من دون أن يتعرّض حيوان لآخر؛ خيرُ شاهد على انتشار هذا الأمر في عصر دولة المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف.
3- تأمين حاجات الإنسان:
ستعمر في عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف بقاع الأرض جميعها، وستمتلئ خضرة، حيث لا تجد بقعة بلا زرع ولا محصول، وستُخرج الأرض كنوزها ومعادنها وثرواتها وزخرفها، وتفتح السماء أبوابها، وتفيض أمطارها على الأرض، فتكثر النعم والأرزاق، ولا تخلو بقعة من الأرض ليس فيها زرع وعمران.
وهنا، يأتي التأييد الإلهيّ للمهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ودولته المباركة، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: "... وتُخرج له الأرض أفلاذ كبدها"[9], أي ما بها من كنوز ومعادن.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: "... ويرسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدّخر الأرض شيئاً من نباتها، والمال كدوس، يأتيه الرجل فيحثو له"[10].
ثمّ تخرج له طيّباتها، ولا تبخل في دولته بشيء، فقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: "... وتزيد المياه في دولته، وتمدّ الأنهار، وتُضعِّف الأرض أكلها، وتستخرج كنوزها"[11].
فلا تجد بقعةً على وجه الأرض إلّا وقد عمرها الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، فقد رُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: "... حتّى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام، لا تضع قدميها إلّا على النبات..."[12].
فإذا ما قارنّا بين ما نحن فيه الآن وما عليه عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، ندرك عظمة ما سيحدث في عصره من إعمار للبلاد وما سيعمّها من نعم ورزق. فنحن إذا ما حاولنا إعمار بلد من بلدان العالم، وإصلاح أراضيه، وتحويل الأراضي القاحلة إلى أراض زراعيّة، ومكافحة الآفّات والأدغال التي فيها، فسيكلّفنا ذلك الكثير الكثير من النفقات، وعلينا الانتظار سنوات طويلة كي نرى هل نفلح في ذلك أو لا، فالنتيجة ليست قطعيّة.
لكن في عصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ستتضافر العوامل والظروف جميعها: الأرض، والسماء، وكلّ ما على الأرض؛ لإعمار الكرة الأرضيّة، حتّى لا تبقى بقعة منها بلا زرع ولا حاصل، فقد ورد في الأثر: "... ولا يبقى في الأرض خراب إلا عُمِّر"[13].
________________________
[1] الشيخ المفيد، الإرشاد، مصدر سابق، ج2، ص384.
[2] ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار، مصدر سابق، ص208.
[3] الشيخ الصدوق، علل الشرائع، مصدر سابق، ج1، ص161.
[4] العياشي، العياشي، مصدر سابق، ج2، ص61.
[5] النيسابوري، الشيخ محمد بن الفتال، روضة الواعظين، تقديم: السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، منشورات الشريف الرضي، إيران - قم، لا.ت، لا.ط، ص265.
[6] الأستر آبادي، السيد شرف الدين علي الحسيني، تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، مدرسة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، - الحوزة العلمية - قم المقدسة، رمضان المبارك 1407 - 1366 ش، ط1، ج2، ص689.
[7] ابن طاووس، علي بن موسى، سعد السعود، منشورات الرضى - قم، 1363، لا.ط، ص34.
[8] الحائري، الشيخ علي اليزدي، إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب، تحقيق: السيد علي عاشور، لا.ن، لا.م، لا.ت، لا.ط، ج2، ص261.
[9] الشيخ الطوسي، الأمالي، مصدر سابق، ص512.
[10] ابن الفتال النيسابوري، روضة الواعظين، مصدر سابق، ص485.
[11] المقدسي، عقد الدرر في أخبار المنتظر، مصدر سابق، ص84.
[12] الشيخ الصدوق، الخصال، مصدر سابق، ص626.
[13] مجلة تراثنا، الإعداد والنشر: مؤسسة آل البيت - عليهم السلام- لإحياء التراث، المطبعة: مهر - قم، العدد الثاني(15) السنة الرابعة / ربيع الثاني - جمادى الأولى - جمادى الآخرة 1409هـ، ص216.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل معتمد المرجعية الدينية العليا وعدد من طلبة العلم والوجهاء وشيوخ العشائر في قضاء التاجي
|
|
|