المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

المطلق والمُقيد
8-8-2016
تفسير ظاهرة المد والجزر عند زكريا القزويني
2023-07-11
الامام علي يعود من اليمن
5-7-2017
شاب قد نور الله قلبه / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي
1/9/2022
الكافي بنظر علماء الشيعة.
2023-08-28
حديث ابني آدم !
11-10-2014


الدليل العقلي على ولادة الامام المهدي (عج)  
  
2612   04:41 مساءً   التاريخ: 14-3-2022
المؤلف : مركز المعارف للمناهج والمتون التّعليميّة
الكتاب أو المصدر : المهديّ الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف
الجزء والصفحة : ص29-30
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الولادة والنشأة /

تمهيد

يعتقد الإماميّة اعتقاداً جازماً بأنّ الإمام المهديّ قد وُلد فعلاً، وأنّه حيّ يُرزق إلى يومنا هذا، لأنّ الأرض لا تخلو من إمام، ويمتلكون على هذا المعتقد أدلّة قطعيّة يقينيّة لا يمكن أن يرقى إليها الشكّ, لأن هذه الأدلّة متنوّعة بين العقليّة والنقليّة التي تفيد اليقين القطعيّ بولادة الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف.

وانطلاقاً من الدليل العقليّ على وجود حجّة لله تعالى في كلّ زمان، وأنّ هذا أمر ضروريّ لا يمكن إنكاره, نصل إلى الأدلّة النقليّة المتعدِّدة التي تصبّ في خانة الدليل العقليّ وتؤكِّده. وتتنوّع هذه الأدلّة النقليّة في عدّة اتجاهات محقّقة اليقين بولادة الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف.

الدليل العقليّ على إثبات الولادة

ويتكوّن الدليل العقليّ[1] الذي سنعرضه من مقدّمات عدّة، مبتنية على قاعدة اللطف.

ومقدّمات هذا الدليل على الشكل الآتي:

المقدّمة الأولى: خلق الله - تعالى- الخلق لهدايتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، حتّى يصلوا إلى الكمال الفرديّ والعدالة الاجتماعيّة.

المقدّمة الثانية: هداية الخلق وإخراجُهم من الظلمات إلى النور، حتّى يصلوا إلى الكمال، يتوقَّف على وجود مُربٍّ عالم، وينبغي بحكم العقل أن يكون متَّصفاً بالكمال والعدل حتّى يملأها قسطاً وعدلاً.

المقدّمة الثالثة: وحيث إنّ الهداية من الله واجبة من باب اللطف والرحمة، وممّا كتب الله على نفسه، وليس من باب الوجوب على الله.

النتيجة: لا بدّ من وجود شخص كامل عالم في كلّ زمان، وهذا الشخص هو المعصوم عليه السلام.

فكما أنَّ العقل يدرك أنَّ الله -تبارك وتعالى- يجب أن يوجِد ويوفّر للخلق أسباب تكاملهم من عيون تبصر وآذان تسمع، فكذلك لا بدَّ من أن يوجِد لهم ما به يتكاملون من الناحية المعنويّة، وهو وجود الإمام المعصوم[2].

وحيث إنّ الحاجة إلى الهداية لا تختصّ بزمن دون آخر، أو أمّة دون أخرى، والدليل العقليّ لا يخصَّص، فوجود المعصوم لا يختصُّ بزمن أو أمّة، بل هو أمر مستمرّ. فالدليل العقليّ على وجود الإمام المهديّ يُثبِت وجوب وجود الإمام إلى آخر الزمان. كذلك يثبت وجوب وجود الإمام من أوّل الزمان، بمعنى الالتزام بوجود حجّة لله -سبحانه- على الناس قبل ولادة النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وبعثته وبعد رفع النبيّ عيسى. وهذا أمر ضروريّ. وهو ما أكّدته النصوص الإسلاميّة في القرآن والروايات.

________________________________

[1] فالعقل يجزم ويحكم بالعدل والحكمة لله سبحانه وتعالى، ويحكم بقبح أن يترك الله خلقه سدى من دون قيّم وإمام. والعقل يحكم بوجوب الإمامة بدليل اللطف، لما ثبت من كون الإمامة لطفاً من الله -تعالى-. فمقتضى كرمه تعالى أن يهيّئ لعباده وسائل الطاعة، ويصرفهم عن طرق الفساد، وهو لطف، والإمامة من الألطاف الإلهيّة التي لا يحسن التكليف من دونها، فجرت مجرى سائر الألطاف الإلهيّة، إذ الأمّة محتاجة إلى أخذ معالم دينها من الإمام، والإمام لا يكون عندنا إلّا مَن هو عالم بجميع ما تحتاج إليه الرعيّة، ولكن مع كون هذه الأدلّة عقليّة إلّا أنّها تثبت الإمامة بشكل عامّ، ومن ضمنها إثبات وجود الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، لكون العقل لا يستطيع إثبات الأمور الجزئيّة الخارجيّة، فهي لا يمكن إثباتها إلّا بالأدلّة الشرعيّة، وهي الآيات القرآنيّة وأحاديث المعصومين عليه السلام، ومع ذلك فإنّ إثبات الإمامة ووجوب وجود الإمام في كلّ زمان يكفي في إثبات وجود الحجّة الغائب في هذا الزمان.

[2] الدهنين، الشيخ علي، المعارف المهدويّة قراءة تمهيدية، إعداد وتحقيق: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، العراق النجف الأشرف، 1434هـ، ط1، ص42-43.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.