المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

بحر السريع
24-03-2015
Normal Vector
29-9-2018
الظاهرة الدايناترونية في الصمامات الرباعية
5-9-2021
أهل البيت في كلام الإمام علي عليه ‌السلام
29-09-2015
تحقيق المعنى الاصطلاحي‏ للمحكم والمتشابه
26-04-2015
الماصات
27-11-2015


غزوة دومة الجندل  
  
2500   06:14 مساءً   التاريخ:
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : السيرة النبوية المباركة
الجزء والصفحة : ص213-215
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2017 3240
التاريخ: 28-6-2017 2828
التاريخ: 4-4-2022 1653
التاريخ: 11-12-2014 3827

1- تعريف بالغزوة:

دومة الجندل، حصن، أو مدينة بينها وبين دمشق خمس ليال، وتبعد عن المدينة خمس عشرة أو ست عشرة ليلة، وهي بقرب تبوك1، وصاحبها يدين بالنصرانيّة، وهو في طاعة هرقل ملك الروم2 .

2- أسباب الغزوة:

إنّ دومة الجندل طرفٌ من بلاد الشام، وهي بوّابة يتمّ منها العبور إلى بلاد الشام. فأراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يدنوَ إلى أدنى الشام، كمناورة استباقيّة تزرع الفزع في قلب قيصر الروم3، وليثبت لأطراف الجزيرة المتاخمة لحدود الشام، وجود حضارة إسلاميّة جديدة تمثّلها الدولة النبويّة في المدينة، وليدخل في عمليّة تواصل مع القبائل العربيّة المنتشرة في بادية الشام، والتي كانت على علاقة قويّة بالروم، بل شكّلوا فيالق عسكريّة في الجيش البيزنطي، وكان دورهم تشكيل حزام أمنيّ يدفع غارات الأعراب عن المدن السوريّة.

وكان السبب المباشر للحركة العسكريّة العميقة للجيش الإسلامي في عمق بلاد الشام، معلومات متواترة نقلها التجّار، تفيد بأنّ جمعًا من قبيلتي قضاعة وغسان اللتين تشكّلان قوّة ضاربة في الجيش الروماني، احتشدوا بكثرة في دومة الجندل، بقيادة أكيدر الكنديّ، عامل هرقل عليها، وأنّهم يريدون أن يدنوا من المدينة. وكان في دومة الجندل سوق عظيم، وحركة تجاريّة نشطة، فكان الغساسنة والقضاعيّون يظلمون من يمرّ بهم، ويعترضون المسافرين إلى المدينة وتجّارهم، فشكا التجّار والسابلة أكيدرًا للنبيّ صلى الله عليه وآله 4.

وهكذا، تجمّعت دوافع القيام بحركة إستراتيجيّة باتّجاه بادية الشام، هدفها المباشر الحفاظ على حريّة طرق المواصلات والإمدادات والتموين، والذي يأتي عن طريق التجارة مع المناطق الشماليّة كسورية وما والاها، بعد أن أصبح هذا الطريق غير آمن.

الخروج إلى دومة الجندل

تحرّك خاتم النبيّين في السنة الخامسة في شهر ربيع الأول منها5، مع ألفٍ من أصحابه، فكان يسير الليل ويكمن النهار، ليتمكّن من مفاجأة العدوّ، وأخذه على حين غرّة، من دون أن يتكبّد المسلمون خسائر قد تقع لو أنّ المشركين كانوا يعلمون بمسير المسلمين إليهم ومستعدّين للحرب. وقد غاب عن المدينة مع ألفٍ من أصحابه في هذه الرحلة، قرابة شهر كامل، إلى مكان بعيد، مسافة تزيد عن خمسة عشر يومًا، مع أنّ الأعراب كانوا حول المدينة لا يزالون على الشرك، وهم يترقّبون المسلمين، ويستغلّون الفرصة المناسبة للوقيعة بهم، ومع أنّ فيها من المنافقين ما لا يقلّ عددًا عن المسلمين، وكانوا على اتّصال دائم بقريش وأحلافها من المشركين. ومع ذلك، فقد كان النبيّ مطمئنًّا إلى عدم وجود أخطار حقيقيّة على المدينة. فقد كانت أجهزة استخباراته قويّة وفاعلة، لا يفوتها رصد أيّة تحرّكات أو تجمّعات مريبة، بل وحتّى تستطيع رصد المؤامرات والنوايا أحيانًا. وكانت عيونه مبثوثة في مختلف الأنحاء والأرجاء. كما أنّ مهاجمة المدينة في غياب الرسول صلى الله عليه وآله تحتاج إلى جمع قوى كثيرة من مختلف القبائل، ولن يخفى ذلك على عيون خاتم النبيّين صلى الله عليه وآله ، مع أنّه كان قد احتاط وعقد تحالفات ومعاهدات كثيرة في المنطقة. وإذا كانت قريش قد عجزت وفشلت، فكيف بقبائل لا تملك ما كان لقريش من قوّة وشوكة؟

رسول الله صلى الله عليه وآله في دومة الجندل

نكب دليل النبيّ صلى الله عليه وآله عن طريقهم، فلمّا كان بينه وبين دومة الجندل يومٌ، قال الدليل: "يا رسول الله، إنّ سوائمهم ترعى عندك، فأقم حتّى أنظر". وسار حتّى وجد آثار النعم، فرجع وقد عرف مواضعهم. ثمّ قام المسلمون بالاستيلاء على ماشيتهم، وأصابوا من أصابوا من أعوان أكيدر، وهرب من هرب في كلّ وجه.

جاء الخبر إلى دومة الجندل، وأحسّ بذلك أكيدر الكنديّ فهرب، واحتمل الرحل، وخلَّى السوق، وتفرّق أهلها. ووصل رسول الله صلى الله عليه وآله ونزل بساحتهم، فلم يلقَ أحدًا، ولم يجد إلّا النعم والشـاء، وقد هرب من هرب، وقام المسلمون بالاستيلاء على ماشيتهم وأموالهم، ليس حبًّا بالسلب والنهب، بل محاولة من النبيّ صلى الله عليه وآله والمسلمين لإحداث ضغط معنويّ كبير على القضاعيّين والغساسنة يجرّ في النتيجة إلى عدم سفك الدماء، والاكتفاء بالضغط الماديّ عبر الاستيلاء على مواشيهم، الذي هو أبلغ عند الأعراب، ووسيلة ناجحة في إضعافهم، وردعهم عن الاشتراك في المكائد ضدّ الإسلام.

لقد كان الهجوم الإسلاميّ على دومة الجندل مخطّطًا له، بحيث يترك آثاره في المنطقة كلّها. فلم يكن النبيّ صلى الله عليه وآله مستعجلًا ولا قلقًا، ولذلك فقد أقام في دومة الجندل أيّامًا، وبثّ السرايا والبعوث أيّامًا عدّة في الاتجاهات المختلفة، وفرّقها بحثًا عن قاطعي الطريق الهاربين، ثمّ رجعت ولم تصادف منهم أحدًا6.

لقد تركت غزوة دومة الجندل آثارًا مهمّة على صعيد تطور الأحداث لمصلحة انتصار الإسلام. فإنّ سرعة تحرّك الجيش الإسلاميّ إلى مسافة بعيدة، وإظهاره ثقة عالية بنفسه، واطمئنانه إلى عدم جرأة أحد على مهاجمة المدينة في غيابه، أثبت أنّ هذا الجيش قادرٌ على ضرب أعدائه، وأنّ عليهم أن يحسبوا ألف حساب قبل أن يقوموا بأيّ عدوان.

________________

  1. علي بن إبراهيم القمي، تفسير القمّيّ، مصدر سابق، ج1، ص270.
  2.  الحلبي، السيرة الحلبيّة، ج2، ص277، ابن قيم الجوزية، زاد المعاد، ج2، ص112، ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص62، المسعودي، التنبيه والإشراف، ص214 .
  3.  المسعودي، التنبيه والإشراف، ص215.
  4.   الواقدي، المغازي، ج1، ص403، ابن كثير، السيرة النبويّة، ج3، ص177، ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، ص92.
  5.   المسعودي، التنبيه والإشراف، ص215.
  6. ابن كثير، السيرة النبويّة، ج3، ص177، ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، ص92، القيرواني، الجامع، ص281، الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج2، ص232، البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص341، ابن قيم الجوزية، زاد المعاد، ج2، ص112، الواقدي، المغازي، ج1، ص402، ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج2، ص62.



يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.