المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النيماتودا Nematode
8-5-2018
اهمية شجرة التين الشوكي او الصبار
17-7-2016
مخاطر الجبس بالنسبة للبناء
2023-03-05
السيد محمد تقي ابن المير مؤمن الحسين القزويني
28-1-2018
النبي يتحرك باتجاه مكة
21-6-2017
تغيير مقياس رسم الخريطة
27-3-2022


شبكة الاتصالات النيابية  
  
3741   04:41 مساءً   التاريخ: 31-07-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص511-514
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / قضايا عامة /

الظروف المتأزّمة التي كان يعاني منها أئمّة الشيعة في عصر العباسيين دفعتهم إلى إيجاد آلية جديدة لإقامة الاتصال بأتباعهم ولم تكن هذه الآلية الجديدة إلاّ شبكة الاتصالات النيابية ونصب الوكلاء في البلدان المختلفة من قبل الإمام والهدف الرئيسي لهذه المنظمة هو جمع الخمس والزكاة والنذور والهدايا من المناطق المختلفة من خلال الوكلاء ثمّ تحويلها إلى الإمام مضافاً إلى نقل أجوبة الإمام على الاستفسارات الفقهية والعقائدية للشيعة وتوجيههم سياسياً ؛ وقد كان لهذه الشبكة أو المنظمة تأثير كثير في تحقيق أهداف الإمام الذي كان خاضعاً لمراقبة شديدة في سامراء و قد سار في أمر نصب الوكلاء والنوّاب على خطا أبيه الإمام الجواد (عليه السلام) فنصب الوكلاء والنوّاب في مختلف المدن والمناطق وهكذا يكون قد أحدث شبكة ومنظمة اتصالات موجهة ومتناسقة تحقّق تلك الأهداف المذكورة آنفاً .

وصعّد عدم الاتصال المباشر بين الإمام وشيعته من دور الوكلاء الديني والسياسي لدرجة انّهم تحملوا مسؤولية أكبر في إدارة الأُمور وقد حصل الوكلاء على تجارب قيّمة في تنظيم وتعبئة الشيعة في المجالات المستقلة وتدلّ الوثائق التاريخية على أنّ الوكلاء كانوا يقسمون الشيعة حسب المناطق المختلفة إلى أربع مجموعات من النواحي الناحية الأُولى تشمل بغداد المدائن والكوفة والناحية الثانية تشمل البصرة والأهواز والناحية الثالثة قم وهمدان وأخيراً تشمل الناحية الرابعة الحجاز واليمن ومصر وكانت كلّ ناحية تمنح لوكيل مستقل يوظّف هو بدوره كوادر محليّين تحت إشرافه ويمكن ملاحظة أعمال المنظمة النيايية هذه في توجيهات الإمام الهادي لمدراء هذه المنظمة فقد روي أنّ الإمام قد كتب عام 232هـ رسالة إلى علي بن بلال وكيله المحليّ في بغداد: إنّي أقمت أبا علي مقام علي بن الحسين بن عبد ربّه وائتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يتقدمه أحد وقد اعلم أنّك شيخ ناحيتك فأحببت إفرادك وإكرامك بالكتاب بذلك فعليك بالطاعة له والتسليم إليه جميع الحق قبلك وأن تخص مواليّ على ذلك وتعرّفهم من ذلك ما يصير سبباً إلى عونه وكفايته ؛ وكتب الإمام في رسالة أُخرى إلى أحد وكلائه باسم أيّوب بن نوح : وأنا آمرك يا أيوب بن نوح أن تقطع الإكثار بينك و بين أبي علي وأن يلزم كلّ واحد منكما ما وكّل به وأمر بالقيام فيه بأمر ناحيته فإنّكم إذا انتهيتم إلى كلّ ما أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي وأن لا تقبل من أحد من أهل بغداد والمدائن شيئاً يحملونه ولا تلي لهم استيذاناً عليّ ومر من أتاك بشيء من غير أهل ناحيتك أن يصيّره إلى الموكل بناحيته وآمرك يا أبا علي في ذلك بمثل ما أمرت به وليقبل كلّواحد منكما قبل ما أمرته به .

وكذلك حمّل الإمام أبا علي بن راشد رسالة إلى شيعته في بغداد والمدائن والعراق الكوفة وأطرافها كتب فيها: إنّي أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربّه و من كان قبله من وكلائي وصار في منزلته عندي وولّيته ما كان يتولاّه غيره من وكلائي قبلكم ليقبض حقي وارتضيته لكم وقدمته على غيره في ذلك وهو أهله وموضعه فصيروا رحمكم اللّه إلى الدفع إليه ذلك وإليّ وأن لا تجعلوا له على أنفسكم علة فعليكم بالخروج عن ذلك والتسرّع إلى طاعة وتحليل أموالكم والحقن لدمائكم وتعاونوا على البر والتقوى واتقوا اللّه لعلكم ترحمون واعتصموا بحبل اللّه جميعاً ولا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون فقد أوجبت في طاعته طاعتي والخروج إلى عصيانه الخروج إلى عصياني فالزموا الطريق يأجركم اللّه ويزيدكم من فضله فإنّ اللّه بما عنده واسع كريم متطوّل على عباده رحيم نحن وأنتم في وديعة اللّه وحفظه وكتبته بخطي والحمد للّه كثيراً ؛ وكان علي بن جعفر وكيلاً لأبي الحسن الهادي (عليه السلام) وكان رجلاً من أهل همينيا قرية من قرى سواد بغداد فسُعي به إلى المتوكل فحبسه وبعد قضاء فترة طويلة في السجن أفرج عنه وانطلق إلى مكة بأمر الإمام وأقام بها ويجب عد إبراهيم بن محمد الهمداني من وكلاء الإمام أيضاً فقد كتب إليه الإمام: قد وصل الحساب تقبل اللّه منك ورضى عنهم وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة ؛ وتدلّ هذه الرسالة بوضوح على أنّ إبراهيم قد كلّف مضافاً إلى القيام بمهام أُخرى القيام بجمع الأموال من الشيعة وإرسالها إلى الإمام و في تكملة هذه الرسالة كتب الإمام حول تقديره وتأييده: وقد كتبت إلى النضر امرته أن ينتهي عنك وعن التعرض لك وبخلافك وأعلمته موضعك عندي وكتبت إلى أيّوب أمرته بذلك أيضاً وكتبت إلى موالي بهمدان كتاباً أمرتهم بطاعتك والمصير إلى أمرك وأن لا وكيل سواك ؛ وعلى أية حال كان دور منظمة الوكالة بارزاً لا سيما في عهد المتوكل وقد حاول المتوكل ومن خلال تجنيد الذين يحملون فكر العداء للعلويّين أن يقضي على مخالفيه ويمحو النشاطات المنظمة والسرية للعلويين والإمامية خاصة وبدأ بسلسلة من عمليات اعتقال الشيعة وقمعهم واستمر في سياسته هذه بكل قساوة وبدون رحمة حتى نكّل ببعض وكلاء الإمام في بغداد المدائن والكوفة ومختلف مدن العراق ومات منهم تحت عمليات التعذيب ومنهم ظل مسجوناً وقد أنزلت هذه الأعمال ضربة كبيرة على منظمة الوكالة غير انّ الإمام الهادي وبمساعيه الناضجة حافظ على حيويتها ونتاجاتها .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.