أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-3-2022
2231
التاريخ: 22-11-2015
3470
التاريخ: 25-3-2022
2541
التاريخ: 18-4-2017
3189
|
إنّ الصيغة القرآنيّة، لمواصفات الشخصيّة المؤمنة بنماذجها المختلفة، قد أخذت طريقها للتجسيد العمليّ في شخصيّة رسول الله صلى الله عليه وآله.
فشخصيّة رسول الله صلى الله عليه وآله قد مثّلت قمّة التسلسل، بالنسبة لدرجات الشخصيّة الإسلاميّة، التي توجد عادة في دنيا الإسلام، فكان صلى الله عليه وآله عظيماً في فكره ووعيه، قمّة في عبادته وتعلّقه بربّه الأعلى، رائداً في أساليب تعامله مع أسرته والناس جميعاً، مثاليّاً في حسم الموقف، والصدق في المواطن، ومواجهة المِحن، فما من فضيلة إلّا ورسول الله صلى الله عليه وآله سابقٌ إليها، وما من مكرُمة إلّا وهو متقلّد لها.
ومهما قيل من ثناء أخلاقيّاته السامية قديماً وحديثاً، فإن ثناء الله تعالى عليه في كتابه العزيز، يظلّ أدقّ تعبير وأصدق وصف لمواصفات شخصيّته العظيمة دون سواه.
فقول الله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ عجز كلّ قلم وكلّ تصوّر وبيان عن تحديد عظمته، فهو شهادة من الله سبحانه وتعالى على عظمة أخلاق الرسول صلى الله عليه وآله، وسمو سجاياه، وعلوّ شأنه، في مضمار التعامل مع ربّه ونفسه ومجتمعه، بناءً على أنّ الأخلاق مفهوم شامل لجميع مظاهر السلوك الإنسانيّ.
وقبل أن يتحدّث القرآن عن عظمة أخلاقه، فقد نطق الكفّار والمشركون بهذه الحقيقة، والنبيّ صلى الله عليه وآله لم يُبعث بعد، فاتّصاف النبيّ صلى الله عليه وآله بالخُلُق العظيم، لم يكن وليد الفترة التي بُعث فيها، أو من إفرازات تلك المرحلة تمشّياً مع أهميّة الدور الملقى على عاتقه، لا، بل التاريخ يذكر أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان ذا منزلة أخلاقيّة عظيمة في العهد الجاهليّ، وكان محلّ إعجاب وتقدير قومه ومجتمعه، بل ومضرب المثل في
ذلك. وقد شهد الكفّار أنفسهم لرسول الله صلى الله عليه وآله بصدق اللهجة والأمانة والعفاف ونزاهة الذات.
فقد روي أنّ الأحنس بن شريق لقي أبا جهل يوم بدر فقال له: يا أبا الحكم، ليس هنا غيري وغيرك يسمع كلامنا، تُخبرني عن محمّد صادق أم كاذب؟ فقال أبو جهل: والله إنّ محمّداً لصادق وما كذب قطّ.
وقال النضر بن الحارث لقريش: قد كان محمّد فيكم غلاماً حدثاً أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثاً، وأعظمكم أمانة، حتّى إذا رأيتم في صدغيه الشَّيب، وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر؟! لا والله ما هو بساحر.
ولمّا بعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، أحضر قيصر أبا سفيان وسأله بعض الأسئلة مستفسراً عن النبيّ صلى الله عليه وآله، وممّا سأله، قال: فهل كنتم تتّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فقلت والكلام لأبي سفيان: لا، قال: فهل يغدر؟ قلت: لا، قال: كيف عقله ورأيه؟ قلت: لم نعب له عقلاً ولا رأياً قطّ..
وروى الطبريّ: كانت قريش تُسمِّي رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن ينزل عليه الوحي (الأمين).
ورُوي عن أبي طالب (رضوان الله عليه) في حديث عن سيرة النبيّ صلى الله عليه وآله في الجاهليّة قال: لقد كنت أسمع منه إذا ذهب من الليل كلاماً يُعجبُني، وكنّا لا نُسمّي على الطَّعام والشَّراب حتّى سمعتُه يقول: بسم الله الأحد، ثمّ يأكل فإذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله كثيراً، فتعجّبت منه، وكنت ربّما أتيت غفلة فأرى من لدن رأسه نوراً ممدوداً قد بلغ السماء، ثمّ لم أرَ منه كذبة قطّ ولا جاهليّة قطّ، ولا رأيته يضحك في غير موضع الضحك، ولا وقف مع صبيان في لعب، ولا التفت إليهم، وكانت الوحدة أحبّ إليه والتواضع".
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|