المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

الباجادا
13/9/2022
معنى كلمة بسر‌
21-1-2016
الدُّعَاءِ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ‏ - بحث روائي
17-10-2016
الخنافس البرغوثية التي تصيب الفراولة Flea beetles
2023-09-19
طريقة الازيد Azide method
2024-03-02
من مناجاة رسول الله (صلى الله عليه واله) لربه
20-4-2016


البناء الاقتصاديّ في المدينة المنورة  
  
2015   07:15 مساءً   التاريخ: 7-3-2022
المؤلف : مركز المعارف للمناهج والمتون التعليميّة
الكتاب أو المصدر : النبي محمد صلى الله عليه وآله قدوة للعالمين
الجزء والصفحة : ص241- 244
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

ذُكر في التاريخ الإسلاميّ أنّ المهاجرين عندما وفَدوا إلى المدينة، استقبلهم الأنصار انطلاقاً من قاعدة المؤاخاة بحبٍّ وإيثار لم يَعرف تاريخ البشريّة مثلهما، وقد مدح الله - تعالى - الأنصار في محكم كتابه، فقال فيهم: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].

وكان مما عرَضه الأنصار على المهاجرين أن يَقسموا بينهم أموالهم وأرضهم ودُورَهم، ولكن المهاجرين شكروا لهم كرَمهم، وعمِلوا في شتَّى ميادين الحياة مع إخوانهم الأنصار. وإليك نماذج من هذا الإحياء الاقتصاديّ:

1- إحياء الأرض:

بعد المؤاخاة بدأ المسلمون عمليّة مزارعة كبرى في المدينة، أعقَبتها حركة إحياء للأرض الزراعيّة المهملة، وَفقاً للقاعدة الشرعيّة التي وضعها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله  في قوله: "مَن أحيا أرضاً مواتاً، فهي له" 1.

وقد أقطع الرسول صلى الله عليه وآله الإمام عليّ بن أبي طالب عيوناً بيَنبُع، اشتُهرت فيما بعد بوفرة مياهها، وعمِل فيها الإمام عليّ عليه السلام بنفسه.

كما أقطع الزبير بن العوام أرضاً بالمدينة، استثمرها في الزراعة في حياة الرسول  صلى الله عليه وآله .

وقد اشتُهرت كثير من الأوْدِية التي انتشرت الزارعة بها في عصر الرسول، منها وادي "العقيق" الذي هو أهم أوْدِية المدينة، وفيه أموال أهل المدينة ومزارعهم.

كذلك من الأودية التي استُفِيد من أرضها بالزراعة "وادي القرى"، وعُرِفت في الطائف كثير من الأودية التي استُفِيد منها بالزراعة، أهمها وادي "وج"، ويقع غرب الطائف، وفيه كثير من المزارع والبساتين، كذلك وادي "ليه" ويقع شرق الطائف وبالقرب منها.

2- نهضة زراعيّة:

ولم يكن المهاجرون والأنصار وحْدهم الذين أقاموا النهضة الزراعيّة في المدينة المنورة، بل كان ضمنَ العاملين بالزراعة في المدنية المنورة (وغيرها من مدن الحجاز) أناس آخرون من القبائل العربيّة المنتشرة في مختلف مناطق الجزيرة، بل كان ثمّة أناس من خارج الجزيرة العربيّة أيضاً.

ومما يدل على وجود العاملين من غير أهل المدينة كثرة الموالي، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله  حينما حاصر الطائف وأعلن عِتق مَن ينزل إليه من الموالي، نزَل إليه ثلاثة وعشرون عبداً من الطائف.

3- كفالة المهاجرين وتمكين الدولة الإسلاميّة:

وعندما دخل النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله  المدينة وأقام في بيت أبي أيوب الأنصاريّ لمدة سبعة أشهر، قام الأنصار بالتنازل له صلى الله عليه وآله  عن كل فضلٍ كان في خططهم، حتى يتمكَّن من تنظيم المدينة تنظيماً يسمح بكفالة إخوانهم المهاجرين، بل إنّهم قالوا للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : "يا نبيَّ الله، إن شِئت فخُذ منازلنا، فقال لهم خيراً" 2.

4- تنظيم الريّ:

اعتماداً على تفويض الأنصار للنبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله في تنظيم أرض المدينة واقتصادها، بحيث يتحقَّق نسيج متجانس للمجتمع الإسلاميّ الجديد، قام صلى الله عليه وآله  بتوجيه التعامل مع "الماء والزرع" تعامُلاً يَكفُل أقصى الفعاليّة في الاستفادة من الماء، فعندما كان رسول الله صلى الله عليه وآله  بظريب - مقدمه من غزوة ذي قرد - قالت له بنو حارثة من الأنصار: يا رسول الله، ها هنا مسارح إبلنا، ومرعى غنمنا، ومخرج نسائنا ـ يعنون موضع الغابة ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : "من قطع شجرة فليغرس مكانها ودية" 3، فغرست الغابة 4.

وقضى صلى الله عليه وآله ، "في سبيل وادي مهزور أن يحبس الأعلى على الذي هو أسفل منه للنخل إلى الكعب، وللزرع إلى الشراك، ثم يرسل الماء إلى من هو دونه، ثم كذلك يعمل من هو دونه مع من هو أدون منه. قال ابن أبي عمير: المهزور موضع الوادي" 5.

وفيما يتعلق بالأرض ومعادنها أو زراعتها، قام النبيّ صلى الله عليه وآله  بتوزيع الأرض المتروكة في المدينة على الصحابة، فأقطَع - عليه السلام - بلال بن الحارث معادنَ بناحية الفروع، أي: أرضاً فيها معادنُ 6.

كان النظام الاجتماعيّ في أرض الحجاز - وخاصة في مكّة - يعاني كثيراً من المشاكل بين الأعراق والأديان، في ظلّ جو من عدم المساواة في النظام الاقتصاديّ وعدم التسامح وحرب القبائل والسلب، وكانت تفصل بين الفقير والغنيّ هوّة كبيرة. فقد حلّت محل العدالة ممارسات غير عادلة، فكان يتمّ سحق الضعيف من قبل الغنيّ والقوي. وكان الإنسان يُظْلَمُ بسبب عرقه ودينه، ويعمل في ظروف قاسية, وبسبب النظام الربويّ في الحياة التجاريّة لم يكن الفقراء يتمكّنون من التمتع بالحياة الاقتصاديّة العادلة. أما الغنيّ فكان يستهلك المنتجات كافّة بشكل مفرط، حتى أنّه عمّت مثل هذه المفاسد في المجتمع، فكان عرب الجاهليّة يسلبون أموال القوافل التجاريّة ويعرضونها في السوق بأبخس الأثمان، وكان ذلك ينعكس على الأسعار في السوق التجاريّة. وكانوا يشكلون السوق السوداء أحياناً بإخفائهم للأموال التي في أيديهم. وقد أعطى القرآن معلومات عن الأعراب قبل الإسلام في أرض الحجاز، وهم الذين كانوا يشكّلون الغالبيّة العظمى قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وآله ، حيث أعلن الله - تعالى - أن هذا المجتمع الجاهليّ لا يفهم حديثاً، حيث يقول - تعالى -: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 97].

5- تطبيق النبيّ صلى الله عليه وآله للعدالة والتسامح:

ردّ النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله  في العهد الذي عاش فيه كل المفاهيم الجاهليّة التي تؤمن بفضل اللسان، والعرق، والمستوى الاجتماعيّ والقومية, لأنّه صلى الله عليه وآله  يتحلّى بتعاليم الإسلام التي تنهى بشدة عن مثل هذا التمايز بين الناس.

كما أعلن صلى الله عليه وآله  لقومه الذين كانت العنصريّة (العصبيّة) منتشرة بينهم أنه لا أهمية للفروق القوميّة بين الناس البتة، وأن جميع الناس متساوون أمام الله، وأنّ المهمّ في الأمر هو صدق الإيمان قلبيّاً مع الله. وفي الوقت الذي كان النبيّ صلى الله عليه وآله  يدعو فيه قومه إلى الإيمان بالله كان يأمرهم بعدم التفريق بين الناس بأيّ شكل من الأشكال ويقول: "أيّها الناس، إنّ ربّكم واحد، وإنّ أباكم واحد، لا فضل لعربيّ على عجميّ، ولا لعجميّ على عربيّ، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلّا بالتقوى، قال الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] . 7

________________

  1. الشيخ الطوسيّ، تهذيب الأحكام، مصدر سابق، ج7، ص152.
  2. البلاذريّ، فتوح البلدان، مصدر سابق، ج1، ص5.
  3. فَسِيلُ النخل وصِغاره.
  4. البلاذريّ، فتوح البلدان، مصدر سابق، ج1، ص9.
  5. الطوسي، الشيخ محمد بن الحسن، النهاية في مجرد الفقه والفتاوى، انتشارات قدس محمدي، إيران - قم، لا.ت، لا. ط، ص417.
  6. البلاذريّ، فتوح البلدان، مصدر سابق، ج1، ص13
  7. الكراجكيّ، أبو الفتح محمد بن علي، معدن الجواهر، تحقيق السيد أحمد الحسينيّ، مطبعة مهر استوار، إيران- قم، 1394هـ.ش، ط2، ص21.



يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.