تعتبر البحوث الكمية من أكثر البحوث استخداماً من قبل الباحثين عامة والعرب خاصة خلال السنوات القليلة الماضية، وقد ذكرت دائرة المعارف البريطانية في تعريفها للبحوث الكمية بأنها تلك التي تعتمد على استخدام المؤشرات العددية الإحصائية لدراسة الظواهر الاجتماعية وتحليلها بصورة يسهل فهمها والتعرف على العوامل المتداخلة بها، وأشارت إلى أن التحليل الكمي هو ترجمة المحتوى إلى أرقام ونسب وأعداد وإحصائيات ومعدلات ثم حساب التكرار لتحديد مواقع التركيز والاهتمام أو التهميش (7).

وتهتم البحوث الكمية بتقديم نتائج الاستقصاءات في صورة أرقام أو إحصائيات رياضية أو رسوم بيانية، وتتضمن طرق الاستقصاء والمسح العام وتحليل المضمون والمقابلة المقننة، وقياس الاتجاهات.

وتستند البحوث الكمية في تحليلها على استخدام الباحث الإحصائيات التي تصف السلوك الإنساني في موقف اجتماعي أو في نسق اجتماعي معين من مادة غير كمية مثل المقابلات غير المقننة أو الاستبيان المفتوح، أو مذكرات تسجيل الملاحظات الميدانية، أو سجلات الأرشيف بأنواعها المختلفة وقد أشار "جود وهات" عن التمثيل الإحصائي من حيث التوزع التكراري ووضع التكرارات وتصنيفها في فئات، ثم جدولتها في سياق ونظام منطقي، ومن حيث مقارنتها بواسطة النسب المئوية لتوضيح الخصائص الكيفية بين المتغيرات، ومن حيث تمثيل البيانات ووضعها في جداول مركبه على أساس إيجاد العلاقة بين متغيرين أو بعدين أو أكثر سواء كانت هذه العلاقة طردية أو سلبية.(8)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(7) Encyclopedia Baritannica, Vol. 10, PP: 505-508.

(8) د. غريب سيد احمد، تصميم وتنفيذ البحث الاجتماعي، مطبعة البحيرة، د. محمد منير حجاب، أساسيات الرأي العام، دار الفجر للنشر والتوزيع، دمنهور، 2010 ح: 257.