المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02



دلائل الاعجاز على امامة الهادي  
  
3591   03:39 مساءً   التاريخ: 29-07-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص486-491
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن محمد الهادي / مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام) /

أخبرني ابوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن خيران الاسباطى قال: قدمت على ابى الحسن على بن محمد (عليهما السلام) المدينة، فقال: لى ما خبر الواثق عندك؟ قلت: جعلت فداك خلفته في عافية أنا من أقرب الناس عهدا به، عهدى به منذ عشرة ايام، قال: فقال لى: ان أهل المدينة يقولون: انه قد مات ! فقلت: انا اقرب الناس به عهدا؟ قال فقال: لى: ان الناس يقولون: انه قدمات؟ فلما قال لى الناس يقولون علمت انه يعنى نفسه ؛ ثم قال لى: ما فعل جعفر؟ قلت: تركته أسوء الناس حالا في السجن، قال: فقال لى: اما انه صاحب الامر، ثم قال: ما فعل ابن الزيات؟ قلت: الناس معه والامر أمره، فقال: اما انه شوم عليه ؛ قال: ثم انه سكت وقال لى لابد أن تجرى مقادير الله وأحكامه، ياخيران مات الواثق وقد قعد المتوكل جعفر ، وقد قتل ابن الزيات، قلت: متى جعلت فداك؟ قال : بعد خروجك بستة ايام.

اخبرنى ابوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن على بن ابراهيم عن ابن النعيم بن محمد الطاهري قال: مرض المتوكل من خراج به فأشرف منه على الموت فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة، فنذرت امه ان عوفي ان تحمل إلى أبى الحسن على بن محمد (عليهما السلام) مالا جليلا من مالها .

وقال له الفتح بن خاقان: لو بعثت إلى هذا الرجل يعنى أبا الحسن (عليه السلام) فسئلته فانه ربما كان عنده صفة شيء يفرج الله به عنك، فقال: ابعثوا اليه فمضى الرسول ورجع، فقال: خذوا كسب الغنم فد يفوه بماء الورد وضعوه على الخراج فانه نافع بأذن الله، فجعل من يحضر المتوكل يهزأ من قوله، فقال لهم الفتح: وما يضر من تجربة ما قال؟ فوالله انى لارجو الصلاح به، فاحضر الكسب وديف بماء الورد ووضع على الخراج فانفتح وخرج ماكان فيه.

 وبشرت ام المتوكل بعافية، فحملت إلى ابى الحسن (عليه السلام) عشرة آلاف دينار تحت ختمها، واستقل المتوكل من علته .

فلما كان بعد ايام سعى البطحائى بابي الحسن (عليه السلام) إلى المتوكل وقال: عنده اموال وسلاح فتقدم المتوكل إلى سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليلا ويأخذ ما يجده عنده من الاموال والسلاح ويحمل اليه .

قال ابراهيم بن محمد: قال لى سعيد الحاجب: صرت إلى دار أبى الحسن (عليه السلام) بالليل و معى سلم فصعدت منه إلى السطح ونزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة فلم أدر كيف أصل إلى الدار، فناداني أبوالحسن (عليه السلام) من الدار: يا سعيد مكانك حتى يأتوك بشمعة فلم ألبث أن أتونى بشمعة، فنزلت فوجدت عليه جبة صوف وقلنسوة منها وسجادته على حصير بين يديه، وهو مقبل على القبلة، فقال لى: دونك البيوت فدخلتها وفتشتها، فلم أجد فيها شيئا، ووجدت البدرة مختومة بخاتم ام المتوكل، وكيسا مختوما معها، فقال لى أبوالحسن (عليه السلام) : دونك المصلى، فرفعته فوجدت سيفا في جفن ملبوس ؛ فأخذت ذلك وصرت اليه، فلمانظر إلى خاتم امه على البدرة بعث اليها فخرجت اليه فسئلها عن البدرة فأخبر بعض خدم الخاصة انها قالت: كنت نذرت في علتك ان عوفيت ان أحمل اليه من مالى عشرة آلاف دينار، فحملها اليه وهذا خاتمي على الكيس ماحركه، وفتح الكيس الآخر فاذا فيه أربعمأة دينار فأمر أن يضم إلى البدرة بدرة اخرى وقال لى: احمل ذلك إلى أبى الحسن (عليه السلام) واردد عليه السيف والكيس بما فيه ؛ فحملت ذلك اليه واستحييت منه، فقلت له: يا سيدى عزعلى دخولي دارك بغير اذنك، ولكني مأمور فقال لي: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227].

اخبرني ابوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن احمد بن محمد بن عبدالله عن علي بن محمد النوفلي قال: قال لي محمد بن الفرج الرخجي: ان ابا الحسن (عليه السلام) كتب اليه يا محمد اجمع أمرك وخذ حذرك، قال: فانا في جمع أمري لست أدري ما الذي أراد بما كتب به إلي حتى ورد علي رسول، فحملني من مصر مصفدا بالحديد، وضرب على كل ما أملك فمكثت في السجن ثمانية سنين، ثم ورد على كتاب منه وأنا في السجن: يا محمد بن الفرج لا تنزل في ناحية الجانب الغربي، فقرأت الكتاب وقلت في نفسي: يكتب أبوالحسن (عليه السلام) إلي بهذا وأنا في السجن ان هذا لعجب ! فما مكثت الا اياما يسيرة حتى افرج عني وحلت قيودي وخلي سبيلي .

قال: فكتبت اليه بعد خروجي أسئله أن يسئل الله أن يرد علي ضياعي، فكتب إلي: سوف يرد عليك ضياعك وما يضرك ان لا يرد عليك .

قال علي بن محمد النوفلي: فلما شخص محمد بن الفرج الرخجي إلى العسكر كتب له برد ضياعه، فلم يصل الكتاب حتى مات .

قال علي بن محمد النوفلي: وكتب أحمد بن الخضيب إلى محمد بن الفرج بالخروج إلى العسكر فكتب إلى ابي الحسن (عليه السلام) يشاوره، فكتب اليه أبوالحسن (عليه السلام) اخرج فان فيه فرجك إنشاء الله، فخرج فلم يلبث الا يسيرا حتى مات .

وروى احمد بن عيسي قال: اخبرني أبو يعقوب قال: رأيت محمد بن الفرج قبل موته بالعسكر في عشية من العشايا وقد استقبل أبا الحسن عليه السلام، فنظر اليه نظرا شافيا فاعتل محمد بن الفرج من الغد فدخلت عليه عايدا بعد ايام من علته، فحدثني ان اباالحسن (عليه السلام) قد انفذ اليه بثوب وأرانيه مدرجا تحت رأسه، قال: فكفن فيه والله .

ذكر احمد بن محمد بن عيسى قال: حدثني أبو يعقوب قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) مع أحمد بن الخضيب يتسايران، وقد قصر أبوالحسن (عليه السلام) عنه فقال له ابن الخضيب: سر جعلت فداك قال له أبوالحسن (عليه السلام) : أنت المقدم فما لبثنا الا أربعة ايام حتى وضع الدهق على ساق ابن الخضيب وقتل .

قال: وألح عليه ابن الخضيب في الدار التى كان قد نزلها وطالبه بالانتقال منها وتسليمها اليه، فبعث اليه أبوالحسن (عليه السلام) لاقعدن بك من الله مقعدا لاتبقى لك معه باقية، فأخذه الله في تلك الايام .

وروى الحسين بن الحسن الحسني قال: حدثني ابو الطيب يعقوب بن ياسر قال: كان ما المتوكل يقول: ويحكم قد أعياني امر ابن الرضا وجهدت أن يشرب معي وان يناد مني فامتنع وجهدت ان أجد فرصة في هذا المعني فلم أجدها؟ فقال له بعض من حضر: ان لم تجد من ابن الرضا ما تريده من هذه الحال فهذا أخوه موسى قصاف عزاف يأكل ويشرب ويعشق ويتخالع، فاحضره وأشهره فان الخبر يشيع عن ابن الرضا بذلك، فلا يفرق الناس بينه وبين أخيه ومن عرفه اتهم أخاه بمثل فعاله، فقال: اكتبوا بأشخاصه مكرما فاشخص مكرما فتقدم المتوكل أن يلقاه جميع بني هاشم، والقواد وساير الناس، وعمل على انه اذا وافى أقطعه قطيعة وبنى له فيها وحول اليها الخمارين والقيان، وتقدم بصلته وبره وأفرد له منزلا سربا يصلح أن يزوره هو فيه.

فلما وافى موسى تلقاه أبوالحسن (عليه السلام) في قنطرة وصيف وهو موضع يتلقى فيه القادمون، فسلم عليه ووفاه حقه، ثم قال له: ان هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك ويضع منك فلا تقر له انك شربت نبيذا قط، واتق الله يا أخي أن ترتكب محظورا، فقال له موسى: وانما دعاني لهذا فما حيلتي؟ قال: فلا تضع من قدرك ولا تعص ربك ولا تفعل ما يشينك فماغرضه إلا هتكك، فأبى عليه موسى فكرر عليه أبوالحسن القول والوعظ وهو مقيم على خلافه، فلما رآى انه لا يجيب قال: أما ان المجلس الذي تريد الاجتماع معه عليه، لا تجتمع عليه أنت وهو أبدا قال: فاقام موسى ثلاث سنين يبكر كل يوم إلى باب المتوكل فيقال له: قد تشاغل اليوم فيروح ويبكر فيقال له: قد سكر فيبكر، فيقال له: قد شرب دواءا، فما زال على هذا ثلاث سنين حتى قتل المتوكل، ولم يجتمع معه على شراب .

وروى محمد بن على قال: اخبرنى زيد بن على بن الحسين بن زيد قال: مرضت فدخل الطبيب على ليلا ووصف لى دواء آخذه في السحر كذا وكذا يوما، فلم يمكنى تحصيله من الليل وخرج الطبيب من الباب، وورد صاحب أبى الحسن (عليه السلام) في الحال ومعه صرة فيها ذلك الدواء بعينه فقال لى: أبوالحسن (عليه السلام) يقرئك السلام ويقول لك: خذ هذا الدواء كذا وكذا يوما فأخذته وشربته، فبرأت قال محمد بن على: فقال لى زيد بن على: يا محمد أين الغلاة عن هذا الحديث !.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.