أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1627
التاريخ: 1-2-2018
4051
التاريخ: 12-1-2017
1631
التاريخ: 2-08-2015
1953
|
قال : ( وقد تتمايز الأعدام ؛ ولهذا استند عدم المعلول إلى عدم العلّة لا غير ، ونافى عدم الشرط وجود المشروط ، وصحّح عدم الضدّ وجود الآخر ، بخلاف باقي الأعدام ).
أقول
: لا شكّ في أنّ الملكات متمايزة.
وأمّا العدمات (1) فقد منع قوم من تمايزها بناء على أنّ التميّز إنّما يكون
للثابت خارجا (2).
وهو خطأ ؛ فإنّها تتمايز بتمايز ملكاتها.
واستدلّ المصنّف ; بوجوه ثلاثة :
[
الوجه ] الأوّل : أنّ عدم المعلول يستند إلى عدم العلّة ، ولا
يستند إلى عدم غيرها ، فلو لا امتياز عدم العلّة عن عدم غيرها ، لم يكن عدم
المعلول مستندا إليه دون غيره.
وأيضا فإنّا نحكم بأنّ عدم المعلول لعدم علّته ، ولا يجوز
العكس ، فلو لا تمايزهما لما كان كذلك.
[
الوجه ] الثاني : أنّ عدم الشرط ينافي وجود المشروط ؛ لاستحالة
الجمع بينهما ، لأنّ المشروط لا يوجد إلاّ مع شرطه ، وإلاّ لم يكن الشرط شرطا.
وعدم غيره لا ينافيه ، فلو لا الامتياز لم يكن كذلك.
[
الوجه ] الثالث : أنّ عدم الضدّ عن المحلّ يصحّح وجود الضدّ الآخر
فيه ؛ لانتفاء صحّة وجود الضدّ الطارئ مع وجود الضدّ الباقي. وعدم غيره لا يصحّح
ذلك ، فلا بدّ من التمايز.
قال
: ( ثمّ العدم قد يعرض لنفسه فتصدق النوعيّة والتقابل عليه باعتبارين ).
أقول
: العدم قد يفرض عارضا لغيره ، وقد يلحظ لا
باعتبار عروضه للغير ، فيكون أمرا معقولا قائما برأسه ، ويكون له تحقّق في الذهن.
ثمّ إنّ العقل يمكنه فرض عدمه ؛ لأنّ الذهن يمكنه إلحاق
الوجود والعدم بجميع المعقولات حتّى بنفسه ، فإذا اعتبر العقل العدم ماهيّة معقولة
وفرضه معدوما ، كان العدم عارضا لنفسه ، ويكون العدم العارض للعدم مقابلا لمطلق
العدم باعتبار كونه رافعا له وعدما له ، ونوعا منه باعتبار أنّ العدم المعروض أخذ
مطلقا على وجه يعمّ العارض له ولغيره ، فتصدق نوعيّة العدم العارض للمعروض ،
والتقابل بينهما باعتبارين.
قال
: ( وعدم المعلول ليس علّة لعدم العلّة في الخارج وإن جاز في الذهن ، على أنّه
برهان إنّيّ وبالعكس لمّيّ ).
أقول
: لمّا بيّن أنّ الأعدام متمايزة ـ بأنّ عدم
المعلول يستند إلى عدم العلّة ـ ذكر ما يصلح جوابا لوهم من يعكس القول ، ويجعل عدم
المعلول علّة لعدم العلّة ، فأزال هذا الوهم وقال : « إنّ عدم المعلول ليس علّة
لعدم العلّة » كما في حركة اليد وحركة المفتاح ، بل الأمر بالعكس على ما يأتي.
ثمّ قيّد النفي بالخارج ؛ لأنّ عدم المعلول قد يكون علّة
لعدم العلّة في الذهن كما في برهان الإنّ بأن يكون عدم المعلول أظهر عند العقل من
عدم العلّة ، فيستدلّ العقل عليه ، ويكون علّة له باعتبار التعقّل ، لا باعتبار
الخارج. ولا يفيد العلّيّة في نفس الأمر ، بل في الذهن ، ولهذا سمّي إنّيّا ؛
لأنّه لا يفيد إلاّ الوجود الذهني.
أمّا الاستدلال بعدم العلّة على عدم المعلول فهو برهان
لمّيّ مطابق لنفس الأمر.
بيان ذلك : أنّ الحدّ الأوسط في البرهان لا بدّ أن يكون
علّة لحصول التصديق بالحكم الذي هو المطلوب ، وإلاّ لم يكن برهانا على ذلك المطلوب
، فإن كان مع ذلك علّة لثبوت ذلك الحكم في الخارج أيضا ، فالبرهان لمّيّ ، وإلاّ
فإنّيّ ، سواء كان الأوسط معلولا لثبوت الحكم في الخارج أم لا.
ووجه التسمية باللمّيّ : أنّ اللمّيّة هي العلّيّة من « لم
» سؤالا عن علّة الحكم ، فالبرهان المنسوب إلى العلّة يسمّى لمّيّا. وبالإنّيّ :
أنّ الإنّيّة هي الثبوت من « إنّ ، للتحقيق » فالبرهان الحاصل من ثبوت المعلول
الدالّ على ثبوت العلّة يسمّى إنّيّا.
وكيف كان فعلّة الثبوت تسمّى سببا مقتضيا ، وعلّة الإثبات
برهانا ، فإن كان علّة الإثبات عين علّة الثبوت يسمّى « برهانا لمّيّا » وإن كان
أثرها يسمّى « برهانا إنّيّا » لما مرّ.
قال
: ( والأشياء المترتّبة في العموم والخصوص وجودا تتعاكس عدما ).
أقول
: يعني أنّ كل أمرين بينهما عموم وخصوص مطلق بحسب
اعتبار المعنى الوجودي يتعاكس في العموم والخصوص عند اعتبار عدمهما ؛ فإنّ عدم
الأخصّ أعمّ من عدم الأعمّ ؛ فإنّ الحيوان يشمل الإنسان وغيره ، فغير الإنسان من
أنواع الحيوان لا يصدق عليه أنّه إنسان بل يصدق عليه عدمه ، ولا يصدق عليه عدم
الحيوان ؛ فإنّه أحد أنواعه ، ويصدق أيضا عدم الإنسان على ما ليس بحيوان ، وهو
ظاهر ، فعدم الحيوان لا يشمل أفراد عدم الإنسان ، وعدم الإنسان شامل لما ليس
بحيوان وغيره ، فعدم الأخصّ أعمّ من عدم الأعمّ ، فإذا ترتّب شيئان في العموم
والخصوص وجودا ترتّبا على العكس عدما بأن يصير الأخصّ أعمّ من طرف العدم.
__________________
(1)
كذا ، وصوابه : الأعدام.
(2)
« شرح المواقف » 2 : 184 وما بعدها ؛ « شرح المقاصد » 1 : 382 وما بعدها ؛ «شوارق
الإلهام » الفصل الأوّل ، المسألة 16.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|