المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



القول في الهدى و الضلال  
  
1757   12:51 صباحاً   التاريخ: 1-07-2015
المؤلف : العلامة الشيخ سديد الدين الحمصيّ الرازيّ
الكتاب أو المصدر : المنقذ من التقليد والمرشد الى التوحيد المسمى بالتعليق العراقي
الجزء والصفحة : ج1 - ص188- 192
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

 

الموضوع : القول في الهدى و الضلال‏ .

المؤلف : العلامة الشيخ سديد الدين الحمصيّ الرازيّ .

الكتاب : المنقذ من التقليد والمرشد الى التوحيد المسمى بالتعليق العراقي، ج1 -  ص188- 192.

___________________________________________________

   الهدى قد يفيد الاثابة، كقوله تعالى: {يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ} [يونس: 9] ، أي يثيبهم، و كقوله: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ} [محمد: 4، 5] ، أي سيثيبهم. وقد يكون بمعنى الدّلالة على الحقّ، و ذلك كما في قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت: 17]، و قد يكون بمعنى فعل الإيمان.

وكذلك الضلال قد يجي‏ء بمعنى الهلاك و الإهلاك. وذلك كما في قوله‏ تعالى: {فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } [محمد: 4]. أي لن يبطل و لن يضيع، و كما في قوله تعالى حكاية عن منكري البعث‏ {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} [السجدة: 10] أي هلكنا و تقطّعنا؛ و قد يكون بمعنى الإشارة إلى خلاف الحقّ على طريق الإبهام، لأنّه هو الحقّ، كما يقول القائل أضلّني فلان عن الطريق، و كما قال تعالى: {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} [طه: 85] ، {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ} [الشعراء: 99] ؛ و قد يستعمل في الشي‏ء الذي يقع عنده الضلال، و إن لم يكن لذلك الشي‏ء أثر فيه و ذلك كقول إبراهيم عليه السلام، على ما حكاه اللّه تعالى عنه: { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} [إبراهيم: 36]  وقد يكون بمعنى الحكم بالضلال كما يقول القائل: «أضلّ فلان فلانا» أي حكم بضلاله، و كذا يقال فيمن يحكم بكفر غيره: «إنّه قد أكفر»، كما قال الكميت:

و طائفة قد أكفروني بحبّهم     و طائفة قالوا مسي‏ء و مذنب

و قد يكون بمعنى فعل الكفر والضلال.

إذا ثبت هذا و تقرّر فنؤول الهدى و الضلال المضافين إليه تعالى على ما يليق بالحكمة و يطابق دليل العقل فنقول: إنّ اللّه تعالى قد هدى جميع المكلّفين، بمعنى أنّه دلّهم على الحقّ وأرشدهم إليه، وإلّا لما حسن تكليفهم سلوك طريق الحقّ.

وكذلك فانّه سيهدي المطيعين في الآخرة بمعنى الإثابة.

ولا يجوز أن يكون معنى الهداية المضافة إليه تعالى خلق الإيمان في العبد، لأنّه لو كان كذلك لما استحقّ العبد على إيمانه ثوابا و مدحا و لم يحسن من اللّه تكليفه به.

وكذلك لا يجوز أن يكون معنى الضلال المضاف إليه تعالى خلق الضلال و الكفر في العبد، لأنّه لو كان كذلك لما استحقّ العبد عليه ذمّا و عقابا، و لما حسن من اللّه تكليفهم ترك الضلال والكفر، لأنه يكون تكليفا لما لا يطيقه العبد، وذلك قبيح لا يفعله تعالى. وكذا لا يكون بمعنى الإشارة إلى غير طريق الحقّ و إيهام أنّه طريق الحقّ، لأنّه يكون تلبيسا للأدلّة و نقضا لما هو الغرض بالتكليف. و ذلك أيضا قبيح لا يفعله تعالى. فعلى هذا معنى ذلك الضلال إنّما هو العقوبة أو الحكم بأنّه ضالّ.

يوضح ما ذكرناه قوله تعالى: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26] ، أي الكافرين، بدلالة قوله: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} [البقرة: 26، 27] إلى آخر الآية. فبيّن انّه تعالى جزى فسقهم الذي هو الكفر. و جزاء الكفر إنّما هو العقوبة لا نفس الكفر.

و كذلك قوله تعالى عقيب قوله: {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125] والرّجس هو العذاب فبيّن أنّه تعالى إنّما يفعل الرجس الذي هو العقوبة على الذين لا يؤمنون. و لو كان المراد بالضلال هاهنا الكفر لمكان معنى الكلام «كذلك يجعل اللّه الرّجس» الذي هو خلق الكفر «على الذين لا يؤمنون» فكأنّه قال: إنّما يخلق فيهم الكفر لأنّهم لا يؤمنون. و نفي الإيمان من المكلّف كفر، فيكون تلخيص معنى الكلام أنّه إنّما خلق فيهم الكفر لأنّهم كافرون و هذا خلف من الكلام.

ومعنى هذه الآية: من يرد اللّه أن يثيبه في الآخرة بإيمانه و طاعاته التي فعلها يشرح صدره في الدنيا ليطمئنّ قلبه إلى الإيمان و يثبت عليه. لأنّه إذا انشرح صدره عند عمل يعمله، كان ذلك ادعى إلى التثبّت عليه. و بيانه أنّ من دخل بلدة فيشرح صدره عند دخولها، كان ذلك ادعى له إلى المقام في تلك البلدة فعلى هذا شرح اللّه تعالى صدر المؤمن عند إيمانه يكون لطفا له في التثبّت عليه و ثوابا ناجزا و أمارة لكونه مثابا في الآخرة و من يرد اللّه أن يعاقبه في الآخرة بكفره و معاصيه يجعل صدره ضيّقا حرجا في الدنيا عند كفره و معاصيه كيما ينزجر بذلك عنهما، فانّ من يضيق صدره عند عمل يعمله يكون ذلك صارفا زاجرا له عنه. فعلى هذا يكون ضيق صدر الكافر عند كفره عقوبة ناجزة له في الدنيا زاجرة عن التثبت و المقام على الكفر و أمارة لكونه معاقبا في الآخرة.

فأمّا قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ} [الأعراف: 155] فالمراد بالفتنة التكليف و الشدّة، لأنّ الفتنة قد تكون بمعنى الشدّة. وقوله: «تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ» أي تهلك بها من تشاء.

و هم الذين كفروا بهذا التكليف و ضلّوا عنده. و إن لم يكن التكليف قد أضلّهم على التحقيق. كما قال تعالى: {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي} [المؤمنون: 110] ، فنسب نسيانهم ذكر اللّه إلى المؤمنين لمّا نسي الكفّار ذكر اللّه عند سخريّتهم بالمؤمنين، وإن كان المؤمنون لم يحملوهم على أن ينسوا ذكر اللّه. فصحّ أنّ اللّه تعالى إنّما يضلّ عباده، بمعنى يعاقبهم، أو بمعنى أن يفعل فعلا عنده يضلّون، لا بطريقة دعوة فعل اللّه تعالى إيّاهم إلى الضلال حتّى تكون مفسدة، و لا يضلّ أحدا بمعنى خلق الكفر و الضّلال فيه، و لا بمعنى تلبيس طريق الحقّ عليه.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.