المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

George Green
18-7-2016
كيف تتكون الصخور
11-5-2017
تلوث البيئة Environment Pollution
2024-10-29
صبر أمير المؤمنين (عليه السلام)
8-5-2016
بين الأمين والمأمون
17-10-2017
حدود سلطات الضبط الإداري في الظروف العادية
1-4-2016


العلم  
  
2156   10:06 صباحاً   التاريخ: 13-2-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 67 ـ 69
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله): (العلم رأس الخير كله، والجهل رأس الشر كله)(1).

كما هو معروف، العلم هو: إدراك الشيء بحقيقته، وهو المعرفة والتيقن، وضده الجهل. ويحصل العلم والمعرفة للإنسان باستعمال العقل، وتعبر الأحاديث الشريفة عن العلم لأنه مصباح العقل.

ويكفي للتدليل على عظمة العلم أنه:

1 ـ اصل كل خير.

2 ـ رأس كل الفضائل وغايتها.

3 - السبب إلى المنازل الرفيعة والشرف.

4 ـ دليل الإنسان في الحياة، وهاديها فيها.

5 ـ حجاب من الآفات.

6 ـ منجد الإنسان.

7 ـ مؤنسه.

8 ـ ضالة المؤمن، وشيئه الذي يبحث عنه.

9 ـ عماد الدين والإيمان.

10 ـ الحياة، وبه تكون.

11 ـ حياة النفس، وإنارة العقل، وأمانة للجهل.

12 ـ به يطاع الله - سبحانه وتعالى ـ ويعبد، ويعرف، ويوحد، وبه يعرف الحلال والحرام.

13 ـ خير من المال.

14 ـ وسيلة التقدم والرقي والحضارة.

ولما كان العلم بهذه العظمة فإن أنجح الناجحين هو من يمتلكه، كما أن أخسر الخاسرين هو من حُرِم منه. إن ما من خطوة يخطوها الإنسان، او عمل يقوم به إلا وهو بحاجة ضرورية الى العلم، سواء كان ذلك العمل صغيراً أو كبيراً، وفي أي زمان، وفي أي مكان.

إن العلم هو هادي الإنسان في هذه الحياة، وبدونه يصبح كالأعمى يتخبط هنا وهناك. ولكن أي علم هو الهادي له؟ لا شك أنه العلم الحق الذي يؤيده الدين والعقل المؤدب، والذي يحقق شرط مرضاة الله، أما العلم الذي لا يحقق هذا الشرط، فهو جهل في حقيقته. ومن هنا فإن العلم يجب أن يكون دينيا لا بمعنى أن ينحصر في علوم الدين كالفقه وغيره، وإنما بمعنى أن يكون تحت إمامة الدين لكي يضمن له سلامة السير واستقامته، ولكي لا يستعمل في الوجوه غير الصالحة.

والإنسان لا غنى له في اي عمل يقوم به عن العلم والمعرفة الحقة، إذ هما بمثابة النور الذي يضيء له طريق العمل والسلوك، ومن هنا فالوعي والبصيرة والثقافة والعلمية هي أمور ضرورية له في كل شأن من شؤون حياته، ومنها تعامله مع بني البشر.

وقد يتساءل المتسائل: ما علاقة التعامل مع الناس بالعلم والمعرفة والعلمية؟.

إن العلمية المطلوبة في التعامل مع الناس لا يقصد بها أن يكون الانسان حائزاً على درجة كبرى في الجانب الأكاديمي لكي يحسن معاملة الناس. وانما المقصود أن يكون بعيداً عن الجهل والأمية، وممتلكاً حداً كافياً من العلم والمعرفة والوعي والبصيرة والثقافة التي تمكنه من إحسان معاملة الناس.

ومن هنا تجدر الإشارة إلى أن من الناس من هم على درجـة لا بـأس بهـا مـن العلم والمعرفة والثقافة، ولكنهم لا يحسنون معاملة الناس، فكم هم الإختصاصيون والأطباء والمدراء والمهنيون والموظفون، الذين هم على درجة علمية لا بأس بها، إلا أنهم يسيئون التعامل معهم ! . وذلك يرجع اما الى تكبرهم على الناس وتعاملهم معهم بأسلوب فوقي، وإما إلى ضعف وعيهم في هذا المجال. وكم هناك من أناس أميين، ولكنهم يمتلكون بصيصاً من النور، ونية صادقة، ووجدان وضمير مخلصين، فتجدهم يحسنون معاملة الناس ومعاشرتهم ومخالطتهم!. إلا أن الجهل والأمية يقودان إلى سوء التعامل مع الناس، في الغالب، بل إنهما مشكلتان تقودان أصحابهما إلى العمل والتصرف والسلوك في شتى المجالات والميادين التي يدخلونها أو يشاركون فيها. ومن هنا فلا غرابة من انتشار الغيبة والنميمة، وعدم حفظ اللسان، وغيرها من الأخلاق والعادات السيئة في التجمعات الجاهلة والأمية.

وعليه فلكي يحسن الإنسان تعامله مع الناس، خليق به أن يقيم هذا التعامل على أساس العلم والمعرفة الحقين في هذا المجال، والحد الأدنى من ذلك امتلاك المعرفة التي تضمن إحسان هذا التعامل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الانوار، ج77، ص175. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.