المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Amino acids with acidic side chains
23-8-2021
أحكام المقايضة
13-4-2016
القرآن وصفات القاضي
25-11-2015
اصناف التين الشوكي
2023-11-10
الآثار السلبية الناتجة عن الكذب
8-1-2023
التكوينات المرجانية
13-4-2016


المرض العضال  
  
1888   10:02 صباحاً   التاريخ: 13-2-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص174ـ177
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2017 2122
التاريخ: 15-10-2018 2651
التاريخ: 13-1-2016 2596
التاريخ: 2023-03-11 1240

هل تعلمون ما هو أصعب بلاء يتعرض له الإنسان؟ الفقر والعوز، هو أحد أصعب البلايا؟ صحيح. بلاء الفقر والفاقة صعب جداً، ولكنه ليس من أصعب البلايا جميعاً. المرض؟ المرض هو أصعب من الفقر والحاجة، لأنكم إذا كنتم تملكون جميع ثروات الدنيا وتمتلكون الغابات والسهول والبحار، ولكنكم تعانون من مرض ما، فكيف بإمكانكم أن تستفيدوا من كل تلك الثروات؟ إنها جميعها تبدو في نظركم تافهة لا قيمة لها.

نعم إن المرض هو أصعب على الإنسان من الفقر. ولكنه مع ذلك ليس أصعب البلايا التي تقع على الإنسان. فأصعب البلايا هو مرض النفس واعتلال الروح. لعلنا لم نشعر بالأمس وحتى الآن بمرض النفس الذي نعاني منه ولم نكن على علم بما يسببه لنا من لم يرهق النفس، ولكن عندما نصل في المستقبل إلى مرحلة الوعي سنشعر بمرض الروح والنفس وسنضطرب ونعاني من شدة الألم والعذاب وإذا كنتم لم تشعروا عن كثب وبشكل ملموس بمرض الروح فإن بإمكانكم أن تلاحظوا من خلال الرسالة التالية نموذجاً لأكثر البلايا إيلاماً:

الرسالة:.. إن كل لحظة هي بالنسبة لي كقرن من الزمان، الحياة بالنسبة لي مرّة وثقيلة، فأنا وحيد لا ملجأ لي ولا مأوى، أصدقائي غير أوفياء ولا يدركون معاناتي وآلامي وهم يكتفون بالكلام وإعطاء الوعود وعند التنفيذ يصبحون عديمي الإرادة والقدرة.. والأسوأ من ذلك أن لي أيضاً نفس الطباع. فقد قررت مرات ومرات أن أغير من طباعي هذه ووضعت خططاً وبرامج لنفسي لهذا الغرض ولكني لم أتمكن من تنفيذ ما صممت عليه ونقضت جميع عهودي وتعهداتي. فأسوأ ما كنت أعاني منه هو فقدان وعدم القدرة على اتخاذ القرار وعبادة المال والثروة والنفاق. أحيانا كنت أتصور نفسي إنسانا صالحا وطيبا ولكن عندما كان يحين وقت العمل والتنفيذ كنت أرى نفسي أضحي بكل شيء وأتخلى عن الجميع من أجل المادة والمكسب المادي... أريد أن أهرب من نفسي ولكن أينما ذهبت أرى ظل إرادتي الضعيفة المهتزة يلاحقني...

احياناً أقرر أن أصحح تصرفاتي وأتعامل مع أهلي وأسرتي بمحبة وحنان، أقرر أن أكون صادقاً مع الآخرين ووفياً لهم، ولكني سرعان ما أرى أمامي من يضحك عليّ بصوت عالٍ ويستهزئ بي ويجعلني أتخلى عن قراري. وكلما أهرب منه لا يبتعد عني يلازمني دائماً وبقض مضجعي بابتسامته اللاذعة ووساوسه المشينة ويعزّز فيّ حالة انعدام الإرادة والمراء والنفاق.

حبذا لو كنت أستطيع الانتحار، لقتلت نفسي واسترحت وهدأت ولو للحظة واحدة. رغم أني أعيش حالة رفاه مادي كامل ولكني أشعر بالتفاهة والضعف...

إني أعرف ماذا سيكون ردكم علي: تقولون لي: الانتحار حرام... يتبعه العذاب ونار جهنم... لا تفقد الأمل تخلص من هذه الأفكار والأوهام. ولكن كيف أستطيع ذلك؟! كيف يمكنني أن أبعد عن نفسي هذا الشعور بالتفاهة وعدم الإرادة؟ كيف يكون لدي أمل في حياة مرة قاسية يسودها التردد والشك؟ كيف يمكنني أن أقرر بان أصبح إنساناً صالحاً؟ وفي وقت أرى فيه أن الإرادة قد ماتت في وجودي!..

أخي العزيز! كن واثقاً أن الإنسان طالما هو حي يرزق فإن إرادته أيضاً حية وباقية، نعم! قد تكون هذه الإرادة ضعيفة ومنهكة ومنهارة ولكن بالإمكان معالجتها وجعلها تقف على قدميها. إن السبيل لمعالجة فقدان الإرادة وعدم القدرة على التصميم وجميع الأمراض النفسية الأخرى التي أشرت إليها (كالشعور بالتفاهة والشك والتردد والشعور بالإحباط واليأس والوحدة والرياء وعدم الوفاء و...). يكمن في العودة عن الطريق الذي وصلت إلى نهايته والذي أوصلك إلى هذه المساوئ وألحق بك هذه الأشرار. وإني أتصور بأن هذه الأمراض المرهقة على الأرجح نتيجة (الحياة المرفهة التي تعيشها ومجالستك لأصدقاء غير أوفياء لا إيمان لهم).

تسألون: كيف نستطيع أن نستعيد إرادتنا المنهارة؟ ونعود إلى طريق الصواب؟ ورداً على سؤالك نقول: يحلّ علينا الآن شهر رمضان بأيامه النورانية المضيئة ولياليه الروحانية وبمناسبة هذا الشهر الكريم، أطلب منك أيها الأخ الكريم أن تبتعد عن أصدقاء السوء الذين لا وفاء لهم وتنضم إلى عباد الله الصائمين وتكون معهم وقت الإفطار ووقت السحر وعليك أن تعرف قدر هذه الفرصة الثمينة وأن تبادر - بنية إلهية خالصة وبصدق ووعي - إلى الصيام والعبادة والمناجاة مع الله وخدمة خلق الله حيث يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: [صوموا تصحوا] فالصيام سلامة وصحة للجسم والروح كما أن الصيام يقوي العزيمة والإيمان. فالصائم بتحمّله للجوع والعطش، يصقل روحه ويبعد عن نفسه الأدران والأقذار ويقوي بذلك ملكة الصبر والإرادة لديه. وقد أوجب الله سبحانه وتعالى الذي هو الطبيب الحقيقي لروح الإنسان، الصيام وفرضه على الناس للوقاية من تلك الأمراض ومعالجتها. فقد جاء في كتاب وسائل الشيعة الجزء السابع في باب وجوب الصوم، عن الإمام الصادق عليه السلام والإمام الرضا عليه السلام ما مضمونه:

فقد فرض الله الصيام لكي نشعر بمشقة الجوع وحرقة العطش ونتخلص من حياة الترف والرفاهية وحب الراحة ولكي نتذكر عالم الاخرة والقيامة ولا ننسى فقرنا في ذلك اليوم ونأخذ الزاد إلى يوم المعاد حيث إن الجوع والعطش الحقيقيين يؤذي الفقراء المعذبين في أعماق نفوسهم ونحمل زاد التقوى إلى ذلك اليوم. ولكي نقوي قدرتنا وعزيمتنا أمام أهواء النفس والشهوات ولكي نثبت خضوعنا وتذللنا أمام خالقنا الرحمن الرحيم، وندرك الهدف من الحياة وندرك بالتالي أنفسنا ونتخلص من الشعور بالتفاهة. وإن الله فرض علينا الصيام لكي نزداد أملاً وثقة بالحياة ونقوي لدينا القدرة على الصبر والتحمل ونكون راضين ومتشوقين لأداء الفرائض والواجبات الإلهية. وذلك من خلال الاستئناس مع الله وتأمل لطفه ورحمته.

وكن على ثقة بأنك إذا ما أديت فريضة الصيام والتحقت بجموع المصلين في المساجد آخذاً بعين الاعتبار تلك القيم والآداب والسنن الدقيقة والمحكمة التي شرعها الله سبحانه وتعالى للصائمين وفرض عليهم الالتزام بها، فإنك تكون قد طهرت جسمك وروحك من تلك الأمراض الناتجة عن الأقذار والأدران وعند ذلك فإن الحياة ستصبح في نظرك نظيفة ونقية وممتعة وستصبح إرادتك وتصميمك أقوى وأمتن وأكثر تحركاً من ذي قبل. وكن واثقاً بأنك إذا اتبعت هذا الأسلوب فإنك وفي ختام شهر رمضان المبارك ستنال - بفضل الله تعالى وكرمه - مغفرة الباري تعالى ورحمته وعفوه وعند ذلك ستشعر وتلمس بنفسك حالة من الصفاء والحيوية والسعادة تغمر وجودك وستلاحظ في الأيام الأخيرة من شهر رمضان بأن روحك مفعمة بالنشاط والعزيمة والإيمان وعندها ستدرك بأن شهر رمضان هو شهر البركة شهر الشفاء شهر العزيمة والإرادة وشهر الكفاح والمقاومة والشوق والأمل والإيمان.

بشرى لجابر ولجميع المسلمين

عن الإمام الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجابر بن عبدالله: يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليله(1) وعفّ بطنه وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر(2). 

نسأله تعالى أن يوفقنا لنكون من الصائمين الحقيقيين وأن نرافقهم إلى ضيافة الله لنصل إلى الهدف الأسمى وأن نحظى بالأجر والمكافأة الخاصة من الباري سبحانه وتعالى ونأمل أن نأخذ من فريضة الصيام دروساً في الخوف من الله والتقوى ونتغلب بالتالي على الغضب وعلى كل الصفات الذميمة.

___________________________________

(١) أي قسماً منه.

(٢) الفروع من الكافي ، ج ٤ص٨٩ باب١١ ح٢ . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.