المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تنظيم القضاء الإداري في مصر
4-4-2017
حجّية الأمارات الظنّية
5-9-2016
أمراض الايض Metabolic Diseases
27-1-2019
اتزان الامتزاز adsorption equilibrium
13-10-2017
مركز الكتلة
8-2-2016
صياغة مسائل البرمجة الخطيةProblem Formulation: مقدمة
27-1-2022


اكسبوا رضا الأم وعاملوها بإحسان  
  
1924   09:09 صباحاً   التاريخ: 6-2-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص253ـ257
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

يوصينا رسول الله صلى الله عليه وآله بالتراحم وصلة الأرحام حيث يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: [صلوا أرحامكم وتفقدوهم وأحسنوا إليهم وساعدوهم وأكرموهم](1).

ومن بين جميع الأقارب والأرحام فإن للوالدين - ولا سيما الوالدة - حقوقاً خاصة على الأبناء إلى درجة أن عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: [الصلاة في وقتها].

قلت: ثم أي؟ قال: [بر الوالدين](2).

وهناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله مضمونه ((إن العاق لوالديه لا يشم ريح الجنة)).

ريح الجنة المنعش الذي يشم من مسافة: ألف سنة ويمنح الحياة والسعادة والنشاط والابتهاج. إذن فإننا نوصي جميع الأبناء ولا سيما الأبناء الأجلاء الفضلاء لهذه الأم ونقول لهم: عليكم أن تكسبوا رضا والدتكم وتعاملوها بلطف ومحبة وتزيلوا بقطرات دموع الاعتذار والندم رواسب التأثر والتألم والأسى من قلبه العطوف والآن لنقرأ معاً رسالة هذه الأم الفاضلة التي ضحت بكل شيء من أجل أولادها وبناتها ولكنهم قابلوها بالجفاء وهي تعيش الآن وحيدة كسيرة القلب.

الرسالة:.. إني أم أبلغ من العمر خمسة وستين عاماً وقد ضحيت بفتره شبابي من أجل أولادي وأمرّ الآن بمرحلة شيخوخة سيئة. لقد كنت - وكما يشهد بذلك جميع الأقارب والأصدقاء - أماً نموذجية في التضحية والسماح. وقد ربيت اولادي بكثير من العناء والتعب فكنت أقوم بأعمال الخياطة وأبقى مستيقظة حتى ساعات متأخرة من الليل لكي أخيط الملابس وأقوم بأعمال الحياكة حيث كنت أحصل على مبلغ من المال لتأمين نفقات معيشتي ومعيشة أولادي وبهذه الطريقة استطعت لوحدي أن أنفق على نفسي وعلى أولادي حتى كبروا جميعاً وواصلوا دراساتهم العليا: حيث إن إبني الأكبر يحمل الان شهادة الدكتوراه والثاني يحمل شهادة في الهندسة وبناتي جميعهن مثقفات يعملن في سلك التعليم، وبذلك فإن جميع أولادي يتمتعون الآن بمركز اجتماعي مرموق ويحظون باحترام الآخرين وتقديرهم.

... أما ابني الثاني، فقد كسر قلي بشكل لا أعتقد أنه سوف ينجبر بعد ذلك ابداً

وخلاصة الكلام أن إبني هذا غادر البيت وهو غاضب وأخذ زوجته وأولاده معه وتركني لوحدي، حيث إني لم أره منذ فترة وأتشوّق لرؤيته ورؤية أطفاله وأبكي بحرقة حزناً على فراقه وأحترق بنار الوحدة. إني أسألكم: هل هذا هو جزاء الأم التي تحمّلت كل هذا الشقاء والعناء والتعب وهل بهذه الطريقة تكافأ على محبتها وتضحياتها؟! أرجو منكم أن تنصحوا اولادي بان لا يعاملوا والدتهم بهذه القساوة ولا يكسروا قلبها بهذا الشكل وبدون رحمة ولا شفقة.

وإذا كنت قد قلت لزوجته شيئاً فذلك بسبب حالة الضجر والملل التي أعاني منها، وهذا لا يجعلني أستحق هذه العقوبة. رجائي منكم كأم هو أن تتكلموا عن حق الأم على الأبناء، لعلهم يعودون إلى رشدهم وإلى طريق الصواب ولا يتركونني وحيدة كسيرة القلب والخاطر بهذا الشكل.

لا أدري ماذا أقول لأولاد هذه الأم، وهم متعلمون ومثقفون؟! فالقرآن الكريم الذي هو بمثابة الشمس الساطعة التي تنير طريق الحياة أمام البشر أوصى مراراً بالوالدين خيراً وأمرنا بالإحسان إليهما ورعايتهما والاهتمام بهما وكسب رضاهما ولا سيما عندما يكونان في مرحلة الشيخوخة. يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23، 24].

إذا فالقرآن الكريم يأمرنا بتفقد الوالدين ولا سيما عند الكبر ويحذرنا من إظهار الضجر والانزعاج من بعض التصرفات التي قد تصدر منهما أو كثرة طلباتهما وتوقعاتهما من أولادهما كما يحذرنا من نهرهما والتخلي عنهما وتركهما وحيدين يعيشان في وحدة وعزلة قاتلة ويطلب منا أن نتذكر طفولتنا وضعفنا ولا ننسى متاعبهم وتضحياتهما وما بذلاه من جهود مضنية حتى أوصلانا إلى ما نحن عليه الآن من قوة وصحة وسلامة. إني لا أدري سبب ترك هذين الابنين أمهما وحيدة ولا سيما الابن الثاني؟ هل طلبت زوجته منه أن يترك بيت والدته؟ أو من المحتمل أن تكون زوجة الابن قد أصيبت بالضجر والملل فغادرت منزل والدة زوجها إلى الأبد.

إذا كان الأمر كذلك، فعلى هذه الزوجة الشابة أن تقرأ الرسالة التالية وتنظر من خلال هذه المرآة إلى تصرفاتها الحالية والآثار التي تتركها مثل هذه التصرفات على حياتها المستقبلية.

الرسالة:... إني أشعر بالقلق والاضطراب ولا أستطيع النوم ولا أشعر برغبة في تناول الطعام، أعصابي متوترة وأستعمل الأقراص المهدئة بشكل مستمر.. كل ذلك بسبب والدة زوجي التي هي امرأة سيئة الخلق كثيرة التوقعات، لقد حوّلت هذه المرأة حياتي إلى جحيم لا يطاق وعلقم مرّ لا يمكن تجرعه. فعندما أخرج من البيت تفتح غرفتي وتعبث بمحتوياتها...

لقد سئمت حياتي ونفد صبري ولم أعد أحتمل. قلت لزوجي عليك أن تختار ببن أمرين: فإما أن أكون أنا في البيت وإما أن تكون والدتك فيه. وإما أن تأخذ بيتاً لي وتخلصني من والدتك العجوز الثرثارة الكثيرة الانتقاد وإما ان ترسل والدتك إلى شقيقك الآخر لتعيش معه، أليست هي والدته كما هي والدتك؟..

وفي اليوم التالي قال لي إبني الذي بلغ الثانية عشرة من العمر: أماه إني لن اتزوج عندما أكبر فقلت له ولماذا يا عزيزي! فقال: لأني سأضطر عندها إلى طردك من البيت، فقلت له ولماذا تطردني من البيت يا ولدي العزيز؟ فقال: لأن زوجتي قد تقول لي: إما ان أكون أنا في البيت أو تكون والدتك فيه!

كلام ابني هذا هز كياني بعنف. فقلت لنفسي سأثبت لابني كيف عليه ان يعتني بوالدته ويهتم بها...

ومن ذلك الحين قررت أن أقدم أفضل خدمة ورعاية لوالدة زوجي. فلا أدعها تطبخ الطعام ولا أدعها تأكل وحدها بل أجلس معها على مائدة واحدة وصرت أتحمل كل ما تقوله لي. كما أني صرت أوصي زوجي بتفقد والدته والاهتمام بها أكثر من ذي قبل وطلبت منه ان يتوجه أولاً إلى غرفة والدته ويتفقد أحوالها بمجرد أن يعود إلى البيت.. ولم تكن تمضي سوى عدة أسابيع على قراري هذا حتى زال عني كل قلق واضطراب ولم أعد بحاجة إلى الأقراص المهدئة وبت اشعر بالصحة والسلامة والنشاط...

أما والدة زوجي فإنها التفتت إلي في أحد الأيام وقالت لي بصوت مرتجف:

... يا بنتي! كنت أتصور من قبل بأنك عدوة لي والآن أرى بأني كنت مخطة تماماً في حكمي عليك.

والآن إذا كنت أيتها الأخت الكريمة تريدين أن تعرفي كيف يتصرف ابنك البالغ من العمر اثني عشر عاماً معك في المستقبل عندما يتقدم بك السن وتصلين إلى مرحلة الشيخوخة، فانظري إلى تصرفك وتعاملك الحالي مع والدتك ومع جدتك ومع والدة زوجك ووالده. فالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله يقول: [بروا آباءكم يبرّكم أبناؤكم](3).

وفي الختام أعرب عن شكري وتقديري لك أيتها الأخت الكريمة لأنك ومن خلال تعاملك الكريم وأخلاقك السامية أمّنتِ سلامتك ومستقبلك وأعدت إلى حياتك العائلية صفاءها ونشاطها وسعادتها وحيويتها. وفقك الله وسدد خطاك. ورجائي من أبناء هذه الأم الكسيرة القلب والمتألمة هو أن يسرعوا في زيارة والدتهم وتفقد أحوالها وكسب رضاها. عن أبي أمامة أن رجلاً قال يا رسول الله ما حق الوالدين على ولدهما؟ قال: [هما جنتك ونارك](4).

وما أروع أن نظهر محبتنا وتعاطفنا لوالدينا وأن ندعو لهما بالخير والرحمة والمغفرة. نسأل الله العون والتوفيق.  

_____________________________________

(1) وسائل الشيعة ج٧ حديث١٣٤٩٨.

(2) ميزان الحكمة ج١٠ باب الإحسان إلى الوالدين، حديث ٢٢٣٧٥ ص ٧٠٩ عن كتاب الترغيب والترهيب ح٣ ص ٣١٤.

(3) ميزان الحكمة ج10 ص٧٠٩ حديث٢٢٣٧٤.

(4) المصدر السابق حديث ٢٢٣٦٩. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.