بدأت الصحف العربية تدرك أهمية الإنترنت، وضرورة وجودها على هذه الشبكة منذ انطلاق خدمات الإنترنت على المستوى العالمي عام 1990 إلا أن الخدمات الصحفية العربية على شبكة الإنترنت تأخرت إلى نهاية التسعينيات لأسباب تقنية واقتصادية ويتوافر حاليا ما يقرب من نصف الصحف العربية اليومية على شبكة الإنترنت تقدم خدماتها على مدار الساعة لقراء العربية في مشارق الأرض ومغاربها، وكان منتصف عام 1996 هو بداية ظهور الصحف العربية على شبكة الإنترنت، حيث سارعت بعض الصحف العربية بإنشاء مواقع لها على الشبكة خصصتها في البداية كمواقع دعائية لها ثم حولتها بفعل تطور الصحافة الإلكترونية عالميا إلى مواقع صحفية تضع عليها بعض مادتها الورقية، ولم تصل الصحف العربية الإلكترونية إلى الآن إلى مرحلة الانفصال التام عن نظيرتها الورقية مثلما حدث مع بعض الصحف الأمريكية، فالصحف العربية مازالت نسخا مصغرة من الصحف الورقية التي تدير بنفسها هذه المواقع ولم تستقل سواء في إدارتها أو صحفيها أو مادتها عن الصحف الورقية الأم ، ويبن الجدول الآتي أن غالبية الصحف العربية بدأت متأخرة في تقديم خدماتها على الإنترنت، حيث بدأت المواقع عام 1996 بتدشين ثلاثة مواقع فقط، ثم تلاها ست صحف عام 1997 ، وسبع صحف عام 1998.

وتعد أول صحيفة عربية إلكترونية يتم إعداد مادتها التحريرية والإعلامية ونشرها إلكترونيا عبر الإنترنت هي صحيفة المراسل والتي لا تعد النسخة الإلكترونية من الصحيفة الورقية، وهي صحيفة إلكترونية أسبوعية بدأت إصدارها في 12أغسطس 1997 ، ومن الصحف العربية التي حرصت على إنشاء موقع لها على شبكة الإنترنت صحيفة الراية التي إصدارات أول نسخة إلكترونية لها في الأول من يناير 1997 وتليها جريدة الوطن الكويتية والأيام البحرينية والدستور والبيان والرأي الأردنية وجريدة الحياة وكذلك جريدة الجزيرة في 16 أبريل عام 1997 واتبعتها السعودية التي إصدارات أو نسخة إلكترونية لها في 12 يوليو 1997، وبالنسبة لجريدة الشرق الأوسط فهي لا تتيح الاطلاع عليها من خلال شبكة الإنترنت إلا باشتراك سنوي، وقد حددت إحدى الدراسات عدد مواقع الصحف العربية اليومية والأسبوعية على الإنترنت في بداية عام 1998 بحوالي 42 موقعاً بالإضافة إلى 15 موقع لمحطات الراديو والتليفزيون العربية وستة مواقع بوكالات الأنباء العربية، وقدر أحد الباحثين العرب عدد الصحف الإلكترونية في العالم العربي بنحو 65 صحيفة تصدر باللغات الثلاثة العربية والإنجليزية والفرنسية .

ولما تتمتع به شبكة الإنترنت من أهمية تسابقت المؤسسات الصحفية المصرية لإنشاء مواقع إلكترونية لها على الشبكة في 16 فبراير 1997 تضم نسخا إلكترونية من صحف الجمهورية والمساء والجازيت ومصر اليوم وعقيدتي الدينية بدأ من عام 1998 ثم تلتها بعد ذلك صحيفة الشعب، حيث أصدرت نسختها الإلكترونية في أول أكتوبر 1998، وفي أول مارس 1998 دخلت صحيفة الوفد إلى شبكة الإنترنت تلتها صحيفة العالم اليوم في 25 يوليو 1998، وبعدها بيومين فقط أصدرت صحيفة الأسبوع نسختها الإلكترونية وذلك في 27 يوليو 1998، كما أن موقع جريدة الأهرام يعد من أكثر المواقع المصرية الواعدة رغم أنها لم تتح من خلال الإنترنت سوى جريدة الأهرام ويكلى الصادرة بالإنجليزية والسياسة الدولية منذ يونيو 1998، أما النسخة الإلكترونية للأهرام الصباحي بدأت تصدر في 5 أغسطس 1998، ويوجد على موقع الأهرام أيقونات لبقية إصدارات المؤسسة ولكنها لا تزال غير نشطة بمعنى أن بثها الإلكتروني عبر الشبكة لم يبدأ بعد وتلتها صحيفة العربي الحزبية في 31 أغسطس 1998 وأخيراً النسخة الإلكترونية لصحيفة الأهالي الحزبية وذلك في الثالث من مارس 1999 ، وتشير الدراسات الخاصة بالصحف الإلكترونية العربية والمصرية على الإنترنت إلى أن غالبية الصحف الإلكترونية ما هي إلا طبعات إلكترونية من الصحيفة الورقية، حيث نجد الصحف الإلكترونية تحتوى على 90% من المادة التحريرية المطبوعة.

ويمكن القول أن واقع الصحافة الإلكترونية المصرية والعربية لا يخرج عن كونه مواقع تابعة للصحف المطبوعة حيث تشكل الجزء الرئيسي في ظاهرة الصحافة الإلكترونية الحالية على الإنترنت، أما عن المواقع التابعة لجهات غير صحفية كبوابات الأخبار  المستقلة ومواقع قنوات التليفزيون المصرية والعربية والأحزاب والمنظمات والهيئات وغيرها فإما غير موجودة فعلا أولا تمارس أي نوع من الصحافة الإلكترونية أو قليلة العدد ولا تشكل ظاهرة، ومن هنا يصح الحديث عن الصحافة الإلكترونية المصرية والعربية من الناحية العملية حديثا عن مواقع الصحف المطبوعة وليس غيرها.