أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-2-2022
![]()
التاريخ: 1-5-2022
![]()
التاريخ: 29-7-2016
![]()
التاريخ: 29-7-2016
![]() |
لا يعني الزهد في الإسلام هجر الحياة الدنيا بكل أشكالها ، وتحريم لذائذها ولبس المسوح، والسكن في الكهوف، واعتزال المجتمع البشري بصورة كلية والهيام في الفيافي والوديان، يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : (ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال، ولا بتحريم الحلال ، بل الزهد في الدنيا ان لا تكون بما في يدك اوثق منك بما في يد الله عز وجل)(1).
فالزهد إذن ثقة مطلقة بالله تعالى ، وان ما بيد الإنسان من معاني الدنيا هي ملك الله تعالى جعلها وديعة عنده، وان الله هو المانع وهو المعطي دون سواه، فإذا ايقن الإنسان بذلك بوعي وإخلاص ، حينئذ يتحرر من سيطرة اهوائه وميوله ويوجهها حيث يريد الله تعالى فالزهد الحقيقي هو : (التحرر من قيد الشهوة والهوى ، والانقطاع النفسي الحقيقي من الدنيا ومعانيها ، وهو بذلك سبب ونتيجة في آن واحد للانقطاع إلى الله تعالى والارتباط بالسماء، او بالأحرى العبودية الكاملة لله في المشاعر والعواطف والسلوك)(2).
إذن الزهد صفة نفسية تترسخ في النفس بشكل تدريجي، وتزداد كلما ازدادت المعرفة بالله تعالى، والمعرفة بحقيقة الدنيا، وانما نقول الزهد معنى نفسي؛ لأنه ليس الزهد سوى التحرر الذاتي من قيود الدنيا وعلائقها بحيث يملكها ولا تملكه، فقد يزهد الإنسان بجانب من جوانب الحياة ، ويحاول ان يبرز في جانب آخر من جوانبها كالشهرة والسمعة والجاه وهذا شأن من يترك الدنيا للدنيا، ويخسر بذلك الإرادة القوية، والعزيمة الماضية، وآمن بالنظام الإلهي ، وسلكه بوعي واقتدار فلابد حينئذ ان يحكم العقل والشرع في سلوكه ، وبذلك تتوازن مسيرته فلا يميل إلى جانب دون آخر.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) المحدث المجلسي، بحار الانوار : 70/310.
(2) الشهيد الشيخ حسين معن ، الإعداد الروحي : 169 .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|