ترجع معظم كتب التاريخ بدايات جماعات السلام إلى أعقاب حروب نابليون ولكنها ترجع جذورها إلى الإيمان المبكر بنشاط السلام. إن جميع الأديان تنادي فعليا بالسلام ونبذ العنف ويرجع تاريخ الاحتجاجات الشعبية التي قامت بها الجماعات الدينية إلى فجر التاريخ الميلادي. وثمة نماذج مبكرة من اللاعنف لدى كل من اليهود، ومتصوفة الإسلام، والمسيحيين، ومنها تلك المظاهرة التي قام بها ٠٠ 4 ألف شخص في مدينة فيرونا بشمال إيطاليا في منتصف القرن الثالث عشر ضد قيام حرب أهلية دموية, وفي منتصف القرن السابع عشر ضمن إنشاء مستعمرة "ويليام بين William Penn لمجتمع الأصدقاء الديني (كويكرز Quakers) علاقات سلمية مع السكان الأمريكيين الأصليين طوال سبعين عاما, ومع هذا تتغير مواقف معظم الأديان إزاء السلام ويزخر التاريخ بنماذج من الحروب التي باركتها القيادات الدينية.

وتمثل الفترة التي تلت حروب نابليون نقطة تحول لحركات السلام بطرق عديدة. فمن الناحية السياسية نرى مفهوما جديدا للحكم, فبعد الثورتين الفرنسية والأمريكية، واستنادا إلى الفلسفات السياسية التعاقدية لجون لوك ومونتسكيو وجان جاك روسو، ينظر إلى السلطة السياسية على أنها تقع الأن في يد الشعب, وشجعت فكرة السيادة الشعبية على قيام المواطنين بالمشاركة في شئون الدولة على نحو أكبر.

ومن الناحية الاجتماعية، بزغت حركات مقاومة كرد فعل على اتجاه سلطة الدولة إلى محو الاختلافات المحلية من خلال فرض لغة وتعليم ورموز موحدة، كما ساهم ذلك بشكل غير مقصود في حشد حركات السلام على نطاق أوسع, وبلغ الدعم الشعبي الكبير لحركات السلام المنظمة ذروته في أواخر القرن التاسع عشر. فبحلول القرن التاسع عشر، كان هناك ما يربو على 400 جمعية للسلام في أوروبا والولايات المتحدة. وقد أثمرت جهود هذه الجمعيات عن نتائج ملموسة؛ فغي العقد الأخير للقرن التاسع عشر نجح التحكيم الدولي في منع الحرب في أكثر من ستين حالة، وفي عام 1905 انفصلت السويد سلميا عن النرويج بمساعدة حركات السلام في كلا البلدين. ولقد ساعدت التعبئة الغني امتدت لما وراء الحدود الوطنية عبر وسائل النقل وتكنولوجيا الاتصالات مثل السكك الحديدية والتليغراف في إنشاء العديد من الكيانات الدولية العني تكرس جهودها للسلام. وكان مؤتمر السلام العالمي يعقد سنويا بعد ,عام ١٨٩٢، وفي عام 1899 أنشئت محكمة لاهاي وهي أول محكمة دائمة للتحكيم الدولي ونتيجة لتكاتف الجهود شاركت الحكومات الوطنية والتقت في مؤتمري لاهاي في عامي ١٨٩٩.