المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

علي (عليه السلام) بايع الخلفاء برضاه والشيعة يؤولون ذلك بالتقية
17-11-2016
تفسير{مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
2024-03-05
النقل في الوطن العربي
2024-11-06
الأساليب المستخدمة لترويج الغلاف
4/9/2022
الإقالة
22-9-2016
التمثيلُ في الآية (57-58) من سورة الأعراف
11-10-2014


اجتناب النميمة والسعاية  
  
1993   08:52 صباحاً   التاريخ: 16-1-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 225 ـ 227
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016 18458
التاريخ: 2024-09-10 383
التاريخ: 2024-03-26 827
التاريخ: 2023-11-08 1086

قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 10، 11] (1).

وقال الامام علي (عليه السلام): (إياك والنميمة! فإنها تزرع الضغينة، وتبعد عن الله، وعن الناس)(2).

وقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه آله): (شر الناس المثلث، قيل: يا رسول الله، ما المثلث؟ قال: الذي يسعى بأخيه الى السلطان فيهلك نفسه، ويهلك أخاه، ويهلك السلطان) (3).

النميمة هي إظهار الحديث بالوشاية، ورفعه على وجه الاشاعة والفساد.

والنمام هو من يحدث مع جماعة ـ أو شخص ـ فينم عليهم فيكشف ما يكره كشفه. والسعاية هي النميمة والوشاية. وهي بصورة أخص تعني الوشاية على شخص أو جماعة عند السلطان (*). والنميمة خلق سيء منهي عنه في الاسلام، محذر منه ووسيلته اللسان.

والمرء في معاملته الناس واجبه تجنب النميمة على الناس وإليهم، والسعاية بهم عند الظالمين من السلاطين والأمراء. لأن في ترك النميمة كف للأذى عن الناس، ومحافظة على العلاقة الحسنة بهم، وعلى حالة المحبة والمودة معهم. ومن هنا فإن من ينم على الناس، وينقل حديثهم الذي يكرهون نقله وظهوره، يصبح مبغوضاً ممقوتاً ـ عندهم ـ قريبهم وبعيدهم -، فضلا عن انه يكون ممقوتاً عند الله ـ عز وجل.

ومن مظاهر التخريب الاجتماعي الناجمة عن النميمة: التفريق بين المتآلفين والمتحابين، ونشوء الضغائن والأحقاد وإيراثها، وجلب العداوات على المتصافين، هذه المظاهر التي تمثل معاول هدم. فعالة في بنيان العلاقة الانسانية.

وتعبر الأحاديث الشريفة عن النميمة بأنها تكاد تكون كالسحر، أو أنها من أكبر السحر، لما لها من آثار إجتماعية غريبة تخريبية، فقد تتسبب في مراحل أشد خطورة ـ في انكشاف ستور الناس، وتخريب المنازل مادياً أو معنوياً، وسفك الدماء.

وتعتبر النميمة (**) (أسوأ الصدق)، إذ أنها في غير موضعه، وهي رواية شريرة، لما تتركه من آثار سيئة على من نُم أو سُعي عليه، وعلى من له علاقة اجتماعية به.

إن المرء حينما ينم على آخر، فهو في حقيقة الأمر يرتكب أمرين كلاهما أسوأ من الآخر وهما:

1 ـ الكذب للمنقول له.

٢ ـ الظلم للمنقول عنه.

والمرء النمام إذا كان محباً لمن نم عليه، فإنه بعمله هذا يكون قد أساء الى محب أو أخ له، وفي ذلك نسيان منه للإحسان، ومقابلة بالإساءة، وهذا خلاف المعاملة الحسنة.

أما عن الموقف من النميمة والسعاية، فإن على المرء المنقول له أن يكذبها، مبطلة كانت أو محقة، وعليه التحقق قبل اتخاذ أي موقف، لأن الواشي قد يكون قوله صحيحاً، وقد يكون كذباً مغرضاً، وفي تصديق الواشي شر في الحالتين.

يقول الامام علي (عليه السلام) في الشعر المنسوب اليه:

فإن قيل في الاسفار ذل ومحنة                   وقطع الفيافي وارتكاب الشدائـد

فموت الفتى خير له من قيامه                    بدار هوان بين واش وحاسد (4).

وهكذا فلكي يحسن المرء معاملة الناس واجبه أن يتجنب النميمة عليهم ولهم، والسعاية بهم الى الظالم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) (الحلاف: كثير الحلف، ولازم الحلف والإقسام في كل يسير وخطير وحق وباطل، أن لا يحترم الحالف شيئاً ما يقسم به، وإذا حلف بالله فهو لا يستشعر عظمة الله ـ عز اسمه ـ وكفى به رذيلة. والمهين: من المهانة والحقارة، والمراد به حقارة الرأي، وقيل: هو المكثار في الشر، وقيل: هو الكذاب. والهماز: مبالغة من الهمز، والمراد به العياب والطعان، وقيل: الطعان بالعين والاشارة، وقيل: كثير الاغتياب. والمشاء بنميم، النميم: السعاية والافساد، والمشاء به: هو نقال الحديث من قوم الى قوم على وجه الافساد بينهم)، السيد محمد حسين الطباطبائي: الميزان في تفسير القرآن، ج19، ص371.

(2) الغرر والدرر.

(3) بحار الانوار، ج75، ص269.

(*) تعتمد الحكومات الظالمة بشكل موسع على النميمة والسعاية، حيث تسخر عيونها للتجسس على

الناس، فيقوم هؤلاء الأخيرون بالأخبار أو كتابة التقارير للأجهزة الأمنية. وهذه من أسوأ النميمة

والسعاية، الأمر الذي يجعل الناس ماقتين للحاكم ناقمين عليه.

(**) إذا لم يكن كلام النمام صدقاً، (أي كذباً): تصبح النميمة تهمة (أي نميمة مركبة)، وهذه أنكى وأقتل!.

(4) ديوان الامام علي، جمع عبد العزيز الكرم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.