أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2016
18458
التاريخ: 2024-09-10
383
التاريخ: 2024-03-26
827
التاريخ: 2023-11-08
1086
|
قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 10، 11] (1).
وقال الامام علي (عليه السلام): (إياك والنميمة! فإنها تزرع الضغينة، وتبعد عن الله، وعن الناس)(2).
وقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه آله): (شر الناس المثلث، قيل: يا رسول الله، ما المثلث؟ قال: الذي يسعى بأخيه الى السلطان فيهلك نفسه، ويهلك أخاه، ويهلك السلطان) (3).
النميمة هي إظهار الحديث بالوشاية، ورفعه على وجه الاشاعة والفساد.
والنمام هو من يحدث مع جماعة ـ أو شخص ـ فينم عليهم فيكشف ما يكره كشفه. والسعاية هي النميمة والوشاية. وهي بصورة أخص تعني الوشاية على شخص أو جماعة عند السلطان (*). والنميمة خلق سيء منهي عنه في الاسلام، محذر منه ووسيلته اللسان.
والمرء في معاملته الناس واجبه تجنب النميمة على الناس وإليهم، والسعاية بهم عند الظالمين من السلاطين والأمراء. لأن في ترك النميمة كف للأذى عن الناس، ومحافظة على العلاقة الحسنة بهم، وعلى حالة المحبة والمودة معهم. ومن هنا فإن من ينم على الناس، وينقل حديثهم الذي يكرهون نقله وظهوره، يصبح مبغوضاً ممقوتاً ـ عندهم ـ قريبهم وبعيدهم -، فضلا عن انه يكون ممقوتاً عند الله ـ عز وجل.
ومن مظاهر التخريب الاجتماعي الناجمة عن النميمة: التفريق بين المتآلفين والمتحابين، ونشوء الضغائن والأحقاد وإيراثها، وجلب العداوات على المتصافين، هذه المظاهر التي تمثل معاول هدم. فعالة في بنيان العلاقة الانسانية.
وتعبر الأحاديث الشريفة عن النميمة بأنها تكاد تكون كالسحر، أو أنها من أكبر السحر، لما لها من آثار إجتماعية غريبة تخريبية، فقد تتسبب في مراحل أشد خطورة ـ في انكشاف ستور الناس، وتخريب المنازل مادياً أو معنوياً، وسفك الدماء.
وتعتبر النميمة (**) (أسوأ الصدق)، إذ أنها في غير موضعه، وهي رواية شريرة، لما تتركه من آثار سيئة على من نُم أو سُعي عليه، وعلى من له علاقة اجتماعية به.
إن المرء حينما ينم على آخر، فهو في حقيقة الأمر يرتكب أمرين كلاهما أسوأ من الآخر وهما:
1 ـ الكذب للمنقول له.
٢ ـ الظلم للمنقول عنه.
والمرء النمام إذا كان محباً لمن نم عليه، فإنه بعمله هذا يكون قد أساء الى محب أو أخ له، وفي ذلك نسيان منه للإحسان، ومقابلة بالإساءة، وهذا خلاف المعاملة الحسنة.
أما عن الموقف من النميمة والسعاية، فإن على المرء المنقول له أن يكذبها، مبطلة كانت أو محقة، وعليه التحقق قبل اتخاذ أي موقف، لأن الواشي قد يكون قوله صحيحاً، وقد يكون كذباً مغرضاً، وفي تصديق الواشي شر في الحالتين.
يقول الامام علي (عليه السلام) في الشعر المنسوب اليه:
فإن قيل في الاسفار ذل ومحنة وقطع الفيافي وارتكاب الشدائـد
فموت الفتى خير له من قيامه بدار هوان بين واش وحاسد (4).
وهكذا فلكي يحسن المرء معاملة الناس واجبه أن يتجنب النميمة عليهم ولهم، والسعاية بهم الى الظالم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (الحلاف: كثير الحلف، ولازم الحلف والإقسام في كل يسير وخطير وحق وباطل، أن لا يحترم الحالف شيئاً ما يقسم به، وإذا حلف بالله فهو لا يستشعر عظمة الله ـ عز اسمه ـ وكفى به رذيلة. والمهين: من المهانة والحقارة، والمراد به حقارة الرأي، وقيل: هو المكثار في الشر، وقيل: هو الكذاب. والهماز: مبالغة من الهمز، والمراد به العياب والطعان، وقيل: الطعان بالعين والاشارة، وقيل: كثير الاغتياب. والمشاء بنميم، النميم: السعاية والافساد، والمشاء به: هو نقال الحديث من قوم الى قوم على وجه الافساد بينهم)، السيد محمد حسين الطباطبائي: الميزان في تفسير القرآن، ج19، ص371.
(2) الغرر والدرر.
(3) بحار الانوار، ج75، ص269.
(*) تعتمد الحكومات الظالمة بشكل موسع على النميمة والسعاية، حيث تسخر عيونها للتجسس على
الناس، فيقوم هؤلاء الأخيرون بالأخبار أو كتابة التقارير للأجهزة الأمنية. وهذه من أسوأ النميمة
والسعاية، الأمر الذي يجعل الناس ماقتين للحاكم ناقمين عليه.
(**) إذا لم يكن كلام النمام صدقاً، (أي كذباً): تصبح النميمة تهمة (أي نميمة مركبة)، وهذه أنكى وأقتل!.
(4) ديوان الامام علي، جمع عبد العزيز الكرم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|