المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مقياس الجهارة decibel meter
2-8-2018
دور التوكل على الله في الرزق
19-4-2016
خطوات السلطة لمواجهة المعارضة
26-4-2022
معنى كلمة أي
3-1-2023
السيد محمد حسن الحكيم
19-8-2020
علي رضا بن محمد إبراهيم اليزدي.
19-7-2016


الليونة (المرونة)  
  
2559   07:39 مساءً   التاريخ: 31-12-2021
المؤلف : الشيخ جميل مال الله الربيعي
الكتاب أو المصدر : دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : 357-361
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / فضائل عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-5-2022 2194
التاريخ: 20-4-2022 2034
التاريخ: 21-7-2021 2501
التاريخ: 9-2-2021 4622

تختلف الليونة  في مفهومها القرآني عن مفهومها السياسي السائد اليوم في المحافل السياسية، والمفاوضات الدائرة في دهاليزها بين اقطابها، وتجارها والدائرين في فلكها، واللاعبين على حبالها.

ففي مفهوم هؤلاء المرونة تعني : المداهنة، والمخادعة، والمراوغة ، والتلاعب بالألفاظ، لغرض الالتفاف على السامع ، والمحاور من الوراء  ، وإيقاعه في الفخ المنصوب له بهدف السيطرة عليه؛ ولذا قالوا : (ان تفاوض يعني ان تجابه).

فالمرونة في مفهوم هؤلاء إذن تعني الاحتيال في النزاع البارد والصراع الكلامي الهادئ الذي يدس السم في العسل من اجل السيطرة والتغلب لا الإقناع والتفهيم من خلال إخفاء الحقيقة على السامع لها طياتها من أهداف دنيئة لو اكتشفها المحاور على حقيقتها لرفض الحوار والمحاور من أول الأمر، وليس هذا محض خيال وهراء من القول، بل ما يقع وما وقع في محافل السياسة العالمية يدل على ذلك حتى سمي ذلك بعلم السياسة ، والاحرى ان يسمى بفن المخادعة ، وما يعبر عنه اليوم (بالدبلوماسية)(1) فلو تابع القارئ الكريم محاورة بين قطبين من تجار السياسة اليوم فإنه يشم رائحة النفاق تزكم الأنف السليم، حيث المجاملات الخادعة، والمداهنات الباهتة، ليحاول كل منهم ان يستحوذ على محاوره ليوقعه في شباكه، ويصعد على كتفيه {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: 9]

هذا الشكل من المرونة المبنية على المساومة، والمخادعة، والمراوغة ، بل على المكر والغدر، يرفضها الإسلام رفضاً قاطعاً ، ويعتبرها نفاقاً خالصاً ، لا يليق بإنسان يحترم عقلة فضلاً عمن يلتزم بمبادئ دينه ؛ لذلك حذر أمير المؤمنين (عليه السلام) من اهل النفاق بقوله : (أوصيكم عباد الله بتقوى الله ، وأحذركم اهل النفاق فإنهم الضالون المضلون ، والزالون المزلون، يتلونون ألواناً، ويفتنون يعمدونكم بكل عماد ، ويرصدونكم بكل مرصاد ، قلوبهم دوية، وصفاحهم نقية يمشون الخفاء، ويدبون الضراء، وصفهم دواء، وقولهم شفاء، وفعلهم الداء العياء ...)(2).

فالمرونة إذن في المفهوم الإسلامي عرض الحقيقة بأسلوب هادئ لا يثير تعنت السامع، ولا يجرح عواطفه بكلمات رقيقة، مهذبة، لطيفة، تداري المشاعر وتبعث في السامع روح الإحساس النبيل ، وتوقظ فطرته المدفونة تحت ركام  المفاهيم الفاسدة ، وتنفض عنه تراب الخمول ، وتقتلع النباتات الطفيلية عنها لتجعل أرضيتها مهيأة لقبول انوار الحق، فلا كذب ، ولا مراوغة ، ولا خداع ، ولا مداهنة ، بل دعوة صادقة بكلمات جميلة ، مرنة ، ميسرة، كريمة ، لا تمس الكرامة بل تحفظها، ولا تجرح الشعور، بل توقضه، ولا تثير الحفيظة، بل تفتحها وهذا مع كل الناس حتى الطغاة منهم، وخير مثال يجسد هذه الحقيقة : امر الله تعالى رسوله موسى (عليه السلام) وأخاه هارون (عليه السلام) ان يخاطبا طاغية عصرهم فرعون : {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 43، 44].

كما ان اليسر والكرم لون من ألوان الليونة في التعامل الاجتماعي يقول تعالى في بيان بعض حقوق الوالدين {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا } [الإسراء: 23] وفي معاملة ذوي الحاجة يقول تعالى : {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا} [الإسراء: 28].

وهكذا كانت أخلاق رسول الله (صلى الله عليه واله) في تعامله الاجتماعي : قول لين ، ووجه مبتشر، و طبع كريم ، لا فظ ولا غليظ ، وأدق وصف لهذه الصورة الكريمة من التعامل الرسالي {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ} [آل عمران: 159].

وفي باب التبليغ والإرشاد ، يقول (صلى الله عليه واله) لمبعوثه إلى اليمن (يسر ولا تعسر وبشر ولا تنفر)(3)

فليست المرونة في الإسلام إلا مداراة العواطف (وملاينة الناس وحسن صحبتهم، واحتمال آذاهم ؛ لئلا ينفروا) عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (جاء جبرئيل إلى النبي (صلى الله عليه واله) فقال : يا محمد ، ربك يقرأك السلام، ويقول لك دار(الخلق)(4).

ويقول (صلى الله عليه واله) : (إنا معاشر الانبياء أمرنا بمداراة الناس كما امرنا بإقامة الفرائض)(5).

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) : (مداراة الناس نصف العقل).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : (إن قوماً من الناس قلت مداراتهم للناس فأنفوا من قريش ، وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس، وإن قوماً من غير قريش حسنت مداراتهم فألحقوا بالبيت الرفيع )(6).

واما الفرق بين المداراة والمداهنة كما يقول الفيش الكاشاني :

(بالغرض الباعث عن الإغضاء ، فإن أغضيت لسلامة دينك ، ولما ترى فيه إصلاح أخيك فأنت مدار، وإن أغضيت لحظ نفسك ، واجتلاب شهواتك وسلامة جاهك فأنت مداهن)(7).

أما المرونة في الأحاديث الشريفة تعني الرفق بالناس ، واللطف بهم (وهو لين الجانب وهو خلاف العنف) فمن كان لطيفاً في معاملة الناس ، رفيقاً بهم مترفعاً عما في أيديهم، نال ما يريد منهم.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : (من كان رفيقاً في أمره نال ما يريد من الناس)(8).

وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (إن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شأنه) و (الرفق يمن والخرق شؤم).

ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (من لانت كلمته وجبت محبته) وهو أدق تعبير عن الرفق واللطف ومدى أثره في نفوس وقلوب الناس.

وخلاصة القول : ان المرونة هي مداراة عواطف الناس، والتدرج معهم في تغييرهم، وتحمل آذاهم ، ومعارضتهم بالتي هي أحسن ، وبكلام أدق : (هي تأجيل عمل معين لمصلحة معينة ، او تجزئة الموقف إلى مواقف متدرجة كما حدث في سياسة الرسول (صلى الله عليه واله) وسنته الحكيمة من المرونة والتدرج في بعض المواقف).

_______________________

(1) عرفوا القائد الدبلوماسي بأنه : (يمتاز بالمرونة ، سعادته في أن يتلاعب بالأفراد والمواقف، مظهره لا يعكس باطنه ، ولغته لا تعبر عن أفكاره ، بعيد النظر واقعي وعملي لا يتردد في أن يتعامل مع عدو الأمس وان يضحي بصديق اليوم) . د. حامد ربيع، الحرب النفسية في الوطن العربي : 315.

(2) نهج البلاغة خطبة : 194.

(3) ابن هشام ، سيرة النبي (صلى الله عليه واله) : 4/104 .

(4) ثقة الإسلام الكليني ، الأصول من الكافي : 2/117.

(5) آمال الشيخ الطوسي : ح/54.

(6) ثقة الإسلام الكليني ، الأصول من الكافي : 2/117.

(7) الفيض الكاشاني ، المحجة البيضاء : 3/334.

(8) المحدث المجلسي ، بحار الأنوار : 2/120.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.