المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

تابلو ، وليم هنري فوكس
2-11-2015
Elliptic Integral Singular Value
25-4-2019
Average Rate of Reaction is a Function of Time
21-9-2018
معنى كلمة سكر
17-5-2022
فتنة الخريت
2-5-2016
انواع المناقصات - المناقصات المفتوحة
2023-03-08


الصداقة ضرورة دينية وحياتية  
  
1862   02:02 صباحاً   التاريخ: 30-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص397 ـ 401
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2022 3105
التاريخ: 2023-11-30 1234
التاريخ: 2023-09-21 993
التاريخ: 16/9/2022 1610

وكما أن الصلاة من ضرورات الدين، كذلك الصداقة فهي ضرورة من ضروراته لأن الله - سبحانه وتعالى ـ لم يخلق الانسان ليبقى وحيداً منعزلاً عن إخوانه في الدين، وعن نظرائه من بني البشر. وكما الماء ضرورة من ضرورات الحياة، إذ لا غنى للإنسان عنه في أي فصل من فصول السنة، وكذلك الصداقة هي ضرورة حياتية في زمن الصراع والحرب، وفي زمن الصلح والسّلام، فكما أنه مطلوب منا أن نصادق في زمن الصلح والسلام، كذلك مطلوب منا أن نصادق في زمن الصراع والحرب، اذ الصديق حاجة ماسة في كل الظروف، ولأن الصداقة تستثمر المبادئ، وتغذي الأخلاق.

إختيار الأصدقاء

ولما كانت الصداقة شيئاً عظيماً في الحياة، وضرورة من ضرورات الدين، فالمطلوب إعطاء أهمية كبيرة لاختيار الأصدقاء، إذ ليس من الحكمة والعقل في شيء ان نجعل اختيارنا لهم لمحض الصدفة، ونختار ما هب ودب من الأصدقاء وبلا حساب، وليس من الحكمة ايضاً أن يعمد الواحد منا الى الوحدة، وعدم اتخاذ الأصدقاء لأن السعادة الحقيقة لا تكمن في الوحدة والعزلة، وإنما تكمن في أن يتخذ أصدقاء له، فالمرء كثير بإخوانه ـ كما تقول الأحاديث الشريفة ـ، والإخوان هم وسائط وأيادي وسلالم للمجد والنجاح والسعادة.

وعن عاقبة التفريط في اختيار الاصدقاء، يروي أحد الشباب قصته فيقول: أرسلني والدي للدراسة الجامعية في إحدى البلدان، وكنت محافظاً، وفي ذلك البلد تعرفت على مجموعة من الطلاب من نفس بلدي، وكانوا بعيدين عن الدين وقيمه، إذ كانوا يشربون الخمور، وفي يوم من الأيام دعوني للذهاب معهم إلى أحد النوادي الليلية، فذهبت معهم، وفي ليلة أخرى دعوني الى حفل فذهبت، وطلبوا مني أن أشرب الخمر فشربت، وبعد فترة من الزمن أصبحت كواحد منهم، وهكذا كانت نتيجة مصادقتي لقرناء السوء، وإهمالي لموضوع اختيار الأصدقاء.

وإذ أن اختيار الأصدقاء على درجة كبيرة من الأهمية، فهذا الأمر يدعو إلى التمييز بين من هم خليقون بالمصادقة، ومن هم ليسوا كذلك فمن هم الجديرون بالمصادقة؟ ومن هم غير الجديرين بها، ومن لا تصح معهم؟

الجديرون بالمصادقة

هل حدث لك أن وقعت نظراتك على طير قدم له الحب؟، الكل منا قد شاهد الطيور ـ ومنها الحمام - كيف تختار الحب الجيد وتترك الرديء، وتلتقط الأول وتترك الآخر، وهكذا يجب أن يكون الانسان في اختياره للأصدقاء الجديرين بالصداقة، وترك من هم ليسوا كذلك؟.

وقد يسأل السائل: إذا كان بنو البشر هم شركاء في الخلقة، فما الداعي للتمييز في المصادقة بين الحسن والسيء؟ وما الحكمة في ذلك؟ وهل من الصحيح أن نصادق هذا ونترك ذاك؟ والحقيقة أن اختيار الاصدقاء الصالحين يبنى على أمور ثلاثة:

1ـ أن الأصدقاء الصالحين يشكلون البيئة الصالحة للتعامل في الحياة، ولخدمة المبادئ والقيم، والسيئون ليسوا كذلك.

2ـ إن تلافي مصادقة غير الخليقين يشكل ضغطاً عليهم لكي يتركوا السوء والرذيلة، ويعودوا الى الصلاح والفضيلة.

3ـ إن قضية المصادقة ليست مجرد لقاء اجتماعي، بل هي قضية تأثير وتأثر، وما من شك أن مصادقة أهل الفضيلة هو تكريس للفضيلة نفسها، ومصادقة أهل الرذيلة تشجيع لنمو الرذيلة في الإجتماع، وبالنتيجة سوء المصير في الدار الآخرة.

يقول تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} [الفرقان: 27، 28].

والجديرون بالمصادقة هم:

1ـ العلماء.

2ـ العقلاء.

3ـ الحكماء.

4ـ المتدينون.

5ـ المتقون.

6ـ الزاهدون.

7ـ الحلماء.

8ـ الخيرون.

9ـ الفضلاء.

10- الأخلاقيون.

11- الصادقون.

12- الأوفياء.

13- الصالحون.

14ـ أهل الحق والصواب.

15- المصلون.

16- الأزكياء.

17ـ من إذا صحبته زانك.

18- من إذا خدمته صانك.

19ـ من إذا قلت حقاً صدق قولك.

20ـ من إذا صلت شد صولك.

21ـ من إذا مددت يدك بفضل مدها.

22- من إذا بدت عنك ثلمة سدها.

23ـ من إذا رأى منك حسنة عدها.

24ـ من إذا سألته أعطاك.

25ـ من إذا سكت عنه ابتداك.

26ـ من إذا نزلت إحدى الملمات به ساءك ذلك.

27ـ من كثر وفاقه.

28ـ من قل شقاقه.

29- الداعون إلى الدار الآخرة.

30ـ من يرغب فيك وإليك. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.