المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



إطاعة الزوج؟ أم إطاعة الأم؟  
  
2317   03:28 مساءً   التاريخ: 29-12-2021
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص244ـ248
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2018 2050
التاريخ: 2023-03-18 993
التاريخ: 26-9-2018 1784
التاريخ: 2023-03-02 1053

الزواج ميثاق إلهي ويجب على المرأة والرجل (اللذين يوقعان) هذا الميثاق أن يتعهدا بتنفيذ بنود هذا الميثاق والالتزام والوفاء به ويقبلا بالشروط التي يتضمنها ويلتزما بها لكي يبقى هذا العقد (الميثاق) المقدس قوياً وثابتاً. فبموجب هذا الميثاق الإلهي تتعهد المرأة بإطاعة الرجل (الزوج). عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: [إن رجلاً من الأنصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله خرج في بعض حوائجه فعهد إلى امرأته عهداً أن لا تخرج من بيتها حتى يقدم. قال: وإن أباها قد مرض فبعثت المرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله تستأذنه أن تعوده فقال: لا اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك قال: فثقل فأرسلت إليه ثانياً بذلك فقال: اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك قال: فمات أبوها فبعثت إليه إن أبي قد مات فتأمرني أن أصلي عليه فقال: لا اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك قال: فدفن الرجل فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وآله، إن الله قد غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك](1).

فعندما تدرك المرأة واجبها الإلهي هذا تكسب ودّ ومحبة زوجها الذي يقوم بدوره بخدمتها بمزيد من المحبة ويؤدي واجباته والتزاماته تجاهها بشكل أفضل. وبمزيد من الوفاء والإخلاص. والمرأة بإطاعتها لزوجها إنما تطيع الله تبارك وتعالى - الذي جعل الرجل قيماً ومسؤولاً عن شؤون البيت والأسرة وتكسب محبة الله لها ورضاه تبارك وتعالى عنها وبالتالي الفوز بالجنة والسعادة الأبدية في الآخرة. وأيما امرأة صبرت وتحملت من أجل طاعة زوجها أعطاها الله مزيداً من الخير والثواب جزاء لصبرها وطاعتها لزوجها. إذن فإن أفضل وأعقل مرأة هي تلك التي تقبل أن يكون زوجها مسؤولاً عن البيت ومدبراً للأسرة وترفض تدخل الآخرين في شؤون بيتها وأسرتها وتقيم حياتها الزوجية على أساس التفاهم مع زوجها. هكذا تكون النساء المؤمنات الصالحات الكفؤات، فهن يطعن أزواجهن وصولاً إلى طاعة الخالق جلّ وعلا ويتجنبن المعاصي والعناد والتمرد على الزوج ولا يكترثن بما يقوله هذا وذاك. فالبيت الذي يكون مشرقاً وسعيداً وهانئاً بوجود امرأة كهذه فيه، مثل هذا البيت يسوده النظام والرضا والمحبة والاحترام المتبادل والقيم الخلقية السامية. حيث يشعر كل من الزوج والزوجة بحلاوة ولذة الحياة الزوجية ويربون أولاداً صالحين يتمتعون بالصحة والسلامة.

ولكن ما يهدد هذا التفاهم والرضا والمحبة بين الزوجين هو التدخل الذي لا مبرر له من قبل أقارب وذوي الزوجة وأحياناً تدخل بعض الجاهلات الحسودات من أمهات الزوجات. الرسالة التالية التي وصلتنا من إحدى الأخوات الكريمات تبين بوضوح كيف أن أم الزوجة إذا كانت جاهلة وغير واعية وحسودة فإنها تدمّر حياة ابنتها وتقضي على سعادتها الزوجية.

الرسالة:... إنني فتاة أدرس في كلية الطب. تزوجت منذ حوالي عام واحد، إني البنت الوحيدة في العائلة لدي شقيقان يواصلان دراستهما ونظراً لكوني الإبنة الوحيدة في العائلة وقد فقدت والدي الطيب الكادح قبل عامين فإن والدتي أصبحت تنتظر وتتوقع مني الكثير، فهي دائماً تقول: يجب أن تتزوجي الرجل الذي يعجبني والذي أختاره بنفسي. لأن شقيقيك سوف يتزوجان ونظراً لأن أخلاقي لا تلاءم مع زوجتيهما فسأضطر للعيش معك ومع زوجك المستقبلي، إذن كوني على علم بأنك لا يحق لك اختيار زوجك. وفي النهاية تم الزواج بعد أن اضطرت والدتي للموافقة عليه نتيجة إصرار شقيقيّ وتدخلهما في القضية. ولكن منذ الأيام الأولى لزواجي بدأت والدتي بإيجاد المشاكل ووضع العقبات أمامي. فلدى شرائنا متطلبات الزواج المختلفة فرضت والدتي على أهل العريس الكثير من النفقات الباهظة بحيث أثقلت كاهلهم وجعلتهم يشعرون بالذل والهوان وإني الآن أخجل من نفسي عندما أتذكر تصرفاتها تلك.

فعلى سبيل المثال طلبت والدتي إقامة حفل زواج كبير جداً وجعلت زوجي يوء تحت عبء الديون، ويشهد الله بأني لم أكن أرغب بذلك ولم أكن أريد إقامة مثل هذا الحفل ولكن كل ذلك انقضى على ما يرام بفضل الأخلاق السامية التي يتمتع بها زوجي ووالدته وإنسانيتهما ومحبتهما وشهامتهما العالية التي تبعث على الاعجاب وللتقدير.

... ورغم كل المشاكل والصعوبات فقد مرّت الأشهر الأولى من زواجنا بخير وسلام وبدأنا أنا وزوجي ووالدته حياتنا بمحبة وتفاهم ووئام تام. ولكن والدتي كانت تنغص عليّ حياتي. فهي تتحدث باستمرار عن طريق الهاتف وتذهب وتجيء وتسمي بيتي زريبة حيوانات وتقول: إني لم أزوج ابنتي لكي يجعلوا منها خادمة ويستخدموها للعمل والسخرة. لقد كانت تحقرني وتهينني دائماً وتفضحني أمام صديقاتي وتذكرني أمامهنَّ بسوء كانت تقول لي: أنت التي توشكين أن تصبحي.. على الأقل كان بوسعك أن تزوجي طبيباً مثلك.. يجب عليك أن لا تسمعي كلام زوجك، بل عليك أن تطيعيني وتسمعي كلامي أنا...

إن زوجك وأمه يريدان أن تكوني خادمة لهما، عليك أن تطردي أمه من بيتك فأقول لها: يا أمي العزيزة! عليّ أن أجد وأعمل لإدارة شؤون البيت. فإدارة شؤون المنزل من واجبي، كما أن من واجب زوجي السعي والعمل في خارج اليت لتأمين نفقات البيت والأسرة، وثانياً، أين تذهب والدته إذا طردتها من البيت؟! ليس عندها إلا هذا الابن ويجب أن تعيش معه إلى جانب ذلك فهي امرأة طيبة وعاقلة ومؤمنة منشغلة بالعبادة وتلاوة القرآن وإني أفخر وأعتز لكوني أقوم بخدمتها.

بالله عليكم، انصحوا مثل هؤلاء الأمهات وقولوا لهن بأن لا يتسببن في شقاء أولادهن وتدمير حياتهم. لماذا بدل أن تنصحني والدتي وترشدني وتوجّهني تقول لي: هذه أحسن فرصة لتطبي الطلاق من زوجك. لأنك لم تنجبي منه طفلاً بعد. إني سأبحث لك عن زوج آخر؟ إني قلت وأقول لوالدتي بأني لا أتخلى عن زوجي أبداً.. فتقول لي والدتي: إني لا أرضى عنك وأشكوك إلى الله وأعتبرك عاقّة. قولوا لي ماذا أفعل؟! هل

عليّ أن أطيع والدتي أم أطيع زوجي؟...

أيتها الأخت الفاضلة:

١- إن كسب رضا الوالدين وإطاعتهما يأتي في الأولوية طالما أنك لم ترتبطي بعقد الزواج أما بعد الزواج فإن حسن التبعل يصبح من أهم وظائفك كما يصبح حق الزوج من أعظم الحقوق عليك. إذن يجب عليك أن تتفقي وتتفاهمي مع زوجك وتطيعيه لا أن تطيعي والدتك.

٢- قولي لوالدتك بكل احترام يا أمي العزيزة! الآن وقد تزوجت من هذا الشاب وقبلت به ليكون شريك حياتي عليّ أن أصبر وأتحمل معه حلو الحياة ومرها وأكسب وده ورضاه وأحترم ميثاق الزواج بكل جدّ وصدق وإخلاص. صحيح أن زوجي ليست فيه كل الصفات الحسنة ولكنه الرجل الوحيد الذي أعرفه وأفضل من تقدم لي، لقد عقدت معه ميثاقاً وأنا وفية لهذا الميثاق. نريد أن نعيش معاً ونكوّن لدى بعضنا بعضاً أخلاقاً جيدة وإذا ما واجهنا مشكلة في الحياة نعمل معاً على حلها بالتعاون فيما بيننا إن كل حياة زوجية تبدأ ببعض الصعوبات والمشاكل ولكن العشق والمحبة من شأنهما أن يذللا الصعوبات والعقبات ويعوضا عن النقائص كما أن الجهود والمساعي المشتركة فيما بيننا تحد من المشاكل والصعوبات شيئاً فشيئاً.

٣- يظهر من خلال رسالتك القيمة بأنك امرأة عاقلة وواعية وذكية، فحاولي بأسلوب رصين ومن خلال الفهم والإدراك الجيد للأمور أن تجدي الحل الأفضل والأمثل وحاولي بشكل خاص تجنب الشجار والنقاش الحاد مع والدتك. عليك أن تفهميها بتعاملك معها بأدب واحترام بأنك لا توافقين على وجهات نظرها الخاطئة وتدخلها غير المناسب في شؤونك وأنك لن تيأسي من الحياة ولن تختلفي وتتنازعي مع زوجك ووالدته وبهذه الطريقة تفهم والدتك بأن جميع تصرفاتها وأقوالها عديمة الفائدة ولا جدوى منها حيث تبدأ بالتدريج في التقليل من تدخلها غير المبرر في شؤونك.

٤- قولي لشقيقيك بأن عليهما الاهتمام بوالدتهما فهذا من أهم واجباتهما ولا سيما بعد وفاة والدهم فإن والدتهما تشعر بالوحدة وهنا يبدو أكثر إلحاحاً وضرورة قيامهما بهذا الواجب، واجب رعاية الأم والاهتمام بها. ذكري شقيقيك وأوصيهما بأن يظهرا المحبة والعاطفة لوالدتهما أكثر من ذي قبل ويعتنيا بها ويقوما على خدمتها أكثر فأكثر ويطمئناها إلى أنهما لم ولن يتركاها وحدها. نسأله تعالى أن يعرفنا على حدود واجباتنا ووظائفنا ويوفقنا للعمل بما عرفناه من واجباتنا وأحكام ديننا.

______________________________________

(1) وسائل الشيعة ج١٤ باب وجوب طاعة الزوج على الزوجة ص ١٢٥. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.