المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

انـواع الستـراتيجـيات الوظـيفيـة
10-5-2022
مبدأ الخلافة التلقائي بخصوص إتفاقيات القانون الدولي الإنساني
7-4-2016
أسس تربية الفتيات كما يراها الاسلام
28-7-2017
السجع
25-03-2015
معنى كلمة وصد‌
14-2-2016
الخدمات التعليمية
8-1-2020


الزوجان في فلك الحظ السعيد  
  
1042   11:27 صباحاً   التاريخ: 2023-03-18
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص234 ــ 238
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

(متَّعتُ) تعني التحرك الشهوي اتجاه جسد آخر..

(زوجتُ) تعني التحرك المتسامي من أجل مساعدة جسم آخر.

(أنكحتُ) تعني التحرك غير الفيزيائي، وهي حسب قول أصحاب الأديان الإلهية تعني التحرك الإلهي نحو روح أخرى.

وفي الأخيرة تتضح معالم طريق السعادة لإنسانين يطويان مسيرة حياة تتصل بالكمال والسمو: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30]، فالمرء عموماً بين الحزن على الماضي أن لِمَ لم يفعل كذا أو لماذا لم يحصل كذا، وبين الخوف من المستقبل وما يخبّؤه.

لذا أخبر الله سبحانه وتعالى بأن الجنة نصيب كل من ذكر الله (جل وعلا) ثم ثبت على الطريق القويم.. أن (أنكحتُ) التي تظل بمظلتها (زوجتُ) و (متعتُ) أيضاً، إذا كانت إلهية في سماتها فهي على المسار الصحيح المنتهي بالجنة(1).

لا يمكن أن تكون (متعت) ولا (زوجت) تبريرا لوجود بني البشر بينما ل (أنكحتُ) هذه الميزة إذا ما أجريت بالصورة الصحيحة، فضلاً عن تأمينها سبل سعادة العائلة.

لقد قوبلت مفردات (متعت) و (زوجت) و (أنكحتُ) في القرآن الكريم بما يعادلها في المعنى بمفردات (البشر) و (الإنسان) و (بني آدم)؛ فالبشر ما حد بالبشرة وفيها مشتركات حيوانية كحالة الجماع حيث التقاء الجسد بالجسد لكن القرآن ينقل البشر بعد هذه المرحلة نقلة نوعية فيطلق عليه لفظة (الإنسان) إذ له جسم ولا بد أن يكون له أنس ونسيان..

إن ذكر الإنسان في القرآن الكريم ورد عند مواقع (الشماتة)، لكن (زوجت) التي تصاحبها النفحة الإنسانية تسمو به إلى أن يبلغ مرتبة الآدمية التي هي دون الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وتحت ظل آدميته، ولقد منح سيدنا آدم (عليه السلام) هذا الفخر بأن ينادى الآخرون بـ (بني آدم) وفي هذه الحال يكون جماعه تابعاً لقرارات إلهية ويستر عورته بورق الجنة: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} [طه: 121]، ثم أن يستشف من القرآن الكريم أيضاً أن الرجل سيدنا آدم (عليه السلام)، طوى مراحل معنوية كما ألمحت لذلك ضمنياً الآية المباركة: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، ثم خصه البارئ تعالى بالعلم: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31]، إلى أن وصل به جل وعلا مرتبة الأكل وممارسة غريزته الشهوية كما ورد في الآية: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} [طه: 121]، وكذلك علمه معنى السكن: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35]، وعلى صعيد الواقع والتطبيق، نرى بأن الرجل قلما وربما لا يستعين مطلقاً بالتخيلات، في حين تستعين المرأة بالقوة التخيلية، ولهذا السبب تجد الدين الاسلامي الحنيف قطع على الزوجة، وهي التي تجد ضالتها للزوج وفي مكان هادئ هو السكن.

كثيراً ما يكون عدم التمكين من قبل الزوجة وسيلة لإثارة الزوج وإخراجه من حالة الفتور حيث يندفع للبرهنة على رجولته وإرغامها على المباشرة.. إن نفس إدبار الرجل عن زوجته نوع من تفعيل الرجل وزيادة حيويته، كما أن التأديب بعود المسواك في المرحلة الثانية يعد وسيلة لقطع الطريق على كل لوم قد ينحى عليه في مجال التكاسل الزوجي.

إن الله سبحانه وتعالى يقول للملائكة: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، ويعين صفات الخليفة - من يخلفه بحق ويستطيع التقرب إليه، ويكون في نفس الوقت أول موجود يمتلك الإرادة فيتمرد على الأمر وإذا قيل له لا تأكل يخالف النهي ويقدم على الأكل - لكن لاحظوا كيف أنه (جل وعلا) يؤنب خليفته بعد أن يعلمه. يعرضه على الملائكة وينهاه عن الأكل من الشجرة المنهي عنها ثم يخرجه وزوجته من الجنة.. حتى يمكنه التوبة ويضطر إليها. إن التوبة تعني عودة الجانبين إلى بعضهما، عودة الإنسان إلى الله تعالى وعودته (جل وعلا) على عبده عبر قبوله توبته. ولكن ما أعظم أن يكون أول أنبياء الله وخلفائه من سجدت له الملائكة وطرد من أجله الشيطان - وتلك فضيلة لكل مؤمن صالح -، على أن السير على درب الآدمية يسوق الإنسان نحو التكامل والكمال وفي نفس الوقت يقربه من حدود العلاقات الزوجية ومشاعر الحب المقدسة، وحتى يكون خليفة الله تعالى سعيداً في الدنيا ويفوز بسعادة الآخرة أيضاً يحتاج إلى أمرين: التعلم والاخلاص(2)، فضلاً عن حاجته لنظام خاص من التغذية ونظام خاص من العلاقات الزوجية ونظام خاص في اختيار السكن - انطلاقاً من الأكل وعدمه وظهور عورة آدم وحواء وكذلك إسكانهما الجنة -، أن توفر هذه الأنظمة تمكنه من العودة إلى البيت (الجناني)، تمكنه من التوبة التي يمكنه اعتبارها من مكاسبه في المستقبل.

الملفت للنظر أن الرجل ما استحق الزوجة إلا بعد أن صار خليفة وتعلم فأصبح عالماً وبعد أن سجدت له الملائكة وطرد الشيطان من أجله، غير أنه اقترب وزوجته من الشجرة وأكل منها وما كان ينبغي أن يفعل ذلك.. وهنا يأتي دور ضوابط التعامل مع الزوج وضوابط التعامل مع الزوجة ليكون الاثنان على المسار الصحيح؛ فالآدمي الذي هو خليفة الله تعالى، وتبدأ مسيرة التكامل بخطوة: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31]، لا بد له أن يدرك في ذلك الوقت وبعد تخطيه موضوع سجود الملائكة وارتقائه مرتبة أعلى في مدارج الكمال، لا بد له أن يدرك القيمة السامية لقضية المباشرة والأمور الزوجية بصفتها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالذرية، وهذا المعنى يكشف مدى رفعة وسمو المرأة التي باتت (قرة عين)، الرجل الذي سجدت له الملائكة وارتقى مرتبة أعلى في سلم الكمال. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ليس لأحد أن ينكر أهمية التعلم بالنسبة للإنسان، حتى في هذا المجال. إن سجود الملائكة للإنسان وطرد الشيطان ودحره لأجله ثم ظهور عورته كسوأة أمامه يكشف مدى أهمية تعلم أمور الدين قبل الزواج، وخلاصة القول: لا تضعوا يدكم في صدر من ترضون دينه وخلقه.

2ـ ليس للشيطان أن ينفذ الى المخلصين كما تشير لذلك الآيتان الشريفتان التاسعة والثلاثون والأربعون من سورة الحجر المباركة: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 39، 40]. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.