أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016
2071
التاريخ: 26-9-2018
2419
التاريخ: 29-1-2019
1819
التاريخ: 21-11-2021
2070
|
ينبغي القول بأن احتمالات أخطار الولادة تتزايد مع تقدم العمر ولكن ما أكثر الحوامل اللائي وضعن حملهن بسهولة رغم تجاوزهن الثلاثين من العمر.
ضغط الدم، مرض السكر، العوارض القلبية، الغدد الرحمية و.. تكون الأم معرضة للإصابة بها مع تقدم السن مما يعني تفاقم الأخطار التي ستحيق بالجنين ومن ذلك أن ربع مواليد الأمهات المتقدمات في السن، وما يقارب ذلك، مصاب بالمنغوليا.
كما أن نظام تقليل الوزن الذي غالباً ما يكثر العمل به لدى الأمهات المتقدمات في السن، يزيد من احتمالات إصابة الجنين بسوء التغذية أو يلحق الضرر به بنحو أو بآخر.
نجد في القرآن الكريم أسماء ستة وعشرين نبياً وإلى جانب أسماء بعضهم تم التطرق إلى موضوع الذرية. إن النص القرآني يتطرق إلى سيدنا آدم (عليه السلام) في إطار قصة استخلاف الإنسان في الأرض والتي تظهر فيها الملائكة تعجبها من ذلك لكونه مصدراً لظهور الفساد وإراقة الدماء: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30]، إلآ أن نفس ابني آدم (عليه السلام) أحدهما أراق الدم والآخر نال فخرا ومرتبة سامية إذ دفن مضمخاً بدمه (قابيل وهابيل).
النبي نوح (عليه السلام) يجسد لنا نمطاً خاصاً من العلاقة بين الوالد وابنه.. فابنه كنعان عصى أمر والده الذي هو في نفس الوقت نبي لله تعالى فتعرض للخلع من منزلة النبوة وواجه الغرق، كما أن الناس على عهده تمادوا في الخطيئة ولم يكونوا ليلدوا إلا الفاجر والكافر: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا * وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 25 - 27].
يقسّم النبي نوح (عليه السلام) المولودين إلى قسمين أحدهما يجهض الحق ويعمل على إماتة بذرته وهي في التراب، وهذا هو حال الكفار، فالكافر عكس المزارع حيث يقوم الثاني ببذر البذور ثم توفير العوامل المساعدة لنموها وتفتحها وإثمارها بينما الأول يجعل البذر في التراب ثم يدوسها بقدمها مانعاً عنها كل ما يساهم في نموها. أما الفجّار وهم القسم الثاني ففعلهم أدهى وأمر لأنهم يجهرون بفعل الباطل وحالهم حال من يحمل منجلاً لقطع أغصان الحق النامية، والقسمان معاً يلعنهما النبي نوح (عليه السلام).
أما النبي إبراهيم (عليه السلام) فالملائكة تزف إليه بشرى بولادة ابن له من زوجته الأولى في وقت كان قد رزق قبل ذلك بابن من زوجته الثانية هو إسماعيل (عليه السلام)، لقد قام النبي إسماعيل (عليه السلام) الذي قطن مع أبيه حوالي جبل فاران (جبل بربر كان) أو حراء (جبل حرارته لاهبة) في مكة المكرمة بمساعدة والده النبي إبراهيم (عليه السلام) بتشييد ورفع قواعد أول بيت قد بناه سيدنا آدم (عليه السلام) في حينها ثم هدمته السنون، {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [البقرة: 127]، ولم يكن ابنه الثاني وهو إسحاق - من زوجته الأولى - بأقل شأناً من النبي إسماعيل (عليه السلام) فقد آتاه الله النبوة وجعله أباً لأكبر عائلة بعث منها آلافاً من الأنبياء (عليهم السلام).
من بعد إسحاق يعقوب ومن بعد يعقوب يوسف ومن ثم موسى وزكريا ويحيى وعيسى كلهم أنبياء عظام غير أن الأربعة الأخيرين لم يرزقوا بذرية والأخيران بقيا دون زوجة، والقرآن الكريم يخبر كيف أن الباري تعالى استجاب للنبي زكريا (عليه السلام) دعاءه بأن رزقه يحيى (عليه السلام).
وفي شأن سيد الرسل محمد (صلى الله عليه وآله) كانت سورة الكوثر الوسيط بينه وبين ذريته.
وعلى هذا ليس هناك ما يؤيد الأقوال الخاصة بالصلة بين نبوغ الأولاد وعمر الوالدين أو حتى أن يقيم وزناً لهذا الأمر.
ورغم أنه ينبغي الإقرار بحجم النبوغ الذي تحلى به الأنبياء (عليهم السلام) إلا أنه ليس كل نابغة نبي فضلاً عن أن أمهات الأنبياء (عليهم السلام) لم تكن أي منهن نبياً حتى نستطيع القول بأن الانجاب وما يرافقه من عوامل لدى الأنبياء (عليهم السلام) وعوائلهم قضية يدخل فيها الإعجاز الإلهي ولا ينبغي ربط ما يحصل لهم بالعلم. بل على العكس فالآيات الشريفة: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} [الذاريات: 28 - 30]، تفيد بوجود القدرة العلمية إلى جانب القدرة الإلهية في ولادة النبي إسحاق للنبي إبراهيم (عليهما السلام) من زوجته سارة وهي (عجوز عقيم).
ثم ها هو القرآن الكريم يفصح عن حصول النبي زكريا (عليه السلام) على ابن وهو في سن متقدمة: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [مريم: 4]، في الوقت الذي نرى زواج أنبياء آخرين وهم في سن الشباب وحملت أزواجهم منهم وهم في سن الشباب أيضاً، ومعنى ذلك أن التمعن في ما حصل للأنبياء (عليهم السلام) يكشف لنا أن سن التوليد والإنجاب لديهم غير مرتبط بمستوى عقل ونبوغ الأولاد ولا البعد الفيزيائي لهم، بل إن التدبر في الأمر يفصح عن علاقة الزواج وارتباطه بنفسية وروحية الشاب والشابة فلو احتمل انحرافهما كانا مجبورين على الزواج وإلا تخير كل منهما في الاقدام على اختيار الزوج المناسب له أو الانتظار وبالتالي فسن الانجاب تبع لتفكيريهما وآفاقهما، فإن احتمل ولادة الفاجر الكفّار فعليهما أخذ الحيطة لئلا يحصل ذلك وإذا لم يكن هذا الاحتمال واردا فأفضل سن للإنجاب هو الزمان الذي يستطيع فيه القانون الإلهي وبواسطة التربويين الدينيين أن يجعل من أولادهم جيلاً نموذجياً.
وإنه لمن نافلة القول الإشارة هنا إلى موضوع الانجاب في سن متقدمة عند النساء غيره الذي عند الرجال، لكنه إذا كانت طبيعة الخلقة حددت سنوات الانجاب لدى المرأة في ما يقارب الثلاثة والثلاثين عاماً وتركت فترة التوليد لدى الرجال مفتوحة بحيث قد تصل إلى السنوات الأخيرة من عمرهم ويكون نكاحهم مثمراً فإن للمرأة في المقابل امتيازات أخرى تنعم بها في حياتها الزوجية فضلاً عن تمتعها بخصلة الإجبار- الإكراه -.
الإجبار يعني أن من الأفضل أن يكون الانجاب عند الزوجة في السنوات الأولى، أي وهي صغيرة السن، حتى يمكن تقليص نسبة احتمالات ولادة أطفال مصابين بالمنغوليا أو بأمراض أخرى لدى المسنين إلى الحد الأدنى.
يا لها من عظمة تكتنف نظام الخلقة ومراقبته لمسيرة الخلقة في طريق {وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران: 28]، وكذلك مراقبته لرجوع الناس إلى الله (جل وعلا) في طريق: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156].
المعروف أن نمو القسم الأمامي من المخ - وهو خاص بالفكر والذكاء - أكبر لدى الرجال والقسم السفلي منه - وهو خاص بالعاطفة - أكبر لدى النساء ذلك أن الرجل والجوانب الفكرية غير المحدودة يستطيع توليد المثل فيما المرأة والجوانب العاطفية تتبلور وتتكامل طوال فترة الحمل الممتدة إلى ما يقارب الثلاثة والثلاثين عاماً. من ذلك يتضح: بما أن الأولاد سيحملون نصفاً من صفات الزوج ونصفاً من صفات الزوجة فإن تقديم العقل والفكر على العاطفة من بين اللفتات والجوانب العظيمة في عالم الخلقة وهو بحد ذاته نوع من {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]، {وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران: 28]، والمسير باتجاه العلم.
الأمر الآخر هو الجمال والظرافة التي ينبغي تقصيها عند المرأة ولذا فاهتمام الخلقة بهذا الأمر لدى المرأة غير ما هو عليه عند الرجل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|