المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Myron Mathisson
23-8-2017
الخواص العامة للفيتامينات
2023-11-18
عناصر الأسرار التجارية
19-4-2021
مسائل في صلاة الاستئجار
19-10-2016
الموظف حقر نحح.
2024-05-18
Coversine
18-11-2018


القاسم بن القاسم بن عمر بن منصور  
  
2945   04:33 مساءاً   التاريخ: 22-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج4، ص619-634
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-7-2019 2310
التاريخ: 12-08-2015 2539
التاريخ: 10-04-2015 2887
التاريخ: 22-7-2016 5124

الواسطي أبو محمد مولده بواسط العراق في سنة خمسين وخمسمائة في ذي الحجة ومات بحلب في يوم الخميس رابع ربيع الأول سنة ست وعشرين وستمائة. أديب نحوي لغوي فاضل أريب له تصانيف حسان ومعرفة بهذا الشأن. قرأ النحو بواسط وبغداد على الشيخ مصدق بن شبيب واللغة على عميد الرؤساء هبة الله بن أيوب وقرأ القرآن على الشيخ أبي بكر الباقلاني بواسط وعلى الشيخ علي بن هياب الجماجمي بواسط أيضا وسمع كثيرا من كتب اللغة والنحو والحديث على جماعة يطول شرحهم علي منهم أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الماندائي وأحمد بن الحسين بن المبارك بن نغوبا سمع عليه المقامات عن الحريري فانتقل من بغداد إلى حلب في سنة تسع وثمانين وخمسمائة فأقام بها يقرئ العلم ويفيد أهلها نحوا ولغة وفنون علوم الأدب وصنف بها عدة تصانيف وهي على ما أملاه علي هو بباب داره من حاضر حلب في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وستمائة كتاب شرح اللمع لابن جني كتاب شرح التصريف الملوكي لابن جني أيضا كتاب فعلت وأفعلت بمعنى على حروف المعجم كتاب في اللغة لم يتم إلى هذه المدة كتاب شرح المقامات على حروف المعجم ترتيب العزيزي كتاب شرح المقامات آخر على ترتيب المقامات كتاب شرح المقامات آخر على ترتيب آخر كتاب خطب قليلة كتاب رسالة فيما أخذ على ابن النابلسي الشاعر في قصيدة نظمها في الإمام الناصر لدين الله أبي العباس صلوات الله عليه أولها.

الحمد لله على نعمه المتظاهرة والصلاة على خير خلقه محمد وعترته الطاهرة وبعد فإنه لما أخرت الفضائل عن الرذائل وقدمت الأواخر على الأوائل ونبذ عهد القدماء وجهل قدر العلماء وصار عطاء الأموال باعتبار الأحوال لا باختيار الأقوال وظهر عظيم الإجلال بالأسماء لا بالأفعال علمت أن الأقدار هي التي تعطي وتمنع وتخفض وترفع فأخملت عند ذلك من ذكري وقدري وأخفيت من نظمي ونثري ولأمر ما جدع قصير أنفه ومن شعر فقه: [الطويل]

 (وما لي إلى العلياء ذنب علمته ... ولا أنا عن كسب المحامد باعد)

 وقلت اصبر على كيد الزمان وكده فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده: [الوافر]

 (فلو لم يعل إلا ذو محل ... تعالى الجيش وانحط القتام)

 إلى أن بلغني ممن يعول عليه ويرجع في القول إليه عن بعض شعراء هذا الزمان ممن يشار إليه بالبنان أنه أنشد عنده بيت الوليد يشهد له بالفصاحة والتجويد وهو قوله: [البسيط]

 (إذا محاسني اللائي أدل بها ... صارت ذنوبي فقل لي كيف أعتذر)

 فقال مقال المفتري: كم قد خرينا على البحتري فصبرت قلبي على أذاته وأغضيت جفني على قذاته حتى ابتدرني بالبادرة التي يقصر عنها لسان الحادرة فلو كان النابلسي كابن هانئ الأندلسي لزلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها فيا لله العجب متى أشرفت الظلمة على الضياء أو علت الأرض على السماء وأين السها من القمر وكيف يضاهى الغمر بالغمر فإنا لله وأفوض أمري إلى الله أفي كل سحابة أراع برعد وفي كل واد بنو سعد [الطويل]

 (وإني شقي باللئام ولا ترى ... شقيا بهم إلا كريم الشمائل)

 لقد تحككت العقرب بالأفعى واستنت الفصال حتى القرعى: [الطويل]

 (وطاولت الأرض السماء سفاهة ... وفاخرت الشهب الحصا والجنادل)

 وما ذلك التيه والصلف والتجاوز للحد والسرف إلا لأنه كلما جر جريرا اعتقد أنه قد جر جريرا وكلما ركب الكميت ظن أنه قد ارتكب الكميت وكلما أعظم من غير عظم وأكرم من غير كرم شمخ بأنفه وطال وتطاول إلى ما لن ينال وزعم أنه قد بلد لبيدا وعبد عبيدا ولا والله ليس الأمر كما زعم ولا الشعر كما نظم ولكنها المكارم السلطانية الملكية الظاهرية التي نوهت بذكره فسترها ورفعت من قدره فكفرها بقول سأذكره إذا انتهيت إليه

 ولما طلب العبد كراعا فأعطي ذراعا خرج على من يعرفه وبهرج على من يكشفه فقلت لا مخبأ بعد بوس ولا عطر بعد عروس: [الطويل]

 (وما أنا بالغيران من دون جاره ... إذا أنا لم أصبح غيورا على العلم)

 وقصدت قصيدا من شعره يزعم أنها من قلائد دره قد هذبها في مدة سنين ومدح بها أمير المؤمنين وقال فيها: [الكامل]

 (فانظر لنفسك أي در تنظم)

 (فكان لعمري ناظما غير أنه ... كحاطب ليل فاته منه طائل) [الطويل]

 (فواعجبا كم يدعي الفضل ناقص ... وواأسفا كم يظهر النقص فاضل)

وتتبعت ما فيها من غلطاته وأظهرت ما خفي فيها من سقطاته ولبست له جلد النمر واندفقت عليه كالسيل المنهمر

 بعد أن كتبها بخطه وزينها بإعرابه وضبطه: [البسيط]

 (وابن اللبون إذا ما لز في قرن ... لم يستطع صولة البزل القناعيس)

فوجدته قد أخطأ منها في واحد وعشرين مكانا عدم فيها تمكنا من العلم وإمكانا فمنها ستة عشر موضعا توضحها الكتابة والنظر ومنها خمسة توضحها المجادلة والنظر فهذا من جيد مختاره وما يظهر على اختياره. وإن وقع إلي شيء من مزوق شعره أو منوق مستعاره لأعصبنه فيه عصب السلمة ولأعذبنه تعذيب الظلمة: [الطويل]

 (فإن قلتم إنا ظلمنا فلم نكن ... بدأنا ولكنا أسأنا التقاضيا)

 ولو أنه اقتصر على قصوره وأنفق من ميسوره وستر عواره ولم يبد شواره لطويته على غره ولم أنبه على عاره وعره فإن من سلك الجدد أمن العثار وسلم من سالم النقع المثار ولكن كان كالباحث عن حتفه بظلفه فلحق {بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} وخطؤه في هذه القصيدة ينقسم قسمين قسم فاته فيه أدب الدرس فيقسم أيضا قسم لفظي وقسم معنوي فأما القسم اللفظي فإنه ينقسم أيضا قسمين قسم لغوي وقسم صناعي فأما القسم اللغوي فإنه كذا وكذا لم يحتمل هذا المختصر ذكره.

 وأنشدني لنفسه من قصيدة: [الكامل]

(ديباج وجهك بالعذار مطرز ... برزت محاسنه وأنت مبرز)

 (وبدت على غصن الصبا لك روضة ... والغصن ينبت في الرياض ويغرز)

 (وجنت على وجنات خدك حمرة ... خجل الشقيق بها وحار القرمز)

 (لو كنت مدعيا نبوة يوسف ... لقضى القياس بأن حسنك معجز)

 وأنشدني لنفسه من قصيدة: [الخفيف]

 (زهر الحسن فوق زهر الرياض ... منه للغصن حمرة في بياض)

 (قد حمى ورده ونرجسه الغض ... سيوف من الجفون مواض)

 (فإذا ما اجتنيت باللحظ فاحذر ... ما جنت صحة العيون المراض)

 (فلها في القلوب فتكة باغٍ ... رويت عنه فتكة البرّاض)

 (وإذا فوقت سهاما من الهدب ... رمين السهام بالأغراض)

 (واغتنم بهجة الزمان وبادر ... شمس أيامه الطوال العراض)

 (بشموس الكؤوس تحت نجوم ... في طلوع من أفقها وانقضاض)

 (واجل من جوهر الدنان عروسا ... نطقت عن جواهر الأعراض)

 (كلما أبرزت أرتك لها وجه ... انبساط يعطيك وجه انقباض)

(فعلى الأفق للغمام ملاء ... طرزتها البروق بالإيماض)

 (وكأن الرعود إرزام نوق ... فصلت دونها بنات المخاض)

 (أو صهيل الجياد للملك الظاهر ... تسري بالجحفل النهاض)

 وأنشدني لنفسه يهجو ابن النابلسي المذكور: [مجزوء الكامل]

 (لا تعجبن لمدلويه ... إذا بدا شبه المريض)

 (قد ذاب من بخر بفيه ... بدا من الخلق البغيض)

 (وتكسرت أسنانه ... بالعض في جعس القريض)

 (وتقطعت أنفاسه ... عرضا بتقطيع العروض)

 وأنشدني لنفسه يهجو ابن النابلسي المذكور: [مجزوء الكامل]

 (يا من تأمل مدلويه ... وشك فيما يسقمه)

 (أنظر إلى بخر بفيه ... وما أظنك تفهمه)

 (لا تحسبن بأنه ... نفس يغيره فمه)

 (لكنما أنفاسه ... نتنت بشعر ينظمه)

 وأنشدنا لنفسه في ذي الحجة سنة عشرين وستمائة بحلب: [الوافر]

 (أرى بغضي على الجهلاء داء ... يموت ببغضه القلب العليل)

 (فهم موتى النفوس بغير دفن ... وأحياء عزيزهم ذليل)

(يغطون السماء بكل كف ... لها في الطول تقصير طويل)

 (ويبدون الطلاقة من وجوه ... كما يبدو لك الحجر الصقيل)

 (إذا قاموا لمجد أقعدتهم ... مسالك ما لهم فيها سبيل)

 (وإن طلبوا الصعود فمستحيل ... وإن لزموا النزول فما يزول)

 (كذاك السجل في الدولاب يعلو ... صعودا والصعود له نزول)

 وأنشدنا لنفسه بالتاريخ: [مخلع البسيط]

 (لنا صديق به انقباض ... ونحن بالبسط نستلذ)

 (لا يعرف الفتح في يديه ... إلا إذا ما أتاه أخذ)

 (فكفه ((كيف)) حين يعطى ... شيئا وبعد العطاء ((منذ)))

 وأنشدني لنفسه أيضا: [الخفيف]

 (لا ترد من خيار دهرك خيرا ... فبعيد من السراب الشراب)

 (رونق كالحباب يعلو على الكاس ... ولكن تحت الحباب الحباب)

 (عذبت في النفاق ألسنة القوم ... وفي الألسن العذاب العذاب)

 وأنشدني لنفسه أيضا موشحة على طريقة المغاربة: [موشح]

 (في زهرة وطيب ... بستاني من أوجه ملاح)

 (أجلو على القضيب ... ريحاني والورد والأقاح)

(ما روضة الربيع ... في حلة الكمال)

 (تزهو على ربيع ... مرت به الشمال)

 (في الحسن كالبديع ... بالحسن والجمال)

 (ناهيك من حبيب ... نشوان بالدل وهو صاح)

 (إن قلت والهيبي ... حياني من ثغره براح)

 (كم بت والكؤوس ... تجلى من الدنان)

 (كأنها عروس ... زفت من الجنان)

 (تبدو لنا الشموس ... منها على البنان)

 (لم أخش من رقيب ... ينهاني ألهو إلى الصباح)

 (مع شادن ربيب ... فتان زندي له وشاح)

 (خيل الصبا بركضي ... تجري مع الغواه)

 (في سنتي وفرضي ... لا أبتغي سواه)

 (وحجتي لعرضي ... ما تنقل الرواه)

 (عن عاقل لبيب ... أفتاني أن الهوى مباح)

(والرشف من شنيب ... ريان ما فيه من جناح)

 وأنشدني لنفسه أيضا: [موشحة]

 (أيُّ عنبريَّه ... في غلائل الغلس)

 (من زبرجديه ... تنبه النعس)

 (جادها الغمام ... فانتشى بها الزهر)

 (وابتدا الكمام ... أعينا بها سهر)

 (وشدا الحمام ... حين صفق النهر)

 (وارتدت عشيه ... كملابس العرس)

 (حللا سنيه ... ما دنت من الدنس)

 (واملأ الكؤوسا ... فضة على الذهب)

 (واجلها عروسا ... توجت من الشهب)

 (تطلع الشموسا ... في سنا من اللهب)

 (فلها مزيه ... في الدجى على القبس)

 

 (بحلى شهيه ... كمحاسن اللعس)

 (مخبر سناها ... عن تطاير الشرر)

 (فاز من جناها ... من قلائد الدرر)

 (فإذا تناهى ... في الخلائق الغرر)

(قلت ظهريه ... أظهرت لملتمس)

 (من علا أبيه ... ما تنال بالخلس)

 وأنشدني لنفسه أيضا: [مخلع البسيط]

 (لا خير في أوجه صباح ... تسفر عن أنفس قباح)

 (كالجرح يبني على فساد ... بظاهر ظاهر الصلاح)

 (فقل لمن ماله مصون ... أصبت في عرضك المباح)

 وأنشدني أيضا لنفسه: [البسيط]

 (جد الصبا في أباطيل الهوى لعب ... وراحة اللهو في حكم النهى تعب)

 (وأقرب الناس من مجد يؤثله ... من أبعدته مرامي العزم والطلب)

 (وقادها كظلام الليل حاملة ... أهلة طلعت من بينها الشهب)

 (منقضة من سماء النقع في أفق ... شيطانه بغمام الدرع محتجب)

 (واسوّد وجه الضحى مما أثار به ... وأشرق الأبيضان الوجه والنسب)

(في موقف يسلب الأرواح سالبها ... حيث المواضي قواضٍ والقنا سلب)

 (لا يرهب المرء ما لم تبد سطوته ... لولا السنان استوى الخطي والقصب)

 (إن النهوض إلى العلياء مكرمة ... لها التذاذان مشهود ومرتقب)

 (والملك صنفان محصول وملتمس ... والمجد نوعان موروث ومكتسب)

 (والناس ضدان مرزوق ومحترم ... تحت الخمول ومغصوب ومغتصب)

 (والطاهر النفس لا ترضيه مرتبة ... في الأرض إلا إذا انحطت لها الرتب)

 (والفضل كسب فمن يقعد به نسب ... ينهض به الأفضلان العلم والحسب)

 (لله در المساعي ما استدر بها ... خلف السيادة إلا أمكن الحلب)

 (وحبذا همة في العزم ما انتدبت ... لمبهم الخطب إلا زالت الحجب)

 (وموطن يستفاد العز منه كما ... أفادت العز من سلطانها حلب)

 ومنها:

 (مؤيد الرأي والرايات قد ألفت ... ذوائب القوم من راياتها العذب)

 (إن نازلوه وقد حق النزال فمن ... أنصاره الخاذلان الجبن والرعب)

 (أو كاتبوه فخيل من كتائبه ... تجيب لا المخبران الرسل والكتب)

 (مغاور ينهب الأعمار ذابله ... في غارة الحرب والأموال تنتهب)

 (في جحفل قابلوا شمس النهار على ... مثل البحار بمثل الموج يضطرب)

 (حتى كأن شعاع الشمس بينهم ... فوق الدروع على غدرانها لهب)

 (ما أنكر الهام من أسيافه ظبة ... وإنما أنكرت أسيافه القرب)

(ما يدفع الخطب إلا كل مندفع ... في مدحه الأفصحان الشعر والخطب)

 (ومن إذا ما انتمى في يوم مفتخر ... أطاعه العاصيان العجم والعرب)

 وأنشدني من قصيدة لنفسه أيضا: [الطويل]

 (أفي البان إن بان الخليط مخبر ... عسى ما انطوى من عهد لمياء ينشر)

 (فكم حركات في اعتدال سكونها ... أحاديث يرويها النسيم المعطر)

 (يود ظلام الليل وهو ممسك ... لذاذتها والصبح وهو مزعفر)

 (أحاديث لو أن النجوم تمتعت ... بأسرارها لم تدر كيف تغور)

 (يموت بها داء الهوى وهو قاتل ... ويحيا بها ميت الجوى وهو مقبر)

 (فيا لنسيم صحتي في اعتلاله ... وصحوي إذا ما مر بي وهو مسكر)

 (كأن به مشمولة بابلية ... صفت وهي من غصن الشمائل تعصر)

 (إذا نشأت مالت بلبك نشوة ... كما مال مهزور يماح ويمطر)

 وقال يمدح الوزير جمال الدين القاضي الأكرم أبا الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي من صعيد مصر ويلتمس منه أن يرتبه في خدمة: [المنسرح]

 (يا سيدي قد رميت من زمني ... بحادث ضاق عنه محتملي)

 (وأنت في رتبة إذا نظرت ... إلي صار الزمان من قبلي)

 (والنظم والنثر قد أجدتهما ... فيك فلا تترك الإجادة لي)

 (فداك قوم إذا وقفت بهم ... رأيتني واقفا على طلل)

 (تشغل أموالهم مساعيهم ... فهم عن المكرمات في شغل)

(تحمي حماها أعراضهم فإذا ... ماتت حماها سور من البخل)

 (معاول الذم فيه عاملة ... إعمالها في مغائر الجبل)

 (نعلك تاج إذا رفعتهم ... لرأس حاف منهم ومنتعل)

 (فاسمع حديثي في مغازلة ... تبث شكوى في موضع الغزل)

 (قد كنت في راحة مكملة ... أحيي المعالي بميت الأمل)

 (أرفل في عزة القناعة في ... ذيل على النائبات منسدل)

 (فعندما طالت البطالة بي ... وصار لي حاجة إلى العمل)

 (قال أناس نبه لها عمرا ... فقلت حسبي رأي الوزير علي)

 يعني عمر بن الوبار أحد حجاب أتابك طغرل شهاب الدين الخادم المستولي في أيامنا على حلب وقلعتها.

 (قد بت من وعده على ثقة ... أمنت في حليها من العطل)

 (فالأكرم ابن الكرام لو سبقت ... وعوده بالشباب لم يحل)

 (يفر من وعده المطال كما ... تفر آراؤه من الزلل)

 (أخلاقه حلوة المذاق فلو ... شبهتها ما ارتضيت بالعسل)

 (تنظم درا على الطروس كما ... ينظم در الحلي في الحلل)

 (بمنطق لو سرت فصاحته ... في اللكن لاستعصمت من الخطل)

 (تمج أحلافه إذا كتبت ... ماء المنى من أسنة الأسل)

(وإن سطت في ملمة نسيت ... صفين منها ووقعة الجمل)

 (مبين علمه لسائله ... مسائلا أشكلت على الأول)

 (لكل علم في بابه علم ... يهدي إلى قبلة من القبل)

 (أي جمال ما فيه أجمله ... على وجوه التفصيل والجمل)

 (جل الذي أظهرت بدائعه ... منه معاني الرجال في رجُل)





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.