أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2014
2142
التاريخ: 16-12-2015
2212
التاريخ: 24-11-2015
1936
التاريخ: 9-11-2014
2222
|
قال تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان : 12 - 15] .
لقد ذكر بعض المفسّرين بعضاً من كلمات لقمان الحكيمة مناسبة للمواعظ التي وردت في آيات هذه السورة ، ونحن نذكر هنا مختصراً منها :
أ ـ كان لقمان يقول لإبنه : يابني ، إنّ الدنيا بحر عميق ، وقد هلك فيها عالم كثير ، فاجعل سفينتك فيها الإيمان بالله ، واجعل شراعها التوكّل على الله ، واجعل زادك فيها تقوى الله ، فإن نجوت فبرحمة الله ، وإن هلكت فبذنوبك (1).
وقد ورد نفس هذا المطلب ضمن كلام الإمام الكاظم (عليه السلام) مع هشام بن الحكم بصورة أكمل ، نقلا عن لقمان الحكيم : «يابنيّ ، إنّ الدنيا بحر عميق ، قد غرق فيها عالم كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإيمان ، وشراعها التوكّل ، وقيّمها العقل ، ودليلها العلم ، وسكّانها الصبر»(2).
ب ـ وفي حوار آخر مع إبنه حول آداب السفر يقول :
يابنيّ ، سافر بسيفك وخفّك وعمامتك ، وخبائك وسقائك ، وخيوطك ومخرزك ، وتزوّد معك من الأدوية ما تنتفع به أنت ومن معك ، وكن لأصحابك موافقاً إلاّ في معصية الله عزّوجلّ.
يابنيّ ، إذا سافرت مع قوم فاكثر إستشارتهم في أمرك واُمورهم. وأكثر التبسّم في وجوههم.
وكن كريماً على زادك بينهم .
وإذا دعوك فأجبهم ، وإذا استعانوا بك فأعنهم.
واستعمل طول الصمت ، وكثرة الصلاة ، وسخاء النفس بما معك من دابّة أو ماء أو زاد.
وإذا استشهدوك على الحقّ فاشهد لهم.
واجهد رأيك إذا استشاروك ، ثمّ لا تعزم حتّى تتثبّت وتنظر ، ولا تجب في مشورة حتّى تقوم فيها وتقعد ، وتنام وتأكل وتصلّي ، وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورته ، فإنّ من لم يمحض النتيجة من إستشاره سلبه الله رأيه.
وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم ، فإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم.
واسمع لمن هو أكبر منك سنّاً.
وإذا أمروك بأمر ، وسألوك شيئاً فقل : نعم ، ولا تقل : لا ، فإنّ (لا) عي ولؤم.
يابنيّ ، إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخّرها لشيء ، صلّها واسترح منها فإنّها دَين.
وصلّ في جماعة ولو على رأس زجّ.
وإن إستطعت أن لا تأكل طعاماً حتّى تبتديء فتتصدّق منه فافعل.
وعليك بقراءة كتاب الله (3).
ج ـ وثمّة قصّة معروفة أيضاً عن لقمان ، وهي أنّ مولاه دعاه ـ يوم كان عبداً ـ فقال : اذبح شاة ، فأتني بأطيب مضغتين منها ، فذبح شاة ، وأتاه بالقلب واللسان.
وبعد عدّة أيّام أمره أن يذبح شاة ، ويأتيه بأخبث أعضائها ، فذبح شاة وأتاه بالقلب واللسان ، فتعجّب وسأله عن ذلك فقال : إنّ القلب واللسان إذا طهّرا فهما أطيب من كلّ شيء ، وإذا خبثا كانا أخبث من كلّ شيء (4). وننهي هذا البحث بحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : «والله ما اُوتي لقمان الحكمة لحسب ولا مال ولا بسط في جسم ولا جمال ، ولكنّه كان رجلا قويّاً في أمر الله ، متورّعاً في الله ، ساكتاً سكيناً عميق النظر ، طويل التفكّر ، حديد البصر.
ولم ينم نهاراً قطّ ـ أي أوّله ـ ولم يتكيء في مجلس قطّ ـ وهو عرف المتكبّرين ـ ولم يتفل في مجلس قوم قطّ ، ولم يعبث بشيء قطّ ، ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط قطّ ، ولا على إغتسال لشدّة تستّره وتحفّظه في أمره.
ولم يمرّ بين رجلين يقتتلان أو يختصمان إلاّ أصلح بينهما ، ولم يسمع قولا إستحسنه من أحد قطّ إلاّ سأله عن تفسيره وعمّن أخذه ، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والعلماء ، ويتعلّم من العلوم ما يغلب به نفسه ، ويجاهد به هواه ، وكان لا يظعن إلاّ فيما ينفعه ، ولا ينظر إلاّ فيما يعنيه ، فبذلك اُوتي الحكمة ومنح القضيّة» (5).
______________________
1ـ مجمع البيان . ذيل الآية مورد البحث.
2 ـ اُصول الكافي ، المجلّد الأوّل ، صفحة 13 كتاب العقل والجهل.
3 ـ المصدر السابق.
4 ـ تفسير البيضاوي والثعلبي ، ولكن نقل في مجمع البيان جزءه الأوّل فقط.
5- مجمع البيان بتلخيص.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|