المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أهداف التربية وتطورها  
  
3330   10:49 صباحاً   التاريخ: 13-12-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص45 ـ 47
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

لقد اختلفت وتباينت وجهات التربية وأهدافها بين شعوب واقوام المجتمعات الإنسانية المختلفة على اختلاف دياناتها ومعتقداتها وحضاراتها، فقد كان هدف التربية عند اليونان والرومان هدفا دنيويا، وعند اليهود في الصدر الأول للتاريخ كان هدفا دينيا)(1).. اما عند المسلمين فقد كان هدف التربية أكثر شمولا، فقد كان غرضهم دينيا ودنيويا.. كما ذهب الى ذلك المفكر (محمد الابراشي) تأكيدا لقوله تعالى في سورة القصص {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77] وانطلاقا من الحديث الشريف: (اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا).. لذلك فقد اهتمت التربية الإسلامية بالجانب الأخلاقي الذي يعمل على تهذيب الاخلاق وشيوع مكارمها الى جانب الاهتمام بالتربية البدنية والصحية والعقلية والوجدانية والعملية والعلمية للطفل، وقد عنى المسلمون عناية فائقة بأسس التربية الإسلامية.. ولعل من اهم معالم الفلسفة الإسلامية ذات التأثير على النشاط التربوي ما اشارت له العديد من الدراسات التربوية والكتابات الأدبية في التاريخ والادب العربي والإسلامي من (ان النفس البشرية ليست خيرة ولا شريرة بطبيعتها، ولكنها قابلة لان تكون هذا او ذلك، حسب ظروف البيئة التي تحيط بها، وان المعرفة مكتسبة وليست فطرية، فينبغي على المتعلم السعي وراءها بكل الوسائل لتحصيلها من مصادرها المختلفة) ...

كذلك اكدت الفلسفة الإسلامية في هذا الاتجاه على (ان المعرفة تكتسب بالحس والعقل معا، متعاونين في تحصيل المعرفة الدينية والدنيوية، والمعرفة النظرية والعملية. وان العالم ليس ماديا فقط ولا روحيا فقط، بل الانسان روح وجسم والعلاقة وثيقة بين عالم الروح وعالم المادة، او الفكر والمادة وهي كذلك بين جسم الانسان وروحه)(2)..

اما الأهداف الأساسية التي تسعى اليها التربية الإسلامية بحسب ما ذكره الأستاذ عبد الحميد الهاشمي فهي عديدة ومتشعبة تعبر عن سعة افق هذه التربية وقيمتها الكبيرة في بناء الانسان وأبرزها:

1ـ الهدف التكويني: وذلك لحياة الانسان في المجتمع البشري فيما يتعلق بصحته وسلامة جسمه ونموه السليم..

2ـ الهدف العقائدي: فيما يخص الانسان المؤمن في سلامة عقيدته وتقويتها حتى لا تضعف او تنحرف او تنحل..

3ـ الهدف التعليمي في القاعدة: وذلك بنشر التعليم بين جميع الأطفال مجانا، ويتم من خلال ذلك اكتشاف المواهب وتوجيهها توجيها علميا لخدمة المجتمع..

4ـ الهدف العلمي: من خلال إيجاد فئة من ذوي المواهب والقدرات المتخصصين في مجالات الحياة المختلفة من تعليم وصحة واقتصاد وصناعة وغيرها..

5ـ الهدف السلوكي الخلقي: وذلك في تكوين العادات الحسنة والسلوك الحسن وتقوية الهوايات والمهارات المفيدة للطفل..

6ـ الهدف المهني: من خلال اتاحة الفرصة للجميع لكي يظهر كل فرد رغباته وقدراته العلمية والمهنية وتشجيعه على العمل المنتج.

7ـ الهدف الاجتماعي: عبر اعداد الفرد الصالح في علاقاته الاجتماعية، القوي في شعوره، والمتزن في دوافعه وعواطفه ونزعاته، الواسع في ثقافته.

من هنا يتضح ان التربية الإسلامية شاملة ومتزنة ومتكاملة في أهدافها، ومتزنة في مناهجها، ومتنوعة في اساليبها، وقد جاء ذلك (باعتماد هذه التربية على القران الكريم الذي يعتبر روح التربية الإسلامية ومنهجها الدراسي الذي تستلهم منه فلسفتها واسلوبها في بناء الفرد)(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ محمد الابراشي ـ التربية الإسلامية، راجع كتاب افاق التربية الإسلامية الحديثة وجذورها.

2ـ معتوق محمد المتناني ـ مصدر سابق.

3ـ عبد الحميد الهاشمي ـ راجع كتاب منهج رياض الأطفال ص 134. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.