المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02

الشاب والعمل
2023-09-11
الصبر Aloe vera (L.) N. L. Burman
17-12-2020
معنى كلمة أنا
5-4-2021
Types of cellular adaptation
24-2-2016
Vowel distribution
2024-04-03
ALTERNATIVES TO THE CORPUSCULAR THEORY
26-10-2020


بداية اتصال الطفل بالثقافة  
  
2105   02:51 صباحاً   التاريخ: 12-12-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص77 ـ 80
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

يبدأ الطفل عبر سنوات عمره المختلفة، اتصاله بالثقافة وإدراك بعض معانيها والوقوف على بعض اشكالها بشكل تدريجي، عبر محصلاتها المتوفرة له بجانبيها المعنوي والمادي، مما هو سائد في مناخ الاسرة، ومحيطها القريب، في بادئ الامر، اذ انه في بداية تكون قدراته، وحواسه، يتنبه الى العناصر السائدة من ثقافة المجتمع، عفوياً، فتبدأ هذه العناصر تتشكل في ذاته تدريجيا، مثلما يبدأ بتحصيل الثقافة واكتسابها بشكل تدريجي أيضا، فالثقافة السائدة في المجتمع واسرته جزء من هذا المجتمع، هي التي ستؤثر فيه، وتنتقل اليه، وينشأ وفقها، قبل ان يعي خصائص ثقافته الخاصة، وتميز عناصرها عن ثقافة المجتمع.

ان الأطفال بطبيعتهم، لهم قدرات، وتصرفات، ومعايير، وأساليب تعبيرية، وعادات ومفردات لغوية، واتجاهات، وانفعالات، وقيم ومواقف تختلف عن غيرهم في المجتمع الواحد.. وهذه الخصائص هي التي تحتم ان يكون هناك عالم خاص لهم داخل عالم الكبار.. وعالمهم الخاص يتطلب ان يتوفر له وسائل إشباع لحاجاتهم الخاصة، وطرق تعامل وتجاوب تستجيب لقدراتهم، ومتطلبات حياتهم..

وهذا يعني ان عالمهم الخاص هذا يتطلب ان تكون له ثقافته الخاصة التي تتميز عن الثقافة العامة في المجتمع.. بكل ما لهذه الثقافة الخاصة من معاني، ووسائل، وخصائص تستجيب لخصائص الطفولة، وتنطلق منها.

من هنا تأتي سمات (ثقافة الأطفال) وخصوصيتها، التي تمنحها التخصص بخطابها الثقافي، وبوسائلها، وادواتها، التي تسعى من خلالها، وعبرها السير بوظائفها، نحو تحقيق استقلاليتها داخل المجتمع.

وبما ان العلم قد درس مرحلة الطفولة، دراسة عميقة، ومن مناهج واتجاهات مختلفة، انتهت الى الكشف عن أوجه الاختلاف والتمايز بين طور وطور آخر من اطوار النمو المتصلة في مرحلة الطفولة، وجاء هذا الكشف، تبعا لخصائص كل طور، وما يتميز به من نشاط حركي ولغوي وانفعالي، واختلاف في أنماط السلوك، والتصرف والميول، والقدرات العقلية والنفسية والجسمية، وكل ذلك قد دعا الى دراسة مرحلة الطفولة حسب مقتضيات حاجياتها المختلفة، بأطوارها المتعاقبة، طورا بعد طور، فكانت النتيجة التي توصل اليها العلم والعلماء، هي اعتبار مرحلة الطفولة مراحل متعددة، فتم تقسيمها الى :

1ـ مرحلة الميلاد

2ـ مرحلة الطفولة المبكرة.

3ـ مرحلة الطفولة المتوسطة.

4ـ مرحلة الطفولة المتأخرة.

وامام هذا التقسيم، أصبح من الضروري ان تكون لكل مرحلة ثقافة خاصة بها، تنسجم مع متطلبات هذه المرحلة وتستجيب لها، في كافة وسائلها، وادواتها، فكل واحدة من هذه الثقافات الفرعية المصغرة، تختص بطور، ولا تتوجه لطور آخر من اطوار الطفولة، لكي لا يكون التأثير والاستجابة سلبية بينها وبين الطفل، فطفل مرحلة الطفولة المبكرة تختلف ثقافته عن ثقافة الطفل في مرحلة الطفولة المتوسطة، وهكذا، أصبح من الواضح التوجه الى الأطفال بهذه الثقافات الفرعية التي تجمعها (ثقافة الأطفال) بمفهومها العام.. وعملية الخلط بين هذه (الثقافات) يشكل إرباكاً في (التثقيف) وفي الأداء، بين الثقافة والأطفال. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.