أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-10-2021
2880
التاريخ: 18-11-2021
2652
التاريخ: 9-5-2021
2673
التاريخ: 30-11-2017
2892
|
يبدأ الطفل عبر سنوات عمره المختلفة، اتصاله بالثقافة وإدراك بعض معانيها والوقوف على بعض اشكالها بشكل تدريجي، عبر محصلاتها المتوفرة له بجانبيها المعنوي والمادي، مما هو سائد في مناخ الاسرة، ومحيطها القريب، في بادئ الامر، اذ انه في بداية تكون قدراته، وحواسه، يتنبه الى العناصر السائدة من ثقافة المجتمع، عفوياً، فتبدأ هذه العناصر تتشكل في ذاته تدريجيا، مثلما يبدأ بتحصيل الثقافة واكتسابها بشكل تدريجي أيضا، فالثقافة السائدة في المجتمع واسرته جزء من هذا المجتمع، هي التي ستؤثر فيه، وتنتقل اليه، وينشأ وفقها، قبل ان يعي خصائص ثقافته الخاصة، وتميز عناصرها عن ثقافة المجتمع.
ان الأطفال بطبيعتهم، لهم قدرات، وتصرفات، ومعايير، وأساليب تعبيرية، وعادات ومفردات لغوية، واتجاهات، وانفعالات، وقيم ومواقف تختلف عن غيرهم في المجتمع الواحد.. وهذه الخصائص هي التي تحتم ان يكون هناك عالم خاص لهم داخل عالم الكبار.. وعالمهم الخاص يتطلب ان يتوفر له وسائل إشباع لحاجاتهم الخاصة، وطرق تعامل وتجاوب تستجيب لقدراتهم، ومتطلبات حياتهم..
وهذا يعني ان عالمهم الخاص هذا يتطلب ان تكون له ثقافته الخاصة التي تتميز عن الثقافة العامة في المجتمع.. بكل ما لهذه الثقافة الخاصة من معاني، ووسائل، وخصائص تستجيب لخصائص الطفولة، وتنطلق منها.
من هنا تأتي سمات (ثقافة الأطفال) وخصوصيتها، التي تمنحها التخصص بخطابها الثقافي، وبوسائلها، وادواتها، التي تسعى من خلالها، وعبرها السير بوظائفها، نحو تحقيق استقلاليتها داخل المجتمع.
وبما ان العلم قد درس مرحلة الطفولة، دراسة عميقة، ومن مناهج واتجاهات مختلفة، انتهت الى الكشف عن أوجه الاختلاف والتمايز بين طور وطور آخر من اطوار النمو المتصلة في مرحلة الطفولة، وجاء هذا الكشف، تبعا لخصائص كل طور، وما يتميز به من نشاط حركي ولغوي وانفعالي، واختلاف في أنماط السلوك، والتصرف والميول، والقدرات العقلية والنفسية والجسمية، وكل ذلك قد دعا الى دراسة مرحلة الطفولة حسب مقتضيات حاجياتها المختلفة، بأطوارها المتعاقبة، طورا بعد طور، فكانت النتيجة التي توصل اليها العلم والعلماء، هي اعتبار مرحلة الطفولة مراحل متعددة، فتم تقسيمها الى :
1ـ مرحلة الميلاد
2ـ مرحلة الطفولة المبكرة.
3ـ مرحلة الطفولة المتوسطة.
4ـ مرحلة الطفولة المتأخرة.
وامام هذا التقسيم، أصبح من الضروري ان تكون لكل مرحلة ثقافة خاصة بها، تنسجم مع متطلبات هذه المرحلة وتستجيب لها، في كافة وسائلها، وادواتها، فكل واحدة من هذه الثقافات الفرعية المصغرة، تختص بطور، ولا تتوجه لطور آخر من اطوار الطفولة، لكي لا يكون التأثير والاستجابة سلبية بينها وبين الطفل، فطفل مرحلة الطفولة المبكرة تختلف ثقافته عن ثقافة الطفل في مرحلة الطفولة المتوسطة، وهكذا، أصبح من الواضح التوجه الى الأطفال بهذه الثقافات الفرعية التي تجمعها (ثقافة الأطفال) بمفهومها العام.. وعملية الخلط بين هذه (الثقافات) يشكل إرباكاً في (التثقيف) وفي الأداء، بين الثقافة والأطفال.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|