المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

حصر الاستعانة والاستمداد بالله
2023-05-16
مذهب شيخ الاشراق في كيفية علمه تعالى بالأشياء قبل وجودها
5-08-2015
خروج الجيوش لحرب الإمام الحسين
14-8-2017
اللبن العلاجي Dietetic Yoghurt
26-1-2018
مَنْ كَسَا مُؤْمِناً – بحث روائي
22-8-2016
التوكل قوة
17-5-2020


صحافة الأطفال وتأثيرها في التربية والثقافة  
  
2473   02:35 صباحاً   التاريخ: 5-12-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص197 ـ 201
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19/11/2022 1273
التاريخ: 11/12/2022 1272
التاريخ: 26-7-2016 3163
التاريخ: 16-1-2022 2259

لكي نتبين واقع صحافة الأطفال في الوطن العربي، أخذنا نموذج مجلة (أطفال اليوم) التي تصدر في دولة الإمارات العربية ولها انتشار واسع في الأقطار العربية، وفي مقابلة خاصة إجابتنا (السيدة منى سعيد) مديرة تحرير مجلة (أطفال اليوم) عن سؤالنا المتعلق بدور صحافة الأطفال في تجسيد القيم الثقافية والتربوية، من خلال عمل وأسلوب مجلة (أطفال اليوم) فقالت: (لا نأتي بجديد لو قلنا بان صحافة الطفل يمكن ان تصحح الكثير من المفاهيم الخاطئة التي نشأ عليها الطفل تأثراً بما يحيطه، فالكتابة للطفل مسؤولية جادة وخطيرة بسبب سهولة التأثير في نفسية الأطفال الغضة، بل ان خطوط كاتب وفنان الأطفال يمكن ان تصنع عوالم.. لا تمحى من ذاكرة الطفل، ويمكننا ان نؤشر – باختصار - أثر صحافة الأطفال على ثقافة الطفل، بما يتعلق بتعزيز احترام الطفل لذاته وإحساسه بقيمته كفرد، فضلاً عن تكريس دور الجماعة في صياغة شخصيته واكتساب معارف وخبرات وتجارب وفهم للعالم من خلال ضخ أكبر قدر من المعلومات المعرفية الشاملة وتعزيز الشعور بالانتماء والحب وخلق التوجه السوي تجاه نفسه وعلاقاته مع الآخرين، والارتقاء بقيم الضمير والأخلاق النبيلة، فضلاً عن تكريس التذوق الفني ووجهة نظره تجاه العالم والمستقبل، ومن خلال صحافة الأطفال وتفاعل الصحيفة أو المجلة خصوصاً مع تبادل الرسائل مع القراء، وبالإمكان التعرف على شخصياتهم ووجهات نظرهم وميولهم ومشاكلهم ورغباتهم وبالتالي يمكننا كشف مشاكل المجتمع ككل.

ومن خلال ذلك تعتبر (المؤسسة العربية للصحافة والإعلام الإماراتية) والتي يرأس تحرير مطبوعاتها الأستاذ ناصر الظاهري من المؤسسات الرائدة في ثقافة الطفل العربي عموماً والخليجي بشكل خاص، إذ تصدر حالياً وبمستوى راق، من حيث المضمون والشكل (١٤) مطبوعاً دورياً للأطفال يتراوح بين الأسبوعي والشهري، والمطبوعات هي (أطفال اليوم، ميكي، إجازة مع ميكي، ميني، فتيات، الفتيات الذهبية، توم وجيري، بطبعتين عربي وانكليزي، کارتون نت وورك، عربي وانكليزي، سكوبي دو، لوني نونز، تيلي تابيز عربي وانكليزي).. وإذا استثنينا مجلة (أطفال اليوم) فان باقي المجلات أجنبية تصدر من قبل شركات عريقة بصحافة الأطفال مثل (دزني ووار نز براذر وBBC) وتم شراء حقوق نشرها وفق عقود منظمة بينها وبين العربية للصحافة والإعلام، ولا تقتصر هذه المجلات على ترجمة المادة المعدة أصلاً من قبل تلك الشركات بل تضمنها موضوعات محلية وعالمية أخرى فضلاً عن كتابة المقال الافتتاحي لها وتبادل الرسائل مع قراءها.. أما أبرز هذه المجلات وهي مجلة (أطفال الـيـوم) والتي لي الشرف بإدارة تحريرها فهي مجلة شهرية من القطع المتوسط، يبلغ عدد صفحاتها مائة صفحة تتميز بمستوى فني عال من حيث الإخراج والرسم والطباعة والكتابة.. وهي تتوجه للأعمار من (6 – 16) سنة، تركز بالدرجة الأولى على القضايا التربوية من حسن الخلق والسلوك وقيم الدين الإسلامي الحنيف، وتركز على التراث الشعبي الإماراتي، وتتناوله بمختلف الصيغ من قبيل القصة مثل (قالت جدتي) والسيناريو (من تراثنا) و(حكاية إماراتية) وغيرها من الموضوعات والتي تتضمن المادة المحلية حتى على صفحات التسالي، كما تتبنى المجلة تعريف المواطن الإماراتي والطفل العربي عموماً بجغرافية الإمارات وتاريخها، وذلك من خلال التحقيقات المحلية ضمن باب إماراتنا، وكذلك الألعاب، تتولى الـتـعـريـف بـمـدارس الـدولـة الـحـكـومـية منها والخاصة، من خلال إجراء اللقاءات والتحقيقات ضمن باب (ميرة في مدرستي) وكذلك التعريف بنشاطاتها وفعالياتها من خلال باب نشاطات مدرسية، إضافة إلى التعريف بموهوبيها وبالمتميزين فيها من خلال باب (متميزون)، كما تعنى المجلة بتغطية الجانب الرياضي والتعريف بالأبطال الرياضيين الإماراتيين من الصبيان والفتيات، إضافة إلى تناول الرياضة العالمية، والعربية، وتتابع الجوانب الفنية للأطفال، وكذلك الثقافية، من خلال باب (الخطاط الصغير) وكذلك تعليم التصوير الفوتغرافي من خلال باب (الفوتغرافي علاء) كما تعرف المجلة بدول العالم، وبالأطفال كذلك في كل مكان من خلال باب (رحلات) وباب (التحقيقات)، ومع كل ذلك فان المجلة لا تغفل الجوانب الترفيهية وتغطيتها من خلال أبواب مثل (نلعب نتسنى) (نصنع نتسلى) (لعبة) كما تعنى المجلة بالموضوعات العلمية من خلال صفحات العلوم والحاسوب عبر زوايا (تكنو) و(نكتشف الطبيعة).. وتغطي المجلة الأخبار والنشاطات الخاصة بالموضوعات المحلية المعنية بالطفل الإماراتي بصورة خاصة وبأطفال الوطن العربي والعالم من خلال باب (أصدقاؤنا هناك) ويشجع هذا الباب المهم من أبواب المجلة، الأطفال على إطلاق مواهبهم الأدبية والفنية وذلك من خلال تشجيعهم بنشر مساهماتهم في باب (مساهمات) وإجراء المسابقات لهذه المساهمات ومنحهم جوائز قيمة، ونحرص على تقديم الهدايا المرفقة من الـ (CD)، والبوسترات المتضمنة جداول للحصص الأسبوعية، وستكرات للدفاتر، وكذلك العاب تتضمن معلومات علمية وثقافية عامة. .

وبما ان مساهمات الأصدقاء تمثل الدور الإبداعي في التحفيز، فقد خصصت المجلة أكثر من عشر صفحات لفقرة المساهمات اعتماداً على مساهمات قراء المجلة لأجل التفاعل مع ما تطرحه المجلة من مسابقات أدبية وفنية تسعى لتفتح الطريق للمواهب، وكسر حاجز الخوف بين الطفل وإبداعه ولهذا فقد طرحت المجلة منذ ما يزيد عن العام مسابقات مختلفة من قبيل أفضل قصة ورسم وصورة فوتغرافية وقصة مصورة (سيناريو) وغلاف، ويسبب النجاح الكبير الذي لاقته هذه التجربة فقد أعيد العمل بها للعام الثاني مع تناول جوانب أخرى من قبيل أفضل رسم كاريكاتيري وأفضل تصميم لشعار المساهمات نفسها، وأفضل تصميم لبطاقة مناسبة، إلى جانب إثراء الجانب المعنوي والإبداعي للطفل فقد كانت للجوائز المادية والعينية الكبيرة أثر كبير في وفرة المساهمات التي وصلت المجلة مما يؤشر ولع الطفل المعاصر بالأمور المادية إلى جانب اهتماماته الأخرى..

بقي ان نعرف ان كلا من المجلات المذكورة تطبع بمعدل (٧٠) ألف نسخة شهرياً أو أسبوعيا بحسب موعد صدورها، وتوزع في اغلب الدول العربية وبعض الدول الأوربية.. وهي في العموم مجلات ذات مستوى متميز مادة وإخراجاً بما لا يدع مجالاً للشك بأنها تفتح النفس والشهية لقراءتها مباشرة)(*).

إن ما تقدم عرضه يوضح القيمة الثقافية والتربوية التي تقدمها مجلة (أطفال اليوم) للأطفال من خلال ثراء محتواها وتنوع موضوعاتها العامة التي تصب جميعاً في زيادة معارف الطفل ومداركه وتوسع في خياله ومهاراته وبالتالي يدفع ذلك كله باتجاه توسيع ثقافة الطفل، وآفاقه الثقافية والتربوية بشكل عام..

____________________________

(*) من مقابلة خاصة أجراها الباحث مع السيدة (منى سعيد) عبر الإنترنيت عام (٢٠٠٥) لغرض هذه الدراسة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.