المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



تطفل الأبوين (١)  
  
2090   09:41 صباحاً   التاريخ: 30-11-2021
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج2 ص151ـ159
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2017 2284
التاريخ: 2023-05-11 1260
التاريخ: 4/9/2022 1595
التاريخ: 26-10-2017 2502

نستعرض هنا لموضوع مهم جدا حول تدخل الأبوين في حياة الأبناء وهو بحث مهم جدا لذا أطلب من الآباء أن يمعنوا النظر فيه جيدا.

إن الكثير من المشاكل التي تحدث في المؤسسة العائلية ترجع في أساسها إلى تطفل الأبوين في الحياة الخاصة لأبنائهم ، وحتى أن الكثير من الانفصالات وحالات الطلاق يمكن إرجاعها إلى هذا التطفل أو ذلك التدخل ، في الوقت الذي لا ينبغي أن يتم ذلك.

إن هذا المرض الاجتماعي (تطفل الأبوين) لاقى - مع الأسف - شيوعا كبيرا بين الكثير من العوائل في مجتمعنا المعاش، فلم يفرق بين المتدين وغيره ، وبين المتعلم وغير المتعلم ، حيث نرى الغالبية العظمى علمت أم لم تعلم توجه ضربة قاصمة لحياة أبنائها المتزوجين من خلال هذا التدخل الممقوت.

إن الحيوانات ترضع صغارها وتهتم بها ما دامت تحتاج الى ذلك، ولكنها تترك لها الشروع بحياة مستقلة حينما تراها لا تحتاج إلى عناية خاصة، حتى إن بعض الطيور لتهيئ الحبوب لصغارها أياما عديدة أو بضعة شهور ، وعندما تشعر بأن تلك الصغار تستطيع الطيران - ولو بصورة غير جيدة — تمتنع عن قبولها في أعشاشها. كلكم شاهدتم بين النعاج وصغارها ، وكلكم لاحظتم العلاقة الخاصة التي تبديها لصغيرها حيث تمتنع عن الابتعاد كثيرا عن صغيرها مخافة بروز حالة من الغربة بينها وبينه ، وهذه الحقيقة موجودة في جميع أنواع الحيوانات ومن هنا يمكن أن نستفيد بأنه يجب علينا أن نحسن تربية البنت حتى تكبر وتنضج ، ولا نحرمها من العطف والحنان المادي والمعنوي وفق ما جاء به الإسلام العظيم ، إلى أن تذهب إلى بيت الزوجية لتمارس حياة مستقلة ، وعندئذ لا ينبغي للأم أو الأب بعد ذلك أن يتدخلا في أمورهما الخاصة مبرزين ذلك بأنهما يحباها ويخافا عليها من الحيف والغبن(2).

فإذا ما حدث نزاع بين المرأة وزوجها يجب أن تأخذ أم الزوجة جانب الصهر لا جانب ابنتها ، وكذا بالنسبة لوالد الزوجة.

إن أحد أضرار مجانبة البنت أو الوقوف إلى جانبها من قبل أبويها هو منعها من اتخاذ قرار مستقل في كيفية ديمومة حياتها الزوجية ، وإن تحريض البنت على مسائل يمكن أن تؤدي بحياتها الزوجية إلى ما لا تحمد عقباه جناية ، وخيانة بحق الأسرة لأن الاحتمال وارد في أن يؤدي ذلك التحريض إلى الانفصال بين الزوجين ، وإذا لم يبلغ الأمر ذلك الحد ، فمن المؤكد أن المحبة والود والاحترام ستبخر من الجو العائلي للمتزوجين وسيضحي البيت متأزما ومتشنجا بشكل عام. وكذا الأمر بالنسبة للغلام ، فإذا ما بلغ سن الزواج وجب على أبويه تزويجه ، فاذا ما حدث ذلك فينبغي لهما أن يمتنعا عن التدخل في حياته الخاصة ، ولا نقول بعدم النصح والوعظ طبق ما جاء في شرعة محمد بن عبد الله صلى الله وعليه وآله وسلم، كلا، فهذه المسألة واجبة ، ولكن التدخل والتطفل الذي يؤدي إلى برود العلاقات الأسرية مرفوض وممقوت ، ويجب علينا جميعا أن نقف عند هذا الأمر بكل جدية كي لا يحدث ما يبعث على تشرذم المجتمع الصغير أو المؤسسة الأسرية (3).

فإذا ما رأى الأبوان نزاعاً بين الزوجين، يتطلب تدخلهما لحله وفق الأسس الإسلامية ، عرضا خدماتهما عليهما بدون انحياز إلى أحد الطرفين ، فإن لم يستطيعا حل ذلك النزاع عرضت المشكلة على مختار المحلة أو عالمها المعروف بتقواه.

قد نرى في بعض الأحيان إن إحدى الأمهات تطلب من ابنها المتزوج أن يمثل لما تقول في حق زوجته ، ولو أدى ذلك إلى طلاق الزوجة، وهذا خطأ فاحش يرفضه الإسلام العظيم ، ويحاسب عليه بشدة ، وقد نرى أحد الآباء يرغب في أن يكون أبنه عبدا تابعا له وعليه أن يستثيره حتى في أقل أموره المنزلية، مما يؤدي الى أن تحتقر الزوجة زوجها الذي لا يفكر إلا من خلال رأس أبيه، وحينها تبرز النزاعات ، وتطفو  الخلافات على السطح ويبدأ أطراف النزاع بممارسة الغيبة والنميمة والتهمة.

{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج: 10].

أيتها السيدة إن القرآن يقول لك: إياك إياك أن تفتني أبنتك ، وأعني هنا بالفتنة : بلبلة أفكارها ، والمساهمة في إيجاد حالة من القلق والاضطراب تؤدي بها إلى تخريب بيتها ، وهي ما وصفها القرآن بأنها أشد من القتل.

{وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 191] ومن فعل ذلك يكون قد قتل الناس جميعا.

{مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32].

فمن ساهم في إيجاد فتنه بين زوجين عدت معصيته أشد من معصية الذي يقتل لها بغير نفس:

{وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ....} [البقرة: 102].

جاء في الخبر أن أحد المسنين - كان قد فرق بين ابن له وزوجته - حضر في مجلس كان فيه الامام الحسين عليه السلام فأعترف بما فعل فقال الإمام له: هل تعلم ما سيترتب على ذلك من ذنوب ؟ لو إنك فصدت أوردة أعناقهما لكان أقل معصية مما فعلت (4).

فإن تكدير العلاقة بين زوجين مستأنسين ببعضهما أشد معصية عند الله مما لو عذبا حتى الموت، وهذا ما تفعله بعض الأمهات أو بعض الآباء وهم لا يشعرون.

فالزوجة عندما تسقط من عين زوجها بسبب النميمة ، أو التهمة التي يمكن أن تحيكها أم الزوج تبعث على انحطاط معنويات الأبناء وتعقيدهم إلى آخر أعمارهم ، وستكون مبتلية بتلك المصيبة بالإضافة إلى مصيبة جهنم التي لابد لها من تحملها بالإكراه في الحياة الآخرة.

إن التجريح اللساني أو الانتقاص من زوجة ابنك سيؤدي بك إلى تهيئة عقرب يلسعك في قبرك ما دمت فيه ، وسيكون رفيقا لك حتى قيام الساعة، فلا تقحمي نفسك في مثل هذه المآزق التي لا يمكن الخروج منها ؟ ولم ترتبي لنفسك أوضاعا لا تنم الا عن حماقة في الرأي؟

وانت ايها الأب لا تحاول ايذاء زوج ابنتك من خلال تجريحك له ، أو إكراهه على شراء بعض المستلزمات المنزلية ، وتسعى للانتقاص منه أمام الآخرين ، فإن فعلت ذلك فقد خلقت لأبنتك مشاكل عظاما قد تؤدي بصهرك إلى تطليق ابنتك التي تدعي بأنك تحبها وترجو لها السعادة. أيها

الزوج ! إن من العار عليك معاداة أم زوجتك بلا سبب بين ، فهي كأمك ، فعاملها على مستوى ما لديها من عقل ، وإن كنت فطنا ذكيا كسبتها إلى جانبك في جمع الأمور وبذلك تفوز برضاها ورضا الله جلت أسماؤه.

ليس من العار أن تكون إحدى الزوجات كالأبنه بالنسبة لأم زوجها تبدي لها المحبة والود ، وتترفق لها الحديث ، لأن تلك الأم تعبت وسهرت الليالي من أجل إيصال ابنها إلى هذا الحد من العمر ، ومن العار أن تحاول الزوجة تجريح أم زوجها ، وإلقاء بعض العبارات النابية لأن ذلك سيؤدي بها قبل تلك الأم على ما لا تحمد عقباه في الدنيا والآخرة.

إن البعض من العرائس بعدما تدخل الدار وتطمئن إلى زوجها ، تريد التسلط على كل شيء في تلك الدار ، فهي لا تريد أمه ولا أباه وهذا ما يتناقض مع الإنسانية ، بالإضافة إلى أن فيه معصية لله تبارك وتعالى.

وبناء على ذلك ، لابد لي من أن أوصي الأزواج والزوجات والأمهات بضرورة إفشاء المحبة والألفة بين الأسرة الواحدة ، لأن مكان تلك الأسرة هو محل رحمة الله العزيز المتعال ، وأن الجميع سوية في جنات الله فيطري بعضهم على البعض الأخر في جو تسوده رحمة الباري ولطفه.

أما أولئك الذين يتحينون الفرص للإيقاع ببعضهم ، فليس لهم من الآخرة إلا أن يلعن بعضهم البعض ، ويلقي الواحد منهم باللائمة على البقية لذا قال المولى تعالى فيهم :

{كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا} [الأعراف: 38].

وعليه لم ترغبون في دخولهم جهنم؟ وإذا قلتم بأنكم لا ترغبون بذلك، فما هو الوازع الذي يحدوكم لفعل تلك الأفعال المشينة التي لا تؤدي بكم إلا جهنم؟

إذا كنتم ترغبون في سعادة الدارين فما عليكم إلا أن تكونوا أحرار في دنياكم مستقلين ، وكذا ينبغي أن يكون أبناؤكم ، فالزوجة الوفية لا تتمكن أمها من تدمير حياتها الزوجية ، والرجل الوفي لا يستطيع أبواه من إيجاد الفرقة بينه وبين زوجته ، وإن العقلاء لا يتأثرون بما يقول هذا وذاك، بل يعملون وفق ما جاء في كتاب الله وسنة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين ، وإلا فأنهم الخاسرون ولا أحد سواهم.

لو تحرينا مجمل النزاعات التي تحدث بين الأزواج لشاهدنا أثار أصابع الآباء والأمهات واضحة على صفحات تلك النزاعات ، فهذا ينحاز إلى ابنته ، وتلك تنحاز إلى ولدها في مشكلة لا تحتاج إلى نزاع ولا إلى صعوبة ولا إلى خصومة ، وبدل أن يحل الآباء والأمهات مشكلات أبنائهم ترى البعض منهم يزيدون النار حطبا ، وهذا عين الخطأ.

إن أحد الاعمال القبيحة الشائعة هذه الأيام هو ترك الزوجة لدارها في حالة حدوث سوء تفاهم بينها وبين زوجها.

ممن غضبت أيتها السيدة المحترمة ؟ من زوجك ؟ إن الزوجة لا تغضب من زوجها ، ولا تترك منزلها لأتفه المسائل ، وإذا كنت تريدين الذهاب إلى منزل زوجك فهذا عار عليك ، وإذا كانت أمك إنسانه متدينة وملتزمة فما عليها إلا أن ترفضك ، أو تنصحك بالرجوع إلى بيتك الذي هو بيت زوجك ، ولو فعلت غير ذلك لكانت بفعلتها هذه قد قلعت جذور المحبة من تلك الدار.

يرجع الرجل في بعض الأوقات متعبا بعد جهد جهيد إلى منزله الذي عده القرآن المجيد مكانا للراحة والهدوء لكنه بدل أن يحظى بقسط من الراحة تشرع زوجته قبل تهيئة طعامه باغتياب أمه التي مرت عليها في الصباح لعمل ما، وإذا ما رأى أمه لوحدها في المنزل ، تبدأ هي الأخرى باغتياب زوجته ، وإنها غير ملائمة له ، ولا تناسبه بالمرة ، وما أشبه ذلك من الكلام الذي ينم عن انحطاط وتسافل في المستوى الفكري والثقافي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (درهم ربا أعظم عند الله من سبعين زنيه بذات محرم في بيت الله الحرام).

ولا يظن أحدكم أن جزاء الزنا شيء يسير ، إذا ذهب صاحبه من الدنيا بدون توبة : لقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيه : (من فجر بامرأة ولها بعل ، انفجر من فرجها صديد واد مسيره خمسمائة عام يتأذى أهل النار من نتن ريحهما ، وكانا أشد الناس عذابا).

أما بالنسبة للغيبة ، وإسقاط فرد مؤمن من أعين الناس فهو أكبر معصية من الربا الذي يعد درهما منه بسبعين زنيه بذات محرم ، فتصور جزاء الغيبة والتهمة.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الغيبة أسرع في دين المسلم من الأكلة في جوفه) وعن جابر الأنصاري أنه قال: كنا عند النبي صلى الله وعليه وآله وسلم فهبّت ريح منتنه فقال الرسول (صلى الله عليه وآله): (أتدرون ما هذه الريح ؟ ريح الذين يغتابون المؤمنين). إن بعض النساء الوضيعات لا يكتفين بالغيبة والنميمة فحسب بل يتعدين تلك الحدود إلى سائل أخرى فترى إحداهن تبحث في حقيبة زوجة ابنها حينما تكون غائبة عن الدار ، وهذا ما يدلل على وضاعة وصفاقة هكذا نساء ، كونها لا تستطيع فعل ذلك أمامها ، وتفعله في غيابها ، وهذا ليس من الانسانية في شيء ، وليس من الأخلاق في شيء.

المسألة الاخرى هي التجسس ، فقد يكون أحد الأزواج ممارسا لعملية التجسس على زوجته ، وهذا ما ينم على ضعف في شخصيته (5)، ودليلا على عدم الوثوق بها، فتراه يبحث تارة في حقيبة يدها، وأخرى في جيوب ثوبها وهذا عمل قبيح ، وغير مقبول أخلاقيا ولا إنسانيا ، ولا عرفيا.

تحليل جميل جدا وتحذير رائع من أدلة القرآن والسنة النبوية قدمها الاستاذ الفاضل وأنا أضيف عليها ان بعض الامهات تشعر بأنها عندما تزوج ابنها كأنها أتت لها بجارية غير عالمة بأن زوجة أبنها غير مسؤولة عن خدمة زوجها شرعا وهناك مثلا يقول (فاقد الشيء لا يعطيه) فقد كانت في العصور الخوالي تطيع عمتها (أم زوجها) طاعة عمياء والآن جاء دورها لتمارس الملوكية على زوجات ابنائها فمثلا عندما تتكلم تقول (أنا لي خمس جنات) اي خمس زوجات لأبنائها وتسمى زوجة الاب (الجنة) وهذا العداء ازلي ومشخص بين النساء خاصة عندنا في العراق وهناك مثلا دارج بين النساء يقول : (إذا اتفقت بعمه مع الجنة دخل إبليس إلى الجنة) واستحالة دخول إبليس لعنة الله عليه إلى الجنة كاستحالة اتفاق الام مع زوجة ابنها.

فالأم في كثير من الاحيان تشعر بأنها التي ربت ولدها وقدمته لعروسه على طبق من ذهب وبدأت الاخيرة تتحكم به ولا تتفهم انها سنة الحياة ولكن سرعان ما تقول (يا من شكا ويا من لكه ويا من على الحاضر لكه) وهذه بطبيعة الحال أمور غير صحيحة ولكن نقضي عليها نحتاج إلى تثقيف أجيال وأجيال من الأمهات ثقافة إسلامية وأخلاقية. وما ان تنشب الخلافات لأسباب تافهة مع زوجة الابن والام حتى تجد الام جيشا جراء يساندها فالبنات يساندن امهن وكذلك الاولاد وتبقى الزوجة المسكينة وحدها في الحلبة وقد يتطور الصراع إلى عراك بالأيدي وسحل الشعر وفضيحة عارمة بين الناس والجيران يتفرجون بدون بطاقات دخول تخرج على أثرها الجنة المسكينة تجر اذيال الهزيمة إلى بيت أهلها شارحة إلى والديها كل الامور بدقائقها او ان تجفف دموعها وتسكن الموقف وتحاول التنازل عما حصل وتحجب ذلك عن ابويها حرصا على بيتها الزوجي وهذا يعتمد على الزوج فعندما يعود إلى البيت وتبدأ أمه وأخواته بحشو رأسه بالكلام عن زوجته يبقى مدى تحليله لذلك فيدخل في دوامة بابها مفتوح لكنه لا يعرف أثراً للخروج منها.

فأما أن يطلق وأما أن ينعزل في بيت لوحده وتبدأ معاناة الشاب المسكين وصراعه مع الحياة وهذا أحد الاسباب او الاركان الذي دفعتني لكتابة هذا البحث فأنا اريد ان اواسي مثل هؤلاء المساكين بعد ان تنتهي فرحة الزواج لتبدأ معاناة الحياة ولا تنتهي القصة عند هذا الحد وانما تبدأ مشاغبات السحر وتبادل الكلام البذيء عمن على بعد ويبقى على مسؤولية الزوج إصلاح الأمور لعودتها إلى مجاريها مع أهله ولكن باستقلالية وتحتاج إلى وضع اقتصادي متين ودعم لا محدود.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الأخلاق البيتية - الأستاذ مظاهري - ترجمة لجنة الهدى - ط١-١٩٩٣ .

(2) نفس المصدر السابق .

(3) نفس المصدر السابق.

(4) نفس المصدر السابق.

(5) نفس المصدر السابق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.