تفسير قوله تعالى : {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ ..} |
1360
12:25 صباحاً
التاريخ: 12-06-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-06-2015
1771
التاريخ: 12-06-2015
1516
التاريخ: 12-06-2015
1943
التاريخ: 14-06-2015
1536
|
قال تعالى : {إِنَّ فِي
خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا
أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ
مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ
وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ} [البقرة : 164] .
فذكر هنا جلت الطافه بعض الآيات
المشاهدة من خليقته وقال {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ} وما
يرى فيها من الكواكب الثابتة والسيارات المرتفعة بعضها عن بعض على مدار مخصوص
والمستمرة كل على سيره المنتظم على منطقة البروج فضلا عما يعرف بالعلم من فوائد
سير السيار على تلك المنطقة{وَالْأَرْضِ} وما
فيها من الجبال وحكمها الباهرة. ومنها تفجر العيون من أعاليها وإخراج النار من
براكينها.
ومن انواع المعادن. ومن البحار
وتياراتها وما في ذلك من الحكم {وَاخْتِلافِ
اللَّيْلِ والنَّهارِ} على نظام موزون مستمر متماثل
في ايام السنين يزيد النهار في كل محل من نصف الأرض الشمالي بمقدار ما ينقص في ذلك
اليوم من مثل ذلك المحل في العرض من النصف الجنوبي. وتجري نقيصة الليل وزيادته على
عكس النهار في المحال المتماثلة في العرض من النصفين {وَالْفُلْكِ
الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ} من
تجارة البلدان النائية والوصول الى البلاد البعيدة وكيف سخرت لها الرياح المسماة
بالتجارية. فترى السفن تجري في زمان واحد وبحر واحد كل الى مقصدها شمالا او جنوبا
او شرقا او غربا {وَما
أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ} بالنبات
والشجر والنمو {بَعْدَ
مَوْتِها} بكونها قاحلة ماحلة وأوجد فيها روح قوة الإنبات لا
تحصل بالدوامل «1» العادية.
ولا الماء الجاري نعم قد يحصل من القوة شيء باطيان الفيضان المتشبعة بروح المطر {وَبَثَّ
فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} ببركة
إحيائها {وَتَصْرِيفِ
الرِّياحِ} التي يسمونها استوائية وقطبية
وموسمية وتجارية. وما في استقامتها وهدوّها في البحر المسمى بالمحيط الهادئ أي
الساكن وهو الواقع ما بين آسيا وامريكا مع ان مساحة قطره من المشرق الى المغرب
تزيد على سبعة آلاف ميل ومن الجنوب الى الشمال اكثر من ذلك. واستقامة أنواعها ايضا
في البحر المسمى بالمحيط الأطلسي وهو الواقع بين أوروبا وامريكا وربما يبلغ عرضه
اربعة آلاف ميل فلا يكون في هذين المحيطين العظيمين والطريقين الموصلين ما بين
الدنيا القديمة والدنيا الجديدة خطر العواصف والأعاصير التي تكون في بحر الصين
والهند وبحر انتيلة المقابل لأمريكا الوسطى {وَالسَّحابِ
الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ والْأَرْضِ} يجري
حيث توجهه القدرة والحكمة تراه في محل واحد ينزل مطره قطرات وسحا وهكذا وتتخلل بين
ذلك فترات واحوال مختلفة في نزوله وبينما هو واقف إذ اقلع مسرعا او على تأن. هذا
وفي كل أمر من هذه الأمور وكل حال من هذه الأحوال المنتظمة بأحسن نظام يجد العقل
الحر دلالة واضحة على ان كلا من ذلك إنما هو من إيجاد إله قادر عليم حكيم وتدبيره
بحسب ارادته وحكمته ورحمته. ودلالة جلية على انه وحده لا شريك له في الإلهية وهذا
الخلق العجيب والتدبير المنتظم ولو كان معه إله لاختل هذا النظام وفسدت المخلوقات
كما قال جل شأنه في سورة الأنبياء {لَوْ كَانَ
فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء
: 22] وفي سورة المؤمنون {وَمَا
كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا
بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [المؤمنون : 91] وقد
جرى الكلام بأكثر من هذا الشرح في مضامين هذه الآيات في الجزء الثاني من المدرسة
السيارة في صفحة 116- الى 125 و155 الى 160 وفي الجزء الثالث في صحيفة 17 و18 وأنى
يبلغ الشرح والبيان معشار ما في هذه الآيات من اسرار القدرة والحكم الدالة على الإله
وتوحيده. وعلى الإجمال ان فيما ذكر في الآية الكريمة {لَآياتٍ} باهرات
ودلالات نيرة {لِقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ} وكلما
تفكروا فيما ذكر ظهرت لعقولهم من الآيات والدلالات اضعاف ما عرفوه.
____________________
(1) الدوامل ما يداوى بها ضعف
الأرض في الإنبات من سماد ونحوه .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|