أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2022
1031
التاريخ: 3-5-2016
17202
التاريخ: 27-7-2022
1250
التاريخ: 24-7-2022
1144
|
الإدارة اليابانية
Japanese Administration
إن التفوق والنجاح الذي حققته اليابان أصبح مثار اهتمام وإعجاب كثير من دول العالم اليوم وهذا الاهتمام تمثل في سلسلة الدراسات التي يقوم بها المتخصصون في حقول المعرفة المختلفة للتعرف بشكل واضح ودقيق على العوامل التي كانت وراء هذا التفوق الاقتصادي لدولة اليابان، بهدف إمكانية الاستفادة من تلك التجربة الرائدة. هناك بعض الدراسات آلت نتائجها إلى إمكانية تطبيق الإدارة اليابانية في مجتمعات أخرى طالما توافرت لها بعض المقومات الأساسية، البعض الآخر الذي درس القيم الاجتماعية والثقافية والحضارية، والجذور التاريخية بعمق يؤكد أن ذلك النجاح والتفوق للإدارة اليابانية مرتبط بتلك المتغيرات البيئية لذلك لا يمكن نقل تلك التجربة الفريدة إلى دول أخرى.
خصائص الإدارة اليابانية : Characteristics of Japanese Administration
هناك مجموعة من الدراسات توصلت إلى نتيجة مفادها أن هنالك خصائص أو سمات خاصة بالإدارة اليابانية منها ما يلي :
أولاً : الاستقرار الوظيفي :
يعتبر هذا المبدأ من الركائز الأساسية للإدارة اليابانية حيث يقوم هذا المبدأ على تفهم حقيقي وموضوعي للكائن الاجتماعي، حيث أن تطبيق هذا المبدأ يحقق الاستقرار النفسي والذهني لدى العاملين في المنظمة ويترتب على هذا الشعور زيادة الولاء والانتماء لتلك المنظمة حتى تصبح بمثابة كيان أسري آخر مما ينعكس بشكل إيجابي على كفاءة وفعالية العاملين في أداء المهام الموكلة إليهم. كذلك تطبيق هذا المبدأ يؤدي إلى خلق جو يسوده الثقة والمحبة والتآلف بين العاملين .
يقول وليم أوشي : "عندما يتوقع الإنسان أن يعمل طوال حياته مع الآخرين في مؤسسة واحدة، فأنه لا يسعى أن تتطور بينه وبينهم خلافات عميقة تصدع وتفسد علاقاتهم الدائمة وبصورة قد تحيل حياة العمل وحياتهم إلى جحيم مستمر" .
إضافة إلى ذلك "أن إحساس العاملين بأن المشروع يتمسك بهم في حالات (العسرة) كظروف الكساد وخلافها، سوف يعمق التزامهم بأهداف المشروع ويعمق ارتباطهم بها ، وإلى المدى الذي سوف ينعكس بنتائج أكثر إيجابية من كل التوقعات" .
ثانياً: عدم الاختصاص في الوظيفة :
هذا المبدأ يرتكز على دائمية الوظيفة حيث يعني الإلمام بعدد كبير من الوظائف بدلاً من التخصص الدقيق في إنجاز مهام معينة.
التخصص وتقسيم العمل يعتبر من المقومات الأساسية للنظرية الغربية حيث يؤدي التخصص إلى السرعة والدقة في إنجاز الأعمال كذلك يساعد في إجراء رقابة فعّالة على أداء العاملين وتحديد المسئولية .
إن الإدارة اليابانية تؤمن بعدم الاختصاص الوظيفي وتؤكد على التناوب الوظيفي الذي يقضي بأن يلم العامل بكثير من الأعمال والمهام الموجودة في المنظمة ولتحقيق ذلك هناك برامج تدريبية مستمرة لإعادة تأهيل العاملين في الوظائف المختلفة التي تحتويها تلك المنظمة. إن تطبيق هذا المبدأ يؤدي إلى ارتباط العاملين ليس بالوحدة الإدارية التي يعملون بها بمعزل عن الكيان الكبير للمنظمة، بل يكون ارتباطه وولاؤه للمنظمة وليس للوحدة التي ينتمي إليها. ونتيجة لذلك يتولد لديه الشعور بالولاء والإخلاص والانتماء للمنظمة وليس لوحدة إدارية معينة .
ثالثاً : أولوية الجماعة على الفرد :
ن أهم سمة بارزة للمجتمع الياباني هي ذوبان الفرد في المجتمع، وتصبح اهتماماته ومشاعره وطموحاته مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالجماعة التي ينتمي إليها والتي بدورها تنتمي إلى المجتمع الكبير. لذلك قام المجتمع الياباني على قواعد وسلوك منها، عدم تشرذم الفرد أو الجماعة إلى فرق وجماعات متعارضة تدخل في مناقشات عنيفة مع بعضها البعض. وهناك مثل شعبي شائع في اليابان يؤكد تلك القيم الجماعية يقول "المسمار الذي يبرز رأسه يُضرب بالمطرقة "
يعتبر العمل الجماعي كفريق واحد من أهم سمات المنظمات اليابانية، حيث أن الترابط بين العاملين في المنظمة يأخذ نفس العمق للترابط بين أفراد الأسرة الواحدة من حيث التآلف، والمحبة، التفاني، ووحدة المشاعر والطموحات والآمال. وهذا الترابط أكده مدير شركة سوني اليابانية (Sony) حيث قال: "إن العمل بشركته يشبه إلى حد كبير العمل بالسفينة التي يواجه كل فرد فيها مصيراً واحداً فإذا كان هناك خطأ من أحد الأفراد داخل السفينة فإن ذلك سوف يؤدي إلى غرقها مما يلحق الضرر بالآخرين" .
رابعاً : المشاركة في صنع القرارات :
إن عملية المشاركة في صنع القرارات تكون من أسفل إلى أعلى ، وهذا يعني أن هناك مشاركة فعلية من قبل كافة العاملين المعنيين بهذا القرار. فمثلاً إذا واجهت المنظمة مشكلة معينة يكون هَمّ الإدارة هو تشخيص تلك المشكلة تشخيصاً دقيقاً ومعرفة أسبابها وآثارها، وذلك بإتاحة الفرصة لكافة العاملين للمساهمة في تحديد هذه المشكلة. وبعد ذلك تُتَاح لهم الفرصة لتقديم المقترحات والتوصيات لإيجاد حلول فعّالة لتلك المشكلة. إن تطبيق هذا الأسلوب يتطلّب وقتاً واستعداداً من قبل الإدارة العليا للاستماع ومناقشة جميع الآراء والمقترحات حتى يتم التوصل إلى اتفاق جماعي حول الحل، بعد ذلك يتعاون الجميع في تنفيذ القرار، ولتأكيد ذلك الواقع ما أورده وليم أوشي على لسان أحد المديرين الأمريكيين "إذا كان المرء يعتزم الذهاب إلى اليابان لإبرام صفقة من الصفقات التي تستغرق يومين في الظروف العادية، فإنه سيكون محظوظاً إذا تمكن من الحصول على عبارة (ربما) بعد مضي أسبوعين من التفاوض، فاليابانيون يستغرقون دهراً بأكمله للخروج بقرار" .
خامساً : الاهتمام الشمولي بالموظف :
الاهتمام الشمولي بالموظف يعتبر من أهم خصائص الإدارة اليابانية، إن الاهتمام بالعاملين لا ينصرف ولا يقتصر على كل ما له علاقة بالعمل وأثناء تواجد العامل في موقع العمل، بل هذا الاهتمام يمتد ليشمل حياة الموظف الخاصة . إن الإدارة اليابانية تنطلق من مبدأ أساسي وهو أن العامل أو الموظف بصفته كائناً اجتماعياً لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتجرّد من إنسانيته بمجرد وصوله إلى مقر عمله، فمثلاً لا يمكن أن تتوقع أن العامل الذي تواجهه بعض المشاكل الاجتماعية والأسرية أن يتخلى عنها أثناء تواجده في موقع العمل. إن طبيعة التركيبة البشرية تؤكّد لنا أن هذه المشكلات لها تأثير مباشر على أداء وكفاءة العمال أثناء قيامهم بمهامهم. لذلك نجد المديرين في المنظمات اليابانية حريصين على الاهتمام بالمشاكل الخاصة بالعاملين ومحاولة الوقوف معهم ومشاركتهم في إيجاد حل لتلك المشكلات أو التخفيف من وطأتها عليهم ومشاركتهم وجدانياً والتعاطف معهم. إضافة إلى ذلك نجد الشركات اليابانية تقيم حفلات ترفيهية، ثقافية ورياضية ليس للعاملين فقط بل لأسرهم أيضاً.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|