الاتجاهات الحديثة والمعاصرة فى الجغرافية البشرية

ويجدر بنا بعد عرض تطور الفكر الجغرافي وعلم الجغرافيا عبر العصور، أن نختم باستخلاص الاتجاهات الحديثة التى شهدها الجغرافية البشرية خلال المائة الستة الأخيرة وأبرزها:

الاتجاه التطبيقي

يعد هذا الاتجاه احدث الاتجاهات التى استقرت عليها الجغرافية البشرية حتى الآن، وقد ظهر خلال بحث الجغرافيين عن هدف نفعي يسعون الى تحقيقه عن طريق الجغرافيا، كما ارتبط أساساً بمبدأ التخطيط ألذى ظهر اول ما ظهر فى الاتحاد السوفيتي سابقاً ثم لم يلبث ان انتشر فى كثير من بلاد العالم المتقدم، وقد استطاع الجغرافيون ان يثبتوا جدارتهم بما قدموه من دراسات المدن بعد أن تقم فرع جغرافية المدن، ومن دراسات للمناطق الريفية بعد أن تقدم فرع جغرافية الريف، وصكان ما قدموه فى هذين المجالين خير معين لتخطيط المدن والريف، هذا فضلاً عن ظهور فكرة الإقليمية والمسح الجغرافي للأقاليم مما ترتب عليه تمكن الجغرافيين من الإسهام الجدي فى التخطيط الإقليمي

وتنقسم الجغرافيا تبعاً لمجال دراستها إلى قسمين كبيرين كم يرى معظم الجغرافيين ، ان الجغرافيا تنقسم الجغرافيا إلى الفروع التالية : الجغرافية الطبيعية ، وهي التي تدرس علاقة الإنسان بظاهرات السطح والظروف المناخية والنبات والحيوان والتربة وغيرها ، تتجه الجغرافية الطبيعية إلى دراسة الظاهرات التي تنتشر على سطح الأرض والتي ليس للإنسان دور في ظهورها وتشكيلها وتوزيعها، وتعتمد في ذلك على العلوم الطبيعية الأصولية المقابلة لها وتستمد منها مادتها العلمية، وتهتم بدراسة مظاهر البيئة المحيطة بالإنسان، شكل الأرض وابعادها وعلاقاتها بالمجموعة الشمسية، عناصر المناخ، النبات الطبيعي، التربة، الغلاف لمائي، طبيعة باطن الأرض وقشرتها، الأنماط التضاريسية وعوامل تشكيلها الباطنية والظاهرية، باختصار تتناول الجغرافية الطبيعية دراسة الأغلفة الأربعة للكرة الأرضية وهي الغلاف الصخري والغلاف الجوي والغلاف المائي والغلاف الحيوي، ومن خلال تعريفها تظهر فروعها، وهى تنقسم إلى الفروع الأساسية اهمها: جغرافية السطح وتعرف أحياناً بجغرافية التضاريس، الجيومورفولوجيا، جغرافية البحار  والمحيطات ، جغرافية المناخ، الجغرافية الحيوية، جغرافية التربة، موارد المياه.