أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-06
1137
التاريخ: 2-11-2021
1510
التاريخ: 28-11-2021
2251
التاريخ: 28-11-2021
1770
|
الدراما المحلية هي أكثر الأنواع انتشارا في جميع محطات التلفزيون في العالم لأنها الأقرب إلى محاكاة الجمهور بكل شرائحه والأقدر لتقديم الموضوع الدرامي في استقباله والتفاعل معه لأنه يتحدث بلهجة محلية تسهل على الجمهور الكثير. والكاتب الذي يتناول حياة شعبه بمفردات قريبة وبأحداث لا يحتاج إلى عناء كبير في صياغتها وبناء شخصياتها كونها قريبة منه وتعيش معه ويسير الموضوع بين يديه بانسيابية وعدم تكليف عبر نماذج يعرفها وتتحرك أمام ناظريه. وهذا يسهل عليه إمكانية النجاح، وكلما اقترب من شخصياته اقترب من الجمهور، وكلما قربها من بيئتها أكثر وصدق في معالجتها كلما اقترب من درجة النجاح، وكلما استطاع أن يقتنص الفكرة المناسبة للظروف الموضوعية للمجتمع وعالجها بطريقة يتقبلها المتلقي المحلي كلما حقق تفوقا ونجاحا. وهذا يتطلب من الكاتب أن يكون دقيقا في اختيار الفكرة وذكيا في طريقة معالجتها وعارفا بشخصياته التي ستجسد الأحداث قادرا على عرضها بمفردات بينتها ولا تكون دخيلة عليها أو بعيدة من واقعيتها، ومن ذلك يتبين لنا أن يكون الكاتب المحلي قد أدرك مفردات الحياة المحلية وصدق في تناولها ليقترب بها من حياة المتلقي ولا يزج نفسه في تناول موضوع غريب عنه أو أن معلوماته قد جاءت من خلال السماع دون التثبت منها أو قرا عنها دون الغوص في تفاصيلها ومعايشتها عن قرب ولان كل موضوع له خصوصياته وطريقة خاص في التناول أيضا. فما يطرح من موضوع ليس بالضرورة أن يستقبله الجمهور بنفس الدرجة من القبول والفهم والمشاركة الوجدانية. وهذا يشير إلى أن الكاتب المحلي يجب أن يحدد تفاصيل الموضوع وما يريد أن يناقشه فيه. من خلال ثقافة الكاتب وموقفه، لأنه نتيجة دراسة حياة ومشاهدات ذكية واعية تستطيع أن تفرز هموم ومشاكل هذا المجتمع لتقديمه على شكل نص درامي تلفزيوني تؤكد موهبة كاتبه ومعرفته بعادات وتقاليد وأعراف هذا المجتمع والظروف المحيطة به والعوامل المؤثرة فيه، طقوسه وتعاليمه الروحية، علاقاته، وهذا يدعوه إلى أن يكون واحدا من هذه البيئة لا طارئا عليها أو ضيفا لكي يستطيع أن يقول كلمته وأن تنفذ هذه الكلمة إلى قلب المتلقي وليس إلى عقله فحسب وأن يقدم أحداثا قريبة للواقع في تفاصيلها وتحاكي النفس والوجدان وأن يعيشها ويتعرف على تفاصيلها كما هي الحال في قضية طرحة لواحدة من الجرائم أو المعاناة من مرض عضال أو مناقشة عرف من الأعراف لكي يتحقق القدر الكافي من المصداقية والمحاكاة.
من كل هذا يتضح لنا أن يحدد الكاتب مكان وزمان وقوع أحداثه وأن يتعامل معها وفق تلك الظروف مع الأخذ بنظر الاعتبار كل المفردات المؤثرة في هذه الظرفية مثل تناول موضوع يحدث في الريف يختلف عنه في الحضر كما هو عن البدو وهذه أنواع أخرى من الكتابة المحلية، حيث أن الكاتب الذي أبدع في تناول مواضيع ريفية كان قريبا منها في طرحة وقد يحقق نفس الكاتب عندما يطرح موضوعا مدنيا (حضريا) ولم يوفق فيه وبالعكس، وهذا يدل على أن من الضروري أن تكون أكثر واقعية وأن نجاري العلم والتطورات الحضارية في حركتها وتتخصص بهذه التخصصات الدقيقة ليكون علم الدراما علما منسجما مع تطور الحياة وحركة التاريخ وليس بعيدا عنها فالاختلاف واضح بين تلك الأجواء في اللهجة كمفردات ومعان واتساق وفي العلاقات الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء. فالكاتب الدرامي الذي كتب عن المدينة ومفردات المجتمع المدني لا يمكنه أن يكتب عن المجتمع الريفي بعاداته وتقاليده والعلاقات التي تسود هذا المجتمع بنفس الدرجة من المصداقية والاقتراب من الحقيقة وبالتالي تحقيق قدر من النجاح والتفاعل أو القبول على اقل تقدير وبعكسها يكون مثيرا للاشمئزاز أو الشفقة ومن ثم الفجوة التي تحصل بين ما قدمه وما يمكن أن تؤديه أدواته في التأثير المطلوب وتحقيق قدر من النجاح في غرز القيم والتجربة التي أنتجها قلمه أو يكون ذلك هباء منثورا إذا ما أعطى مردودا عكسيا، وبالتالي يخسر الكاتب الكثير من رصيده لكتابات أخرى.
فالريف له مفردات حياتية لا يمكن تقديمها إلا من خلال أبناء تلك البيئة الموهوبين الذين يستطيعون كتابة الأعمال الدرامية التلفزيونية لأنهم من رحم هذه البيئة وتحقق النجاح أو درجة من الإقناع أكثر لدى المتلقي. كما أن ابن البادية الذي درس الدراما ألهمه الله سبحانه وتعالى ملكة الكتابة الدرامية يكون أكثر صدقا وتأثيرا ونجاحا عندما يكتب موضوعا دراميا تلفزيونيا يتحدث عن بيئته. وهكذا فإن الكاتب المحلي هو نوع من أنواع الكتاب الدراميين.
ولكنه لابد وأن يكون متخصصا وليس كانبا شاملا كما أسلفنا للأنواع الأخرى ولا يبرر الكاتب بأنه منحدر من تلك البيئة أو عاش بها فترة عمل أو قضى فيها إجازة وأن طالت لأن لكل بيئة إضافة إلى خصوصياتها فإن لها تراث قيمي وثقافي لا يمكن طرحه إلا من قبل أهله ولان من يكتب اعتمادا على ما ذكرنا كمن يكتب على مجتمع آخر أو زمن غير زمانه. ولهذا فالإخفاق سيكون نصيبه أو سيتعرض إلى انتقادات كثيرة وبالتالي لا يمكن إيصال رسالته كاملة مهما بذل من جهد، وما دام الكاتب مبدعا له أهدافه ونواياه التي يطمح بتحقيقها وأن كانت مخلصة صادقة أمينة وهو المعلم الكبير الذي يحمل رسالة إنسانية نبيلة فلابد من إدراك قيمتها والعمل على خدمتها لتقديم أعمال درامية تدفع بالمجتمع للتقدم وتحصنه من الزلل والأخطاء وتكشف أمامه السبل نحو الخير والمحبة والسعادة والسلام من خلال الايمان بما يكتب وتوخي الصدق والأمانة.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|