أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2023
1082
التاريخ: 1-11-2021
1611
التاريخ: 1-11-2021
1375
التاريخ: 9-1-2023
1718
|
السؤال : سؤالي يتعلّق بموقع رأس الحسين بعد أن قطع عن جسده الشريف ، وأخذ ليعرض لعدوّ الله والأُمّة ، السفّاح يزيد بن معاوية في دمشق؟
الجواب : لقد اختلفت الروايات والأقوال في ذلك إلى سبعة أقوال ، بل ثمانية كما سيأتي بيانها ، ولمّا كان القطع واليقين محالاً في بعضها ، وإن ذهب إلى القول بذلك بعض الأعلام ـ كما سيأتي بيانه ـ غير أنّ أقربها للقبول والمعقول هو ما اشتهر عند العلماء من الفريقين الشيعة والسنّة ، بأنّه أُعيد إلى جثّته عليه السلام بعد أربعين يوماً ، وهذا الاتفاق يوحي باطمئنان الرجحان في ذلك.
والآن نبيّن الأقوال ، ونستعرض أسماء القائلين بها تنويراً لكم :
القول الأوّل : إنّه مدفون بكربلاء عند جثّته الطاهرة ، أُعيد إليها بعد أربعين يوماً ، ذهب إلى ذلك من أعلام الفريقين :
1 ـ هشام بن محمّد بن السائب الكلبيّ ، حكى ذلك عنه السبط ابن الجوزيّ في تذكرة الخواص (1) وغيره.
2 ـ السيّد المرتضى ، حكى ذلك عنه كلّ من الطبرسيّ في « أعلام الورى » ، وابن شهر آشوب في « المناقب » (2).
3 ـ الشيخ الطوسيّ ، حكى ذلك عنه ابن شهر آشوب في « المناقب » ، وقال عنه أنّه قال : ومنه زيارة الأربعين (3).
4 ـ الحافظ ابن شهر آشوب ، ذكر ذلك في « المناقب » كما أشرنا إليها آنفاً.
5 ـ الفتّال النيسابوريّ ، ذكر ذلك في « روضة الواعظين » (4).
6 ـ الشيخ الطبرسيّ ، ذكر ذلك في « أعلام الورى » كما أشرنا إليه آنفاً.
7 ـ ابن نما الحلّيّ في « مثير الأحزان » ، حيث قال : « والذي عليه المعوّل من الأقوال أنّه أُعيد إلى الجسد ، بعد أن طيف به في البلاد ودفن معه » (5).
8 ـ العلاّمة المجلسيّ في « بحار الأنوار » ، حيث قال : « والمشهور بين علمائنا الإمامية أنّه دفن رأسه مع جسده ، ردّه علي بن الحسين عليهما السلام » (6).
9 ـ القزويني في « عجائب المخلوقات » ، حيث قال : « في العشرين من صفر ردّ رأس الحسين عليه السلام إلى جثّته ».
10 ـ ابن حجر الهيثميّ في شرحه همزية البوصيريّ ، حيث قال : « أُعيد رأس الحسين بعد أربعين يوماً من مقتله ».
11 ـ المنّاويّ في « الكواكب الدرّية » ، حيث نقل اتفاق الإمامية على أنّه أُعيد إلى كربلاء ، ولم يعقّب بشيء ، وحكى ترجيحه عن القرطبي ، ونسب إلى بعض أهل الكشف أنّه حصل له اطلاع على أنّه أُعيد إلى كربلاء (7).
12 ـ الشيخ الشبراويّ في « الإتحاف بحبّ الأشراف » ، قيل : إنّه أُعيد إلى جثّته بعد أربعين يوماً (8).
13 ـ وأخيراً : قال أبو الريحان البيرونيّ : « وفي العشرين ـ أي من صفر ـ رُدّ رأس الحسين إلى جثّته حتّى دفن مع جثّته » (9).
فهذا القول هو الراجح والأولى بالقبول ، لاتفاق كثير من أعلام الفحول من الفريقين ، الدالّ على القبول حسب النقول.
القول الثاني : إنّه عند أبيه بالنجف ، لورود أخبار بذلك وردت في الكافي والتهذيب وغيرهما ، لا تخلو بعض أسانيدها من المناقشة.
القول الثالث : إنّه مدفون بظهر الكوفة دون قبر أمير المؤمنين عليه السلام ، كما في خبر عن الإمام الصادق عليه السلام رواه الكلينيّ في الكافي.
وهذان القولان من مختصّات الإمامية ، ولم يقل بها أحد من غيرهم.
القول الرابع : إنّه دفن بالمدينة عند قبر أُمّه فاطمة عليها السلام ، قال به ابن سعد في « الطبقات » (10) ، وقال به غيره.
القول الخامس : إنّه بدمشق بباب الفراديس ، حكاه سبط ابن الجوزيّ عن ابن أبي الدنيا ، وكذا ذكر البلاذريّ في تاريخه ، وكذا الواقديّ (11).
القول السادس : إنّه بمسجد الرقّة على الفرات بالمدينة المشهورة ، حكاه السبط أيضاً عن عبد الله بن عمر الورّاق (12).
القول السابع : إنّه بمصر ، نقله الفاطميون من باب الفراديس إلى عسقلان ، ثمّ نقلوه إلى القاهرة ، وله فيها مشهد عظيم يزار ، نقله سبط ابن الجوزيّ (13).
القول الثامن : إنّه في حلب ، أشار إليه ابن تيمية في رسالته جواباً عن سؤال عن رأس الحسين عليه السلام ، وهي مطبوعة حقّقها وطبعها محبّ الدين الخطيب ، وقد تجاوز الحدّ في سوء الأدب مع الحسين عليه السلام حتّى علا وغلا على صاحب الرسالة في حماه المسعورة.
وقد ساق ابن تيمية سبعة وجوه في نفي أن يكون الرأس مدفوناً بالقاهرة ، متحاملاً فيها على من يقول بها ، ولم تخل الرسالة متناً وهامشاً من تعريض وتصريح بالحسين ونهضته ، ودفاع عن يزيد وجريمته ، ولا يستنكر اللؤم من معدنه ، فجزى الله كلاّ على نيّته ، وحشره مع من يتولاّه ، إنّه سميع مجيب.
ولنختم الجواب بما قاله السبط ابن الجوزيّ في تذكرة الخواص : « وفي الجملة ، ففي أيّ مكان كان رأسه أو جسده فهو ساكن في القلوب والضمائر ، قاطن في الأسرار والخواطر ، أنشدنا بعض أشياخنا في هذا المعنى :
لا تطلبوا المولى الحسين بأرض شرق أو بغرب
ودعوا الجميع وعرّجــوا نحـوي فمشـهده بقلبي » (14) .
ونضيف نحن قول ابن الورديّ في تاريخه :
أرأس السبط ينقل والسـبايا يطاف بها وفوق الأرض رأس
وما لي غير هذا السبي ذخر وما لي غير هذا الرأس رأس (15)
_______________________
1 ـ تذكرة الخواص 2 / 206 ط المجمع العالمي لأهل البيت.
2 ـ إعلام الورى 1 / 477 ، مناقب آل أبي طالب 3 / 231.
3 ـ مناقب آل أبي طالب 3 / 231.
4 ـ روضة الواعظين : 192.
5 ـ مثير الأحزان : 85.
6 ـ بحار الأنوار 45 / 145.
7 ـ الآثار الباقية : 294.
8 ـ الكافي 4 / 571 ، تهذيب الأحكام 6 / 35.
9 ـ الكافي 4 / 571.
10 ـ الطبقات الكبرى 5 / 238.
11 ـ لواعج الأشجان : 248.
12 ـ المصدر السابق : 249.
13 ـ نفس المصدر السابق.
14 ـ تذكرة الخواص : 2 / 209 ط المجمع العالمي لأهل البيت.
15 ـ تاريخ ابن الوردي 1 / 165.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|