أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016
3071
التاريخ: 12-4-2017
2191
التاريخ: 19-11-2017
2531
التاريخ: 19/12/2022
1513
|
إن المدرسة بفاعليتها العامة خطط لها ان تكون محفزاً قوياً لعناصر الثقافة، وان تكون نظرتنا إليها هكذا من هذا المنطلق إضافة إلى وظيفتها التـربـويـة.. إلا أننا في واقعنا العام (غالباً ما نهتم بجوانبنا الـتـربـويـة والتعليمية، على قدر من الأهمية والقداسة، ونضعها في المقام الأول نوعاً ما - من قضايانا المختلفة، ومن اهتماماتنا المتعددة وهذا شيء طبيعي، وأساسي، وله ضرورته الملحة في بنيتنا الإنسانية، وإعداد كينونتنا في التصرف والسلوك بوصفها - أي الجوانب التربوية والتعليمية - المدخل إلى المعارف وتنظيم السلوك الجيد، والوصول إلى الوعي العام، وطرائق الابتكار وغيرها من القيم والسمات التي تدخل في تقويم حياتنا ، وإعدادها وفقاً للمنهجية التربوية السليمة، التي تجعل من الفرد عنصراً إيجابياً، فاعلاً ضمن المجموع في المجتمع)(۱).
ومع الأهمية الكبيرة التي تحملها القيم التربوية، ومنهجيتها، وطرائقها التعليمية في تقويم الإنسان وإعداده، إلا أنها تقصر في الوصول إلى إشغال كامل وعي الإنسان وفكره، وإملاء الفراغ الثقافي إملاء كاملاً وتعجز عن تفعيل طاقاته وقدراته وإبداعاته بشكل واضح، دون إسناد معرفي آخر يعين الفكر والوعي والمخيلة، على إنضاج كوامن الطاقات، ومحفزات القدرات الأخرى، ذلك هو الجانب الثقافي، الذي يعد من الأساسيات المكملة للأساسيات التربوية والتعليمة..
لذا حين يعمد الطالب الجامعي، وفي المراحل الدنيا الأخرى للاهتمام بمنهجية دروسه المؤسسية والوظيفية فحسب، دون ان يعمق هذه الدروس ومغذياتها بمؤثرات ثقافية واسعة تدعم قيمه الدراسية وعناصرها، ومفاهيمه التعليمية سنراه تقليدياً في وعيه، وفي ثقافته، ومحدوداً في معارفه وتطلعاته..
صحيح ان هذا الطالب هو نتاج منهجه الدراسي، وسلوكه ووعيه انعكاساً لهذا المنهج، وتعبيراً عن تأثيرات المؤثرات التربوية والتعليمية التي أثرت مخيلته وقدراته في مؤسسته التعليمية والتربوية، إلا ان ذلك غير كاف لتعزيز شخصيته العلمية، وتكامل سماته الثقافية المؤثرة دون الاستعانة بالمؤثرات الأخرى الداعمة لمنهجيته (المدرسية) ليتجاوز محدودية المعارف ومحددات العلوم إلى فضاء العلوم والمعارف الواسعة الأخرى، التي تتلاقح وتتفاعل فيما بينها لتحرك مكامن قدراته ووعيه، لتتفاعل هي الأخرى على تحفيز مكامن إبداعه وابتكاراته وكل ما يرغب تحقيقه بعد سني البحث والدراسة.
من هنا تلعب الثقافة دوراً كبيراً في تنشيط الوعي الدراسي، وتفاعلاته مع المعارف الأخرى لتفعيل الطاقات العلمية وبلورة رؤيتها الخلاقة في الواقع، وتفاعلاته الاجتماعية، التي غالباً ما تعكس المؤثرات الثقافية الواضحة لثقافة المجتمع، في هذا السلوك، أو هذا المنهج، فتبرز هنا أهمية الطاقة العلمية في فاعليتها، وتأثراتها في الواقع وفي ثقافة المجتمع.. وتطور هذه الطاقة يعني تطور المجتمع، وتشكل إضافة جديدة لإغناء ثقافة المجتمع.. وهذا لا يتحقق دون الاعتماد على المحفزات الثقافية إلى جانب المنهجية التربوية والتعليمية الواضحة، منذ النشأة الأولى للإنسان المتمثلة بمرحلة الطفولة، التي تمثل أرضيتها المناسبة وأساسها..
لذا اهتمت المجتمعات المتقدمة بأساسيات (ثقافة الأطفال) وعناصرها في عون الطفل ومده بالمعارف الداعمة، ونظم السلوك المتحفزة، وبناء القدرات بشكل أوسع من خلال عناصر الثقافة إضافة إلى المنهجية التعليمية في المدرسة، وقد سخرت جل إمكاناتها وقدراتها لهذا الغرض وصولاً إلى حالة التكامل الاجتماعي والثقافي، وعدت ثقافة الأطفال جانباً أساسياً في حياة الطفل وعنصراً إيجابياً يدعم جوانبه التربوية والتعليمية لا معوقاً لهذه الجوانب كما يعتقد البعض، من أصحاب النظرة القاصرة لثقافة الأطفال، بل ان البعض من هؤلاء ذهب إلى إلغاء أهمية ثقافة الأطفال، نافياً حاجتها وضرورتها، معتقداً ان وجود (المدرسة) يكفي لتعليم الطفل، وإنعاش ثقافته العامة ومعارفه، وسلوكه، وأنماط حياته، وتقوية مهاراته وخبراته.. ويمكن تأكيد ذلك بالقول: ان المدرسة هي الحاضنة المعرفية والتنظيمية للعديد من سمات الثقافة، والمدخل لها، لكنها ليست كل الثقافة، ولا بديلاً عنها، فالثقافة – مفهوماً وعلماً وسلوكاً – أوسع من المدرسة، وأشمل، كونها – أي الثقافة - اشتملت على العلوم والمعارف والنظم والقوانين والعادات والعقائد وغيرها من الكل الشامل لجوانب الحياة.. أما المدرسة فقد اشتملت على الجزء من الكل في الإطار المحدد في منهجيتها، وتفاعلاتها العاملة في مخيلة الطفل..
تعد قراءة المنهج الدراسي، إلى جانب التمعن في كتاب خارجي معين، بمثابة الاطلاع على اتجاهين من المعارف، أو تعلم علمين في وقت واحد.. وهكذا الحال بالنسبة للاطلاعات المتعددة الأخرى..
وبهذا الفهم، أصبحت متطلبات التحصيل الثقافي أكثر جدوى وأهمية إلى جانب الجدوى والأهمية الكبيرة للتحصيل الدراسي، ودون التحصيل الثقافي يصبح التحصيل الدراسي محدوداً في وعي الشخصية.. لذلك أصبح الأساس هو دعم منظومة المعارف والعلوم في التحصيل الدراسي بمنظومة العناصر الثقافية التي يشكلها التحصيل الثقافي لبناء الشخصية وتطوير قدراتها.. على ان يكون منذ الطفولة لتهيئة الاستعدادات لهذا الجانب، وتنميتها باتجاه استقبال العناصر الثقافية، والتجاوب معها، سواء في المدرسة أو البيت أو في المحيط السكني..
لذا فان التأكيد على الثقافة إلى جانب المنهج الدراسي في المدرسة (بات من الضروري، ومن الأساسيات المهمة في حياة الطفل لينشأ نشأة تربوية وثقافية واجتماعية سليمة.. والإغفال عن هذا الجانب، أو تجاهله يعني ضياع فرصة مهمة من فرص نماء الطفل وتطويره، وتجاهل حق من حقوقه الأساسية.. مع ان الطفل في أغلب المجتمعات يعاني من فقدان الكثير من حقوقه ومتطلباته وحاجاته الأساسية التي تكاد تطغي على الجانب الثقافي، إلا ان ذلك لا يلغي حاجته الأساسية للثقافة وأساسياتها في تنامي مراحله الحياتية لكي لا يكون هذا النقص في الجانب الثقافي معوقاً له في المستقبل)(2).
والانتباه إلى هذا الجانب يعد من مسؤولية الأسرة أولاً ثم المدرسة التي تكمل مسؤوليتها مسؤولية الأسرة في تنشيط الجانب الثقافي في شخصية الطفل.. ثم تأتي البيئة في المحيط الاجتماعي الواسع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ فاضل الكعبي - تفاعلات الطفل العلمية بين المدرسة والثقافة.
2ـ المرجع نفسه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|