مفهوم الجغرافية البشرية وتطورها

تتناول الجغرافية البشرية دراسة الإنسان من حيث سلالاته البشرية أو ما يعرف بالأجناس البشرية واصل هذه السلالات وتطورها ، فضلاً عن توزيع لسكان والعوامل المؤثرة فيهذا التوزيع ، بالإضافة إلى دراسة النمو السكاني والكثافة السكانية وعلاقته بالبيئة من حيث استغلال مواردها في إشباع حاجاته عن طريق ممارسة الأنشطة الاقتصادية المختلفة مثل الزراعة والصناعة والثروة المعدنية والثروة السمكية والنقل والتجارة والخدمات، كذلك يتعامل الإنسان مع بيئته في اختيار مواقع السكن الخاص به سواء في المدن أو القرى.

الجغرافية البشرية فرع من الجغرافيا يدرس النماذج والعمليات التي تصوغ تعامل البشر مع البيئة مع تركيز على، أسباب ونتائج التوزيع المكاني للنشاطات البشرية على سطح الأرض الذي يركز على دراسة الأنماط والعمليات التي تشمل التفاعل البشري مع البيئات المختلفة، ويضم الجوانب البشرية والسياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وبينما لا ينصب التركيز الأساسي للجغرافية البشرية على السطح الطبيعي للأرض (الذي هو مجال الجغرافيا الطبيعية، فإنه يصعب مناقشة الجغرافية البشرية بدون الإشارة إلى السطح الطبيعي الذي تجري عليه الأنشطة البشرية ، وجغرافية البيئة تبزغ كوصلة بين الاثنين، والجغرافية البشرية هي أحد فروع التي تهتم بدراسة العالم، وشعوبه، المجتمعات، والثقافات مع التركيز على العلاقات بين المكان والبشر، تختلف الجغرافية البشرية عن الجغرافية الطبيعية بصفة أساسية في تركيزها على دراسة الأنشطة البشرية وتقبلها لمناهج الأبحاث النوعية كحقل علمي ، وتتميز بتنوعها خاصة فيما يتعلق بالأساليب والمداخل الفلسفية للدراسة.

وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها الا لفترة محدودة بينما الحاجة اليها يجب أن تحكون جديدة وعليه فإن من الصعوبة على الجغرافي أن يضع تعميماته وبشكل ثابت لان المعلومات الاقليمية البشرية متغيرة بينما يكون ذلك ممكنا من الجوانب الطبيعية  كحما ان المعلومات الحه تجمع عن الإقليم تبكون واسعة وكبيرة مما تظهر الصعوبة في الدراسة ، وكذلك لا يمكن أن تكون القواعد والتعميمات التي تصدر عن دراسة الجغرافيين لمنطقة معينه واحدة متجانسة وأبرز الدراسات الاقليمية ظهرت من الجغرافيين الفرنسيين وذلك بين 1927- 1948 وهذه من توجيهات فيدال دي بلاش مؤسس المدرسة الفرنسية الحديثة وقد أخذ بها معظم الجغرافيين في فرنسا مثل البرت ديما نكون الذي عد التماثل والتكامل ما بين الخصائص الطبيعية والبشرية هي الإساس للجغرافية الاقليمية ومع هذا فإن معظم الجغرافيون يعدون هذا النمط من الجغرافية كلاسيكيا .

وتتناول الجغرافية البشرية دراسة الطاهرات البشرية على سطح الأرض ومدى التأثير المتبادل بينها وبين بيناتها الطبيعية والصور الاجتماعية الناجمة عن تفاءل الإنسان مع بيئته المحلية مثل توزيع السكان وانماط العمران حضرياً صان ام رياضيا ، كما تشمل دراسة النشاط البشري ومؤثراته وتوزيعاته، وكذلك التركيب السياسي للدول كظاهرات جغرافية تمثل مساحات من سطح الأرض لها حدودها الاصطناعية المتفق عليها وإمكانياتها الاقتصادية والبشرية وما يترتب على ذلك من   مشكلات يواجهها وتؤثر فيها الظروف الجغرافية السائدة على المستويين الإقليمي والعالمي.

لقد تعددت التعريفات التي تحاول تحديد مفهوم الجغرافية البشرية ومازالت تتراكم، لكنها وحتى اليوم لم تتفق على تعريف واحد جامع مانع يحدد مجال الجغرافيا وطبيعته تحديداً دقيقاً ، ويرجع ذلك بلا شك إلى اتساع مجال الدراسة الجغرافية ونمو هذا المجال باستمرار وقد خضعت الجغرافية البشرية كغيرها من العلوم لكثير من التغيير والتطوير صما عانت أيضاً من اختلاف العلماء والمفكرين فى عدم التحديد الدقيق لتعريفها ووظيفتها ومفهومها، وهكذا تباينت الآراء والأفكار التي تعرضت لتحديد وتعريف علم الجغرافيا، ولذلك فإنه من الصعب اختيار او صياغة تعريف واحد متفق عليه بين العلماء والمفكرين