المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17615 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة مؤتة وما بعدها إلى فتح مكة
2024-11-02
من غزوة خيبر إلى غزوة مؤتة
2024-11-02
غزوة خيبر
2024-11-02
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02



تفسير الآيات [116 الى 118] من سورة البقرة  
  
1658   01:32 صباحاً   التاريخ: 15-07-2015
المؤلف : محمد جواد البلاغي
الكتاب أو المصدر : الاء الرحمن في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج1, ص120-121
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تحليل النص القرآني /

قال تعالى : {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [البقرة : 116 - 118] .

{وقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً} والقائل بذلك النصارى بل وغيرهم ممن أخذوا عنه كاليونان وغيرهم والبراهمة والبوذيين إذ جعلوا زعماء ديانتهم آلهة مولودين من اللّه‏ {سُبْحانَهُ‏} تنزيها وتعظيما له عن ذلك‏ {بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ‏} والكل سواء في انهم مخلوقون للّه وللّه وملكه‏ {كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ}‏ ذكروا من معاني القنوت الخشوع والطاعة أي خاشعون او مطيعون بالانقياد لخالقيته وقدرته وإلهيته فأين الولدية والإلهية من المخلوق وجاء قانتون بالجمع المذكر السالم تغليبا { بَدِيعُ‏}مبالغة في مبدع أي منشئ ومخترع‏ {السَّماواتِ والْأَرْضِ‏} لا باحتذاء مثال قبلها {وَإِذا قَضى‏ أَمْراً} أي خلق وصنع كقوله تعالى في سورة فصلت‏ {فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ}‏ وقول أبي ذويب‏

»وعليهما مسرودتان قضاهما

داود او صنع السوابغ تبع«

والأمر الشي‏ء او الحادث‏ {فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ}‏ أي لا يحتاج الى تمهيد مقدمات ومعدات يحتاج إليها وجوده ويمتنع بدونها. بل الأشياء طوع ارادته يريد فيكون وقوله تعالى‏ {يَقُولُ لَهُ كُنْ‏} إنما هو كناية عن ارادته بما يظهر به الناس إرادتهم وهو أمرهم‏ {فَيَكُونُ}‏ تفريع على‏ {يَقُولُ‏} وليس جزاء لقوله تعالى‏ {كُنْ}‏ لأن الكون بعد الفاء هو نفس الكون المأمور به لأجزائه المترتب عليه وتوهم انه جزاء لذات الطلب او للكون مع الطلب مدفوع بأنه لو صح لوجب أن ينصب قوله تعالى‏ {فَيَكُونُ‏ (116) وقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}‏ بمواقع حكمة اللّه وحجته ودلالة آياته‏ {لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ‏} لو لا هنا بمعنى هلا للعرض والطلب والمراد تكليمه لهم بخصوصهم‏ {أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ} خاصة بهم بحسب اقتراحهم عتوّا واستكبارا كما حكاه اللّه عنهم في سورة الاسراء المكية من قوله تعالى  {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ..الى قوله :  حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ} [الإسراء: 90 - 93] ‏ {كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ‏} في الاقتراح الفاسد مع انهم شاهدوا ما تقتضيه الحكمة من الآيات والدلائل حيث قال اليهود {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة : 55] وذلك بعد ما رأوا الدلائل على رسالة موسى كآية العصا وشق البحر {تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ‏} في الضلال والكفر بالآيات البينات. ولو جرت الآيات على حسب اقتراح المقترحين من المنهمكين بالضلال والمماراة لخرجت عن كونها آيات بل صارت بذلك أمورا عادية لا تقوم بها حجة فضلا عن ان كثيرا منهم يطلب المستحيل عقلا كقول {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة : 55] وهل الآيات إلا ما تقتضيه الحكمة بحسب حال المدعوين إلى الإيمان مما يفيد اليقين وتقوم بالحجة وقد جاء رسول اللّه «صلى الله عليه واله وسلم» بذلك على أحسن وجه‏ {قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ‏} بما يوجب اليقين بدلالته الكافية ولا يمارون فيها بعناد الضلال وتحكم الأهواء فقد نزل القرآن معجزا على ما تقتضيه الحكمة من وجوه عديدة فاستنار بيقينه الموقنون وقطع المعاذير على الجاحدين والمرتابين إذ تحداهم بالإتيان بعشر سور او سورة من مثله. قلت وقد أشير إلى شي‏ء من ذلك في الفصل الأول من المقدمة ولا تأس يا رسول اللّه من قول هؤلاء.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .