المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



تفسير الآيات [34،35] من سورة البقرة  
  
2127   05:00 مساءاً   التاريخ: 12-06-2015
المؤلف : محمد جواد البلاغي
الكتاب أو المصدر : الاء الرحمن في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج1 , ص85-86
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تحليل النص القرآني /

قال تعالى : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة : 34، 35] .

{وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ‏} الظاهر ان «إذ» هنا كسابقتها في المعنى والعامل وان قوله تعالى‏ {فَسَجَدُوا} إلى قوله تعالى‏ يا بَنِي إِسْرائِيلَ‏ يكون تفريعا وتفسيرا لما حدث في ذلك الحين. والأمر للملائكة بالسجود شامل لإبليس لاندماجه حينئذ في زمرتهم وان كان في الأصل من الجن وقد علم إبليس بشمول الأمر له ولذا لم يعتذر بأن الأمر لم يكن شاملا له بل التجأ في استكباره إلى القياس .. والسجود يجوز ان يكون لآدم ابتداء بعنوان التكريم لا العبادة. فإن السجود الذي يختص باللّه ويمنع العقل والشرع ان يؤتى به لغيره إنما هو ما كان بعنوان العبادة والخضوع بعنوان الإلهية. ويجوز ان يكون للّه شكرا على خلقه لآدم وما له ولبعض ذريته من الفضل ومن ذلك يحصل لآدم نوع من التكريم والتعظيم وبهذا الاعتبار قال اللّه‏ {اسْجُدُوا لِآدَمَ‏} والوجه الأول أظهر من اللفظ. وإن ثبت في شرعنا تحريم مطلق السجود لغير اللّه فلم يثبت المنع منه حتى في ذلك الحين‏ {فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى‏} عن السجود {وَاسْتَكْبَرَ وكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (35) وقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} يقال لامرأة الرجل زوج وزوجة والأول هو اللغة العالية وبها جاء القرآن. والجنة اسم للبستان‏.

وروى الكليني وابن بابويه مسندا والقمي مرفوعا عن أبي عبد اللّه‏ (عليه السلام) ان جنة آدم من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ولو كانت من جنان الآخرة او الخلد لما أخرج منها انتهى. وهذا لا يستلزم كونها في الأرض‏.

{وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما} الأمر بالأكل كالأمر بالسكنى في الجنة إنما هو للاباحة والإنعام. والرغد صفة للمصدر اي اكلا رغدا رافها ليس فيه عناء وكلا من أي مكان شئتما مما يؤكل منه بلا حجر ولا نهي ارشادي‏ {وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ} لا يخفى من دلالة المقام والنظائر ورواية العياشي عن الباقر (عليه السلام) ان المراد هنا هو عدم الأكل منها لا مطلق القرب ولكن صدر النهي بصورة النهي عن‏ القرب لأجل بيان التحذر من الأكل منها كقوله تعالى‏ {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ} [الأنعام : 152] ‏. و{لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأَنْتُمْ سُكارى}‏. ولم يصح ما روي في حقيقة الشجرة. والنهي هاهنا للإرشاد. لا للتحريم بدليل قوله تعالى في بيان الحال في سورة طه المكية 115- 118 انه عدو لكما فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى‏ اي تقع في شقاء العيش ومشقته ويؤكد دلالة السياق على ذلك انه نسب الشقاء إلى آدم دون زوجته نظرا إلى ما جرت به العادة في الأرض في ان الرجل هو الذي يتعب في تحصيل المعيشة والمرأة عيال عليه‏ {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا} [طه : 118] اي في الجنة {وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} [طه : 118، 119] ولا تحتاج لأن تتعب فكرك وبدنك في تحصيل المأكول والملبوس والمشروب والشي‏ء الذي يظلك من حرارة الشمس. فلم يرتب على إخراج إبليس لهما اثم معصية وفسق خروج عن الطاعة ولا حذّره من ذلك كما يقتضيه اللطف فالنهي لمحض الإرشاد إلى ان لا يقع في ورطة الأكل المستتبع بحسب الحكمة للخروج من نعيم الجنة إلى شقاء عيش الأرض وتعبه. وإن مخالفة النهي الإرشادي تسمى ايضا معصية وما كلّ معصية تساوي الذنب والإثم‏ {فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ}‏ لأنفسكما بالخروج من النعيم إلى التعب. ومثل هذا الظلم لا يستوجب ذما ولا يعد ذنبا. والظلم في اللغة يساوق وضع الشي‏ء في غير محله.

وضدّ الإنصاف او العدول ومنه الحديث لزموا الطريق فلم يظلموه اي لم يعدلوا عنه. ولقد اغرب من قال ان الظلم اسم ذم لا يجوز ان يطلق على غير المستحق للعن لقوله تعالى‏ {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود : 18] ‏. أ فلا يدري ان الآية المذكورة وردت في سورة الأعراف 42 وسورة هود 21.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .