المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تفسير الآيات [21 - 23] من سورة آل‏ عمران  
  
1490   05:26 مساءاً   التاريخ: 12-06-2015
المؤلف : محمد جواد البلاغي
الكتاب أو المصدر : الاء الرحمن في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج1 , ص267-269
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تحليل النص القرآني /

قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22) أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى‏ كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وهُمْ مُعْرِضُونَ} [آل عمران : 21، 23]

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ ويَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍ}‏ بيان لأن قتل النبيين لا يكون إلا بغير الحق‏ {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ} وهو الحق والمعروف وقيل العدل‏ {مِنَ النَّاسِ‏} من العباد الصالحين من غير النبيين‏ {فَبَشِّرْهُمْ}‏ يعني القاتلين الكافرين‏ {بِعَذابٍ}‏ في الآخرة {أَلِيمٍ}‏ وعبر بالتبشير للسخرية بهم والتوبيخ لهم. ودخلت الفاء على بشرهم لأن الخبر هنا بمنزلة الجزاء المتفرع على الكفر وقتل النبيين كما في قوله تعالى‏ {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة : 38] {أُولئِكَ الَّذِينَ}‏ لأجل ما ذكر من كفرهم وقتلهم للأنبياء والصالحين‏ {حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ}‏ التي فيها حسن كالإحسان الى الفقير والعاني ونحو ذلك فلا أثر لها في استحقاق الجزاء والتخفيف عنهم بل سقطت‏ {فِي الدُّنْيا والْآخِرَةِ وما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ}‏ ينصرونهم على اللّه وينجونهم من عذابه {أَلَمْ تَرَ} أي ألم يصل علمك‏ إِلَى‏ حال‏ {الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً} أي حظا وبعض الشي‏ء {مِنَ الْكِتابِ‏} لا يبعد أن يكون المراد هنا التوراة والإنجيل أي من جنس الكتاب وان روي ان مورد النزول هم بعض اليهود. وعبر بالنصيب من الكتاب باعتبار ان التوراة والإنجيل قد حرّفا وبدلا في أكثرهما ولم يبق منهما على ما أنزل إلا البعض وهو النصيب الذي بقي من التوراة لليهود والنصارى المعاصرين لرسول اللّه ومن الإنجيل الذي بقي للنصارى منهم. فقد بقي من التوراة إيمان ابراهيم وتوحيده وتاريخه المبين انه كان قبل اليهودية والنصرانية واقاويلها في الدين والتوحيد. وبقي فيها البشرى لبني إسرائيل‏ بأن اللّه يرسل نبيا من إخوتهم أي من ولد إسماعيل لا منهم ويجعل كلامه في فمه كما في الفقرة الخامسة عشرة الى العشرين من الفصل الثامن عشر من سفر التثنية. وبقي فيها حكم القصاص في النفس والعين والسن والجروح كما في العدد الحادي والعشرين من الفصل التاسع عشر منه.

وبقي في الإنجيل شي‏ء من الدعوة الى الاعتراف بأن اللّه هو الإله الحقيقي وحده وان عيسى رسوله كما في العدد الثالث من الفصل السابع عشر من إنجيل يوحنا. وبقيت البشرى برسول اللّه احمد «بيركلوطوس» وان حرّفوه الى «بيراكليطوس» وعبروا عنه «فارقليط» و«المعزي» كما في الفصل السادس عشر والسابع عشر من إنجيل يوحنا. وحال هؤلاء انهم‏ {يُدْعَوْنَ إِلى‏ كِتابِ اللَّهِ‏} وهو القرآن الذي قامت عليهم الحجة بأنه كتاب اللّه بدلائل اعجازه وبشرى كتبهم‏ {لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ‏} وهم الأكثر {وَهُمْ مُعْرِضُونَ‏} عن القرآن ودلائل حجته. ومنهم من وفق للإسلام والخضوع لأحكام اللّه في قرآنه المجيد. ومقتضى روايتي الدر المنثور ومجمع البيان عن ابن عباس هو ان المراد من كتاب اللّه الذي يدعون اليه هو التوراة. وكفى بذلك موهنا للروايتين فإن التوراة كانت حينئذ محرفة بأشد التحريف كما تراها الآن فكيف يسميها القرآن «كتاب اللّه»

روي في الدر المنثور عن ابن عباس‏ ان رسول اللّه «صلى الله عليه وآله وسلم» دعا اليهود الى حكم التوراة بأن ابراهيم لم يكن يهوديا، ويوهن هذه الرواية بعد غض النظر عن سندها ان التوراة ليس فيها ان ابراهيم لم يكن يهوديا وغاية ما فيها ذكر التاريخ المضطرب ومنه ان اللّه أوحى اليه أن نسله أي بني إسرائيل يستعبدون ويذلون في ارض غريبة أي ارض مصر اربعمائة سنة «1» وقالت التوراة ايضا في الفصل الثاني عشر من سفر الخروج ان المدة كانت اربعمائة وثلاثين سنة هذا مع ان النسخة السامرية والنسخة السبعينية قد زادتا في الاضطراب وجعلتا المدة المذكورة مدة لإقامة بني إسرائيل وآبائهم في ارض مصر وكنعان وقد تكلمنا على هذا الاضطراب في الجزء الثاني من كتاب الهدى‏ «2» فهل يدعوهم رسول اللّه الى لا شي‏ء في مثل هذا الكتاب المضطرب. وفي مجمع البيان عن ابن عباس‏ دعاهم رسول اللّه‏ الى حكم التوراة برجم الزاني.

وهذه الرواية موهونة ايضا بمضمونها فضلا عن وهنها بإرسالها وبما ذكرناه في موهن الروايتين. فإن الموجود في توراتهم ان الرجم على الفتاة التي لم يجد لها زوجها بكارة وعلى العذراء المخطوبة إذا زنت وعلى الزاني بها كما في الفصل الثاني والعشرين من سفر التثنية. واما من يكون عليه الرجم في شريعة رسول اللّه فلم تذكر فيه التوراة الموجودة الا القتل كما في الفصل المذكور والفصل العشرين من سفر اللاويين. إذن فلا يحكم رسول اللّه «صلى الله عليه واله وسلم» بالرجم على خلاف شريعته ويحتج بالتوراة المحرفة ويسميها كتاب اللّه‏.

_______________________

(1) كما في الفصل الخامس عشر من سفر التكوين عدد 13- 15 .

(2) صفحة 24- 29 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .