المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

احوال الطاهرة ام الرضا وخصوصية مولده(عليه السلام)
19-05-2015
حوامض دهنية أساس Essential Fatty Acids
26-3-2018
ملاحظات عامة حول الاقل والاكثر
5-9-2016
قول «لا أعلم»
2024-03-01
البلادونا Deadly nightshade (Atropa belladonna)
2023-04-11
الغفران مقابل التوبة وعمل الصالحات
25-09-2014


كيف سيتعامل الله سبحانه يوم القيامة مع الاطفال والمجانين  
  
2648   02:25 صباحاً   التاريخ: 14-8-2021
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص148-150
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

كيف سيتعامل الله سبحانه يوم القيامة مع الاطفال والمجانين ومن لم يصلهم التكليف؟

الجواب :

إنَّ رحمة الله جلّ وعلا شملت كل شيء وهو أرحم الراحمين ، وقد فتح كل ابواب الرحمة أمام وصول الإنسان إلى حسن عاقبته في الجنة وذلك في نقاط :

1. خلق في الإنسان الدوافع الفطرية والغرائزية لتقبّل الخير.

2. قام التشريع الإلهي على اليُسر لا العُسر والمشقّة.

3. رجَّح كفة الثواب بمضاعفة الحسنات دون السيئات كما قال تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }[الأنعام: 160].

4. سبقت رحمته غضبه وفتح ابواب التوبة والاستغفار والانتفاع بأعمال الآخرين والانتفاع بالدعاء لسائر المؤمنين وقبول هدية العمل للآخرين وفتح باب الشفاعة والعفو عن الصغائر وعدم تخليد المؤمن في نار جهنم وهكذا.

وعليه كيف نتصور حال الاطفال بين يدي الرحمة الإلهية؟! وكيف يتعامل مع المجانين ومع من لم يتمكن من معرفة الحق لظروف قد عاشها ولم يصله التكليف؟!

والجواب: ان هؤلاء الاصناف الثلاثة معذورون عند الله سبحانه للقصور لديهم ، فأما الاطفال فلا يتوجّه اليهم التكليف وكذلك من لا يملك عقلا مدركا ، واما من لم يتمكنوا من تحصيل المعرفة لقصور لديهم ولظروف طائرة منعتهم من تحصيل أي علم فسوف يعذرون بين يدي ارحم الراحمين لأنهم قاصرون. نعم من كان يقدر على اكتساب المعرفة ولو بالسؤال والتحليل العقلي ثم قصّر في ذلك وبقي شاكا في اصول دينه وضرورياته فسوف يحكم عليه بالعذاب في نار جهنم(1).

وقال آية الله دستغيب (رضي الله عنه): (جاء في باب الاطفال والمجانين والجماعة المعذورة بين الناس التي لم تكتمل عليها الحجة ومن أصيب بخلل في عقله او من عجز عن التمييز بين الحق والباطل ، جاء في هؤلاء جميعا اذا لم تستكمل عليهم الحجة من طريق آخر انهم لن يعذبوا لما في ذلك من مخالفة للعدل الإلهي)(2).

وقال في مورد آخر: (وأما الفاسق من الفئة التي شملها السؤال (من لم تتوفر لهم الوسائل الكافية لمعرفة الإسلام) فاذا كانت ذنوبه من النوع الذي يحكم العقل الفطري بقبحها والذم عليها كالقتل والحاق الظلم بالآخرين وامثال ذلك فانه لن يعد قاصرا وسيناله الحساب والعذاب جرّاء ما فعل)(3).

________________________

1- راجع دروس في العقيدة الإسلامية، ج3 ص473 و498.

2- اجوبة الشبهات ، ص103.

3ـ المصدر السابق ، ص25 – 26. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.