المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

Tutte,s Wheel Theorem
29-4-2022
تفسير سورة المائدة من آية (44_107)  
2024-01-06
Arthur Byron Coble
26-4-2017
سكين بن إسحاق النخعي الكوفي.
26-10-2017
David Allan Spence
20-2-2018
دفاع الحيوان ضد البرودة
3-2-2022


شجعهم ، حتى إن لم تَرُق لك حياتهم  
  
2312   01:35 صباحاً   التاريخ: 7-8-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص261-262
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

حين أنهت ابنتي دراستها في المرحلة الثانوية وذهبت الى الجامعة اختارت الذهاب الى جامعة مانشستر ، وأذكر أنني ذهبت معها لزيارة الجامعة وكنت آمل ان تصرف النظر عنها ، لكنها لم تفعل. لقد تربت في الريف ، ولم يكن من السهل عليّ رؤيتها تذهب للدارسة في المدينة – بعيدا عن منزلها. لم أخبرها بكل هذا ، بل شجعتها على أن تفعل ما تظن أنه الخيار الأفضل لها ، ويسعدني أنني فعلت هذا ؛ لأنني كنت مخطئاً تماماً في رأيي هذا ، ولقد استمتعت ابنتي بحياتها الجامعية تماما.

من الغباء كذلك أن تظن أن كل اختيار سيقدم عليه ابنك سيكون خياراً حكيما ، بداية من الوظيفة التي يختارها او اختيار شريكة حياته ، وصولاً الى الطريقة التي سيربي بها ابناءه. لكنه صار شخصاً بالغاً الآن ، ومن المحتمل أن يكون محقاً في خياراته بنفس القدر الذي ستكون أنت حقا به. بل ان هناك احتمال أن يكون محقاً أكثر منك لأنه يعرف نفسه أكثر مما تعرفه أنت ، وكما في المثال الذي ذكرته ، عليك ان تحتفظ بآرائك لنفسك وتشجع أولادك على ما اختاروه: فسيبدو منظرك سخيفاً للغاية إذا ما اتضح أنك مخطئ.

في بعض الاحيان ستكون محقا ، لكن حتى إذا أقدم ولدك على خيار سيئ ؛ فهذا سبب أدعي لأن تشجعه وتدعمه في خياره هذا. وإذا كنت تتبع القاعدتين 91 (التي مضمونها: اتركهم وشأنهم) و 92 (التي مضمونها: انتظر حتى يسألوك النصيحة) فلن تخبره انك لا توافق على خياره. لذا يجدر بك ان تدعمه ؛ فهذه هي حياته ، وخياراته ، وهذا ما اتفقنا عليه بالفعل ، والخيار السليم هو أن تدعمه لا أن تنتقص من قدره بانتقاد خياراته.

وهناك سبب اخر لدعم ولدك: فدعمك إياه يعفيك من الاغراء الشديد لأن تقول له: "لقد اخبرتك بهذا مسبقا" ، حين تسوء الأمور ، وهو الامر الذي يعد من أسوأ الامور قاطبة كما آمل أن تعرف ، ولا يمكن غفرانه مطلقاً تحت أي ظرف من الظروف.

إن دعمك لولدك يعفيك من الاغراء الشديد لان تقول له : "لقد اخبرتك بهذا مسبقا"، حين تسوء الامور.

بعض الابناء سوف يستاءون للغاية إذا ما شعروا بأنك لا تدعم خياراتهم. والبعض الآخر سيثورون ويقدمون على فعل ما لا تريده منهم إذا ما شعروا منك بأي ضغوط ، وحتى إذا لم يتصرف ولدك بإحدى هاتين الصورتين المتطرفتين ، فسيكون بحاجة الى ان يعرف أنك تقف في موقف محايد ، بل انك تحتاج الى ان تشجعه وتدعمه بكل ما أوتيت من قوة.

ماذا إذا كنت تعتقد حقاً أنه مخطئ؟ لا ضير في هذا – فمن المقبول أن يخطئ الانسان أحياناً ، وأنت بهذا الدعم لا تشجع طفلك على اتخاذ قرار خاطئ ، بل تشجعه على ان يقدم على فعل ما يراه هو صالحاً ، سواء كان هذا الأمر سليماً ام لا. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.