أقرأ أيضاً
التاريخ: 24/11/2022
1174
التاريخ: 10-5-2016
4950
التاريخ: 10-5-2016
3307
التاريخ: 2024-10-15
255
|
تعريف عام بتكوين أرض العراق
تمثل أرض العراق منطقة انتقال بين نوعين مختلفين من التكوينات ،احدهما حديث نسبياً يرجع الى الزمن الثالث وتمثله جبال طوروس – زاكروس في شرقها وشمالها الشرقي، والآخر قديم جداً، يراه بعض الباحثين جزءاً من قارة ﮔوند وانا لاند وتمثله هضبة بلاد العرب في غربها وجنوبها الغربي. وتبدو في شكل حوض يمتد طولياً بين الشمال الغربي والجنوب الشرقي، وينحدر سطحها انحداراً عاماً مع الاتجاه الأخير. كما يبدو توزيع تكويناتها منتظماً بدرجة كبيرة، حيث تمثل نطاقات طولية ومتوازية بصورة ملحوظة. ويتلو الحديث منها القديم فالأقدم فيما بين قاع الحوض وحافتيه المرتفعتين .وترجع معظم تكوينات القاع الى العصر الحديث . أما تكوينات الحافات فيرجع معظمها الى الزمن الثاني.
وقد تكونت في اثناء الزمن الثالث بتأثير حركتين جاءتا من جهة الشرق وقاومت كتلة بلاد العرب امتدادهما نحو الغرب. وقد ترتب على تقدم الحركتين من جهة الشرق التواء التكوينات الرسوبية في شكل عدد من النطاقات تمتد بصفة عامة متوازية بين الشمال الغربي والجنوب الشرقي . وتبدو معقدة الالتواء وشاهقة الارتفاع عند الحدود السياسية مع ايران ومع تركيا ثم تنتظم . ويزداد انتظامها كما يتناقص ارتفاعها بالاقتراب من نهر دجلة حيث تتحول الى هضاب قليلة الارتفاع وسهول . اما ما ترتب على مقاومة كتلة بلاد العرب فكان حدوث انكسار أدى الى هبوط القسم الشرقي من الكتلة الذي يكون القاعدة التي ترتكز عليها تكويناتها الرسوبية. وفيما يبدو، كان اتجاه الحركة الارضية الثانية يختلف بعض الاختلاف عن اتجاه الحركة الاولى . وكان من بين ما ترتب على ذلك حدوث انكسارات في خطوط الالتواء، فاستطاعت مياه الأمطار التي كانت تتجمع في الوديان الطولية أن تشق طريقها خلال اماكن الانكسار وتكوين النظام المائي.
ومن أوضح ما يدل على تعرض منطقة الجبال والمنطقة المتموجة في العراق لحركتين من حركات الالتواء في زمنين مختلفين ، ما يلاحظ من وجود تكوينات المجمعات البلايوسينية على قمم بعض المرتفعات وعلى سفوحها العليا مثل جبال بيخير وسلسة أوانه داغ وسلسلة تلال حمرين وكذلك منطقة المرتفعات الواقعة في شرق ليلان.
ويبدو أن الحركة الميوسينية قد رفعت التكوينات الرسوبية القديمة مكونة سلاسل جبلية، مما أدى الى نشاط كبير للتعرية المائية التي استطاعت أن تنقل من سفوح هذه السلاسل مفتتات صخرية خشنة وأن ترسبها في المنخفضات حيث تماسكت اجزاؤها بما ترسب بينها من ذرات الغرين والصلصال الجيري. أما الحركة البلايوسينية فقد أدت الى التواء بعض السطوح المنخفضة، مما سبب ارتفاع تكوينات المجمعات الى قمم بعض المرتفعات والى سفوحها العليا. كما أدت ايضاً الى حدوث انكسارات في بعض المناطق والتواءات مضاعفة في مناطق أخرى.
ويبدو ان نهر دجلة في قسمه الأوسط يجري في وادي انكساري، حيث يتضمن ظاهرات تشير الى ذلك، منها اختلاف التكوينات على جانبي بعض أجزائه. وعدا ظاهرة اختلاف التكوينات بين المناطق المتقابلة على جانبي نهر دجلة، يلاحظ ايضاً اختلاف في مستويات سطح الأجزاء المتقابلة في ضفتيه، فترتفع الضفة اليسرى عن الضفة اليمنى في بعض الامتدادات وتنخفض عنها في بعض آخر. كما يلاحظ ان هذا النهر قد شق مجراه عبر عدد من الحافات المرتفعة تتمثل على جانبيه، وقد خلفت بقاياها، في مجراه، عدداً من المساقط. ومن أوضح هذه الحافات نطاق تلال حمرين – مكحول، فقد شق دجلة طريقهُ خلالها بخانق وعر واشتهر منفذه هناك باسم الفتحة .
ويرى بعض الباحثين ان تكوينات الحجر الجيري الكريتاسي التي تكون الحافات الخارجية العليا لحوض العراق هي أقدم تكويناته الرسوبية وعليها ترتكز تكويناته الأخرى. وفي العصر الكريتاسي تقدم البحر نحو الشمال وشمل جهات واسعة في الشرق الأوسط وكان العراق من بينها. وقد ترسبت في قاع هذا البحر تكوينات كريتاسية سميكة. وفي أواخر هذا العصر أخذ البحر ينحسر تدريجياً وتكونت في مستنقعاته عروق الفحم. وتقدم البحر ثانية في الايوسين الأوسط فترسبت فوق التكوينات الكريتاسية تكوينات الحجر الجيري النيموليتي. وترى الصخور الأيوسينية بيضاء وظاهرة على السطح في بعض المناطق.
ولم يخلف تكوينات الاليكوسين آثاراً كثيرة، منها منطقة مرتفعات قره جوق. أما في الميوسين الأدنى والأوسط فقد تقدم البحر كثيراً وغمر أرض العراق وترسبت في اثناءه تكوينات من الحجر الجيري تعرف في العراق باسم الحجر الجيري الفراتي وغطت سطح تكويناته القديمة. وعندما أخذت أحوال اليابس تسود في أواخر الميوسين الأوسط ترسبت في المستنقعات المتخلفة تكوينات الفارس السفلى من الجبس و الانهيدريت والملح كما ترسبت تكوينات الفارس العليا من الصلصال الجيري ومن الحجر الرملي. ثم حدثت في الميوسين الأعلى الحركات الأرضية المشهورة بالألبية والتي تأثرت بها جهات كثيرة من سطح الارض. وقد كان من تأثيرها تكوين خطوط المرتفعات في شمال سهل العراق وفي شماله الغربي وكذلك ارتفاع سطح أرض الجزيرة.
أما القسم الجنوبي الذي يشغله السهل الفيضي في الوقت الحاضر فقد كان لايزال يكون جزءاً من بحر يغمر السواحل الجنوبية لهضبة ايران. وقد ادى ارتفاع سطح الأرض وتكوين الجبال الى سقوط الأمطار بغزارة والى تراكم الثلوج . فحدثت تعرية مائية قوية على سفوح المرتفعات ونقلت الأنهار والجداول والأودية مفتتات صخرية خشنة، كما نقلت الرمال وذرات الغرين وأرسبتها في الأحواض المنخفضة مكونة في عصر البلايوسين تكوينات البختياري(المجمعات).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|