مقا- أصل واحد يدلّ على الاندفاع والمضي قدما. فالزحف : الجماعة يزحفون الى العدوّ. والصبي يزحف على الأرض قبل المشي. والبعير إذا أعيا فجّر فرسنه فهو يزحف. وهي إبل زواحف ، الواحدة زاحفة. ويقال زحف الدبا ، إذا مضى قدما. والزحف : السهم الّذى يقع دون الغرض ثمّ يزحف.

مصبا- زحف القوم زحفا من باب نفع ، وزحوفا ، ويطلق على الجيش الكثير زحف : تسمية بالمصدر ، والجمع زحوف .

مفر- أصل الزحف انبعاث مع جرّ الرجل ، كانبعاث الصبي قبل أن يمشى ، وكالبعير إذا أعيا فجرّ فرسنه ، وكالعسكر إذا كثر فيعثر انبعاثه قال-. {إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا} [الأنفال : 15] والزاحف السهم يقع دون الغرض.

أسا- زحفت اليه وتزحّفت ، ومشيه زحف وزحوف وزحفان : فيه ثقل حركة. وزحفت الحيّة وكلّ ماش على بطنه ، وهذه مزاحف الحيّات. وزحف العسكر الى عدوّهم : مشوا اليهم في ثقل لكثرتهم .

التهذيب 4/ 369- قال الليث : الزحف جماعة يزحفون الى عدوّلهم بمرّة ، فهو الزحف ، وجمعه الزحوف. والصبي يتزحّف على بطنه قبل أن يمشى. وقال الضرير : الزاحف والزاحك : المعيى ، يقال للذكر والأنثى ، وتجمع الزواحف والزواحك. وقوله تعالى- {إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا} [الأنفال : 15] المعنى- إذا لقيتموهم زاحفين ، وهو أن يزحفوا اليهم قليلا قليلا.

والتحقيق‌

أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو حركة مع وجود دافع يوجب الثقل في الحركة ، وهذا المعنى ينطبق على حركة صفوف العسكر الى جهة العدوّ ، وعلى حركة الصبي قبل أن يمشى معتدلا ، وعلى حركة البعير إذا أعيى ، وهكذا .

فالمانع أعمّ من أن يكون وجوده من داخل كضعف أو مرض ، أو من خارج كمقابلة عدوّ فانّها كقوّة دافعة في مقابل السوق .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} [الأنفال : 15] اي إذا رأيتموهم يتحرّكون ويدبّون الى قتالكم فلا تخشوهم.

فظهر لطف التعبير بالزحف في هذا المورد ، وهو تحرّك العسكر نحو العدوّ.