المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17609 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02



قضاء اللَّه ودولة إسرائيل  
  
1032   04:45 مساءاً   التاريخ: 8-10-2014
المؤلف : محمد جواد مغنية
الكتاب أو المصدر : تفسير الكاشف
الجزء والصفحة : ج5 ، ص19ـ21.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / حضارات / اليهود /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-11 296
التاريخ: 8-10-2014 1176
التاريخ: 8-10-2014 1211
التاريخ: 8-10-2014 1179

في كانون الثاني « يناير » من هذا العام 1969 دار نقاش هادئ على صفحات جريدة الأخبار المصرية حول قضائه تعالى : { إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ } الخ » . واشترك في هذا النقاش عدد كبير من أهل العلم والرأي الغيورين على الحق ، واستمر الحوار والجدال أمدا غير قصير ، ونشرته الجريدة في أربعة أعداد ، وهي أعداد أيام الجمعة من الشهر المذكور ، وقد انقسم المشتركون في هذا الحوار إلى فريقين :

الفريق الأول يقول : ان أولى الضربتين على بني إسرائيل وقعت بيد المسلمين أيام عمر بن الخطاب لأنه فتح القدس ، وجاس هو والمسلمون خلال الديار الفلسطينية ، وفسر هذا الفريق المفسدة الثانية من بني إسرائيل بما فعلته عصابة الصهاينة في حزيران سنة 1967 وما تفعله الآن ، وفسر الضربة الثانية بأن اللَّه سيمكّن في المستقبل العرب والمسلمين من رقاب الصهاينة ، فيسترجعون منهم الأرض السليبة التي وثبوا عليها في حمى الاستعمار . . وقال هذا الفريق : ان هذا المعنى هو المراد من قوله تعالى : { ولِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ } أي ان العرب والمسلمين يحررون المسجد الأقصى في المستقبل من إسرائيل الحالية كما حرره المسلمون من قبل .

ولا مصدر لهذا التفسير إلا العاطفة والتنبؤات التي يجب تنزيه القرآن عنها ، لأنه كتاب علم ونور من اللَّه يكشف عن السنن والقوانين الكونية التي لا تتغير ولا تتبدل ، وتطرد في جميع الكائنات من الذرة الصغيرة إلى المجرات الكبيرة . . وفي الوقت نفسه يحمّل القرآن كل فرد مسؤولية العمل والجهاد والحساب عليه أمام اللَّه والضمير والناس أجمعين .

أما الفريق الثاني فيقول : إن الإفسادتين من بني إسرائيل قد مضتا ، ومضت معهما الضربتان قبل الإسلام ، وان الضربة الأولى سبقت ظهور الإسلام بنحو ألف عام وانها كانت بيد ملك بابل بختنصر أو أبيه سنحاريب الذي دمّر القدس ، وأحرق الهيكل ، وقتل من اليهود مقتلة عظيمة ، وساق من بقي منهم رجالا ونساء وأطفالا سبيا ذليلا إلى بابل .

أما الضربة الثانية فيقول هذا الفريق : انها وقعت على بني إسرائيل سنة 70 للميلاد بيد تيطس الروماني الذي حاصر مدينتهم ، ودك أسوارها ، ثم دخلها فخرب منازلها ، ودمر هيكلها ، وقتل مليون نسمة على ما قرره يوسيفوس الذي شهد الموقعة بنفسه ، عدا من باعه رقيقا في الأسواق ، وهام الباقون على وجوههم مذعورين إلى شتى أنحاء الأرض (1) .

وأيضا قال هذا الفريق : إن النص القرآني لا يشير من قريب أو بعيد إلى العصابة الموجودة الآن على أرض فلسطين ، والتي تحمل اسم إسرائيل ، لأنها ليست طائفة دينية ، ولا هيئة سياسية ، ولا دولة حقيقية ، وإنما هي في واقعها عدو جديد للعرب والمسلمين ، وهو الاستعمار الصهيوني ، أو الصهيونية الاستعمارية التي تلبس أثواب داود ، عليها الخريطة المشتهاة ، والمسجلة في التوراة الموضوعة المحرفة « من النيل إلى الفرات » . والغرض الأول والأخير هو أن يقضي الاستعمار الجديد بقيادة الولايات المتحدة على الكيان العربي والاسلامي ، ويستنزف موارد الشعوب تحت ستار اليهود .

ونخلص من هذا ان القرآن الكريم لم يشر إطلاقا إلى إسرائيل الحالية ، وان الآيات التي تحدثت عن بني إسرائيل إنما عنت الاثني عشر سبطا من نسل يعقوب ابن اسحق بن إبراهيم الذين كانوا في عهد موسى وهارون . . وهؤلاء الذين اقتحموا أرضنا بأسلحة الاستعمار ، وأموال الصهيونية ليسوا من نسل إسرائيل بن اسحق ، ولا على دينه ودين موسى ، وإنما هم مخلوق جديد . . عجيب غريب . . لم يسبق له مثيل ، لأنه مكون من أشتات لا يربط بينها رابط ، ولا يجمعها جامع من وطن أو لغة ، أو أي مبدأ إلا مبدأ العمالة لقوى الشر والاستعمار .

هذا ، إلى أن تفسير قوله تعالى : { ولِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ } تفسيره بأن اللَّه قضى وقدر بطرد الصهاينة من فلسطين يؤدي بنا من حيث نريد أو لا نريد إلى التواكل وطرح أسباب النصر الطبيعية التي بيّنها اللَّه في كتابه ، وعلى لسان نبيه ، وحثنا عليها بكلمة الجهاد تارة ، والتعاون تارة ، وإعداد العدة أخرى ، وعدم اليأس حينا ، والصبر والمثابرة أحيانا ، وبذل المال واسترخاص كل غال في سبيل الذود عن الدين والوطن ، تماما كما فعل محمد وصحابة محمد ( صلى الله عليه و آله وسلم ) والذين اتبعوهم بإحسان ، وكما يفعل الفدائيون الآن .

وبعد ، فإن اللَّه لا ولن يتولى عنا حرب إسرائيل ، ولا حرب الاستعمار والصهيونية ، وان صلينا له ورجوناه ، لأن أفضل أنواع العبادة عنده هي التضحية بكل القدرات والطاقات ضد الظلم والطغيان ، والفساد والعدوان . . ونحن نملك القدرة الكافية الوافية على طرد العدو من أرضنا السليبة ، نملك هذه القدرة بعددنا وديننا وتراثنا ومواردنا ، وما علينا إلا أن نستعملها . . ولا بد أن نستعملها في يوم من الأيام إن عاجلا أو آجلا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ من كلمة البهي الخولي . « الأخبار » المصرية 31 - 1 - 1969 .
لأن حب البقاء يحتم ذلك . . فلقد وضعنا الاستعمار والصهيونية أمام أمرين لا ثالث لهما : إما الموت ، وإما الحياة . . ولا أحد يفضل الموت على الحياة ، والاستعباد على الحرية ، والهوان على الكرامة .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .