تاريخ معرفة ودراسة الحلم الاريوفي (الحلم رباعي الأرجل)

تاريخ معرفة ودراسة الحلم الاريوفي History of Studying Eriophyids

إن تاريخ معرفة ودراسة الحلم الاريوفي أو الحلم رباعي الأرجل يمكن تلخيصه من خلال المراحل الآتية:

أولا: مرحلة ما قبل لينيوس Pre-Linneause Period

في هذه المرحلة كانت الأعراض التي تسببها أنواع هذه المجموعة تنسب لفعل الفطريات حتى سنة 1840، وأول من لاحظ هذه الحيوانات هو Reaumur عام 1737 حيث لاحظ هذه الحيوانات الدقيقة في الأورام النباتية، غير أنه ذكر أن هذه الحيوانات ما هي إلا يرقات لبعض الحشرات الصغيرة وذلك في كتابه تاريخ الحشرات ولكنه لم يربط بين وجود هذه الكائنات والانتفاخات وأطلق مصطلح الانتفاخ المسماري Nail Gall على الانتفاخات المدببة على أوراق نبات الزيزفون Linden ولكن من المعروف اليوم أن المسبب هو الحلم Phytoptus tiliae Pagenst، كما أنه أطلق مصطلح انتفاخ العفن Mold Galls على الشعيرات القطيفية.

ثانيا: مرحلة لينيوس حتى ناليبا Linneause Period

وبدأت هذه المرحلة في تسعينيات القرن الثامن عشر وامتدت حتى ثلاثينيات القرن التاسع عشر، حيث جمع علماء الفطريات خلال هذه الفترة الشعيرات القطيفية والأورام وأطلقوا عليها تسميات مثل Taphrina و Phyllerium و Erineum. وتشير مصادر هذه المرحلة إلى وجود اختلافات بين علماء الفطريات بالنسبة للتسمية التصنيفية الصحيحة للشعيرات القطيفية المختلفة، فضلا عن وجود ادعاءات من أن خيوط الشعيرات القطيفية شوهدت وهي تحمل سبورات، إلا إن تطور المجاهر مكنت الباحث Fee عام 1834 من ملاحظة الشعيرات القطيفية بشكل جيد وإنها لم تكن تحمل سبورات ولكنها تحتوي على مخلوقات دودية وعزى نمو هذه الشعيرات إلى فعل هذه الديدان واقترح نقلها تصنيفيا إلى المملكة الحيوانية. إن صغر وصعوبة رؤية الحلم الدودي في الشعيرات القطيفية والانتفاخات دفع الباحثين إلى وصفها اعتمادا على الأشكال المختلفة للانتفاخات والأورام والشعيرات والعائل النباتي الذي توجد عليه، تمتاز هذه المرحلة أيضا في إنه تم خلالها وضع اسمان لهذا الحلم هما Eriophyes و Phytoptus.

ثالثا: مرحلة أو عهد ناليبا Nalepa Period

هذه المرحلة بدأت مع نشر ناليبا لبحوثه عام 1886 وانتهت بموته عام 1929. وبالرغم من وجود آخرين ساهموا في هذه المرحلة في تصنيف الحلم رباعي الأرجل، إلا إن ناليبا يبقى الباحث الأبرز في هذا المجال خلال هذه المرحلة، لذا فقد عرفت هذه المرحلة باسمه، فقد كان ناليبا أول من ميز الفروق بين الذكر والانثى في حلم رباعي الأرجل وهو أول من وصف الأنواع على أساس التراكيب المظهرية الخارجية وكان معدل ما وصفه ناليبا حوالي عشرة أنواع جديدة في كل عام ولفترة 40 سنة وبالرغم من استخدام ناليبا لأحسن ما توفر من أجهزة حينذاك إلا إنه لم يتمكن من تمييز المخالب الريشية بصورة جيدة مما أدى إلى وقوعه في بعض الأخطاء التصنيفية.

في عام 1911 أصدر ناليبا نشرته المسماة Zoologica ذكر فيها فرضياته الأربع في التصنيف وهي:

1- الانتفاخات المتشابهة تركيبيا على عوائل ليست قريبة من بعضها تسببها أنواع مختلفة من الحلم كالبراعم الكبيرة على أشجار البتولا والبندق.

2- الانتفاخات المتشابهة تركيبيا على عوائل متقاربة تسببها نفس الأنواع مثال ذلك البثرات الورقية على التفاحيات.

3- الانتفاخات المتشابهة تركيبيا مثل الشعيرات القطيفية والانتفاخات الخرزية وانتفاخات القلف على عائل مثل الاسفندان تسببها أنواع مختلفة من الحلم مثال ذلك الأشكال المختلفة من الانتفاخات والشعيرات القطيفية على الاسفندان والجنار.

4- الانتفاخات المختلفة تركيبيا على العوائل غير المتقاربة تسببها أنواع مختلفة من الحلم.

إن مما يؤخذ على هذه الفرضيات أنها اعتمدت على المقارنة التركيبية بين الأنواع وأهملت إعطاء العادة والسلوك دورة في التصنيف. كذلك فان ناليبا استعمل التسمية الثنائية بشكل لا يتفق تماما مع قواعد التسمية العالمية حيث كان متحررا لحد ما في وضعه أسماء حلم رباعية الأرجل فقد كان هو السيد دائما والأسماء هي الخدم، إلا إن إنجازات ناليبا تفوق كثيرة الجوانب التي أخطأ فيها.

رابعا: العهد الحديث Recent Period

في هذه المرحلة ظهرت الأهمية الاقتصادية لهذا الحلم وإن اكتشاف الأنواع الضارة يتم بشكل متسارع فضلا عن إثبات مقدرة هذه الكائنات في نقل الفايروسات، كما شهدت هذه المرحلة اكتشاف ظاهرة ثنائية شكل الأنثى، كما تم إثبات أن التخصيب في الحلم الاريوفي يتم بواسطة حاملات الحيامن Spermatophore. وبالرغم مما سبق فانه لازالت هناك بعض المشاكل غير المحلولة منها:

1- لا يعرف الكثير لحد الآن عن كروموسومات الحلم الاريوفي.

2- الطبيعة الكيموحيوية لمركبات اللعاب والذي تسبب بواسطته نمو الانتفاخات.

3- تاريخ حياة أنواع الحلم الاريوفي في المناطق الاستوائية وكيف يمكن لهذه الأنواع الاستوائية أن تتجنب الدورات الجافة والرطبة.

4- إن الأنواع المكتشفة لحد الآن لازالت قليلة مقارنة بما هو موجود فعلا.