المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17615 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



أقصوصة عيسى مع حوارييه  
  
2052   05:59 مساءاً   التاريخ: 2-06-2015
المؤلف : د. محمود البستاني
الكتاب أو المصدر : دراسات فنية في قصص القران
الجزء والصفحة : ص138-142
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة نبي الله عيسى وقومه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014 1737
التاريخ: 2023-03-29 1308
التاريخ: 2023-03-29 1284
التاريخ: 2023-03-29 1288

الأقصوصة الثالثة في سورة المائدة هي : حكاية الحواريين مع عيسى ، ومطالبتهم بانزال (المائدة) من السماء.

ولنقرأ نصوص الحكاية أولا :

قال تعالى : {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة : 111، 115]

تلخيص القصة

تقول النصوص المفسرة، ان الحواريين ـ وهم وزراء عيسى ـ عليه السلام ـ أرادوا أن يزدادوا يقينا بنبوة عيسى وتطمئن قلوبهم بذلك، فسألوا نزول مائدة من السماء بدعاء خاص من عيسى حتى تكون هذه الواقعة برهانا تجريبيا على صدق نبوته، وتقول بعض النصوص ان عيسى أمر قومه بصيام ثلاثين يوما وقال لهم : ادعوا الله ما شئتم فان دعاءكم يجاب حينئذ.

إن ما يستخلصه القارئ في هذا الصدد هو ان النفس الانسانية من الممكن أن يخامرها حينا بعض الشك، أو انها على الأقل ـ بحاجة الى زيادة في التطمين. وحينما يواجهها برهان تجريبي حتمي يقع تحت مشاهدتها بوضوح، حينئذ فان معالم إيمانها تستكمل كل جوانب الشخصية.

وفي نطاق هذا القدر من المطالبة، فان السماء تقر مشروعيته ما دام يقتاد فعلا الى تحقيق اليقين بالسماء وقدراتها. بيد ان الشخصية عندما يواجهها مثل هذا البرهان التجريبي، ثم تشكك به أيضا، فحينئذ يدلنا مثل هذا السلوك على انها إما ان تكون شخصية (معاندة) أو (مريضة).

وفي ضوء هذه الحقيقة، اقرت السماء بمشروعية الطلب، وانزلت المائدة فعلا. وتحقق الاطمئنان لدى البعض.

الا ان البعض الآخر شكك في العملية ـ كما لحظنا ذلك ـ في تلخيص القصة. وحينئذ دلنا هذا التشكيك على أن اصحابه مرضى معاندين متكبرين... الخ.

اذن : هذه الأقصوصة تعالج قضية التردد الموضوعي ومشروعيته في نطاق الزيادة في الاطمئنان واليقين.

وخارجا عن ذلك، فان التردد أو الشك انما يكشف عن اعماق مريضة لا تعدو ان تكون نمطا من العناد أو السخرية أو خلل عام في الجهاز الوظيفي لدى الشخصية.

وحين نتجه إلى البناء الفني لهذه الحكاية، نلحظ : أنها تتضمن حدثا او واقعة واحدة هي (نزول المائدة) : مع ملاحظة ان الحدث يشكل نمطا من (المعجز) كما هو واضح.

وقد اختزل النص كل تفصيلات الحدث ، واوكل ذلك الى النصوص المفسرة، مكتفيا من ذلك بفقرتين : إحداهما من خلال حوار عيسى مع السماء :

{أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ }

والاخر من خلال حوار السماء مع عيسى ـ عليه السلام ـ :

{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ }

حيث يستخلص القارئ من هذين الحوارين ان المائدة قد نزلت فعلا، وان ثمة مشككين بها بعد النزول، وان العذاب واقع بهم لا محالة.

هذا النوع من الاستخلاص، لا تعقيب لنا عليه، ما دمنا أوضحنا في كل احاديثنا عن القصص القرآني، ان عملية الكشف وتركها للمتلقي انما تثري من عملية التذوق الجمالي للنص.

المهم، ان نخلص من ذلك، الى ان الحدث قد بلور لنا وجهة النظر المتقدمة، وإلى ان حوار عيسى ـ عليه السلام ـ مع السماء ـ عبر المطالبة بانزال المائدة ـ قد القى الأضواء الكافية لاستخلاص الموقف، حيث طالب عيسى بان يستثمر النزول في كونه آية أو برهانا مؤكدا لقضية الايمان أولا :

{تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا }

وأن يكون (عيدا) لتجديد التذكر بعطاء الله وقدراته، مما يبلور قضية الايمان المذكورة.

وان يكون ثالثا رزقا طيبا ينعم به الجمهور، مما يبلور ايضا قضية التذكير بنعم السماء وقدراتها.

ان هذا الحوار المتضمن للعيد، والآية، والرزق، إنما صيغ بهذا النمط، حتى يمكن بلورة قضية الايمان واليقين مقرونا بعطاء الله.

ومع تضمنه لهذه المستويات من تقرير الحقيقة المذكورة، فحينئذ لا تبقى أية مشروعية لعملية التشكيك.

وعلى العكس من ذلك ، فان أي تشكيك في هذا الصدد، انما يفصح عن مرض الشخصية، واستحقاقها لذلك العقاب الذي ألمحت به السماء.

إذا : جاءت صياغة الوقعة أو الحدث من خلال الحوار الذي أبرز نقاط الموقف الرئيسية واختزل التفصيلات،... جاءت مفصحة عن الأهمية الفنية لعملية الحوار التي تمحضت للكشف عن الحكاية. فقد لوحظ أن الآيات الاربع التي تناولت أقصوصة المائدة، إنما بنيت جميعها على عنصر الحوار دون ان يتخللها أي (سرد) في هذا المجال. ولنستمع من جديد إلى الآيات التي تمحضت للحوار بأكملها :

1 ـ اذ قال الحواريون : يا عيسى بن مريم : هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة... الخ.

2 ـ قالوا نريد ان نأكل منها وتطمئن قلوبنا...

3 ـ قال عيسى بن مريم : اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء... الخ.

4 ـ قال الله : اني منزلها...

فهذه الآيات الاربع، كلها (حوار) نهض لوحدة في الابانة عن محتويات الحكاية بما تضمنته من حدث وموقف.

وواضح ـ ان لغة الفن القصصي ـ قد تعتمد (السرد) لوحده، أو (الحوار) لوحده، أو كليهما... حسب ما يقتضيه السياق. بيد ان ذلك كله، مرتهن بطبيعة الاقتدار على ابراز وجهة النظر بدقائقها من خلال الاقتصاد اللغوي الذي يميز الاقصوصة ، فضلا عن التركيز.

لكننا حيال الحوار القرآني المذكور، نتحسس جمالية عالية تتآزر مع الاقتصاد والتركيز بنحو يتناسق مع الاعجاز الخالد لكتابنا العظيم.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .