بحث دلالي_ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ.. |
2575
07:11 مساءً
التاريخ: 19-6-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-5-2020
2227
التاريخ: 8-7-2021
1790
التاريخ: 19-2-2021
1949
التاريخ: 12-7-2019
2202
|
{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ * لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفعوا من شيء فإن الله به عليم * كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران: 92 - 95]
يستفاد من الآية الشريفة أمور :
الأول : كلمة البر الواردة في قوله تعالى : { لن تنالوا البر } ، موضوعة لذات البر وطبيعته بلا اختصاص له بنوع دون اخر ، فتشمل البر المادي والمعنوي بجمع مراتبهما.
كما أن لفظ الإنفاق كذلك ، فإنه يشمل إنفاق الماديات والمعارف الحقة والكمالات الإنسانية ، وذلك لأن الألفاظ موضوعة في حد ذاتها للمعاني العامة ، من غير تقييد في حاق الواقع بنوع دون آخر ، ولا لعالم مخصوص دون سائر العوالم ، وإنما التقييد والتخصيص يحصل من ناحية الاستعمال بلا التفات إليهما ، وقد جعل بعض الأعاظم ذلك من الأصول العقلائية النظامية ، وأثبتها علماء الادب والأصول بأدلة كثيرة ، فالآية المباركة بعمومها تشمل من حيث المعنى جميع ما يمكن أن يفرض من الكمالات الإنسانية الفردية والاجتماعية والنوعية والشخصية ، وهذه الآية نظير قوله تعالى : {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177] ، في جمعها للكمالات الإنسانية ، وإنما الاختلاف بينهما بالإجمال والتفصيل.
الثاني : لعل وجه ارتباط قوله تعالى : {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ } [آل عمران : 93] بآية البر من حيث المفهوم ببيان لطيف وأسلوب رفيع ، وهو أن غير الإخلاص والصدق ليس من البر حتى ينفق ، اعتقاداً كان أو قولا أو عملا ، فلا بد في جميع ذلك من الإخلاص والصدق ليكون براً يقبله الله تعالى ويثب عليه بالجزاء الأوفى ، فما ورد في الاية من الحلية والحرمة إذا كانتا من افتعال اليهود فلا ربط لها بالبر وهما خارجان عن البر موضوعا ، وأما إذا كانتا من شرائع الله تعالى فهما عين البر ، فيشملهما قوله تعالى : { حتى تنفقوا مما تحبون}.
الثالث : يستفاد من قوله تعالى : {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [آل عمران : 93]. التعريض باليهود في أنهم يكذبون ولا يصدقون ، وأنهم لا يعلمون أحكام الله تعالى ويستهزئون بها، مع أن الله تعالى في مقام الامتنان عليهم والتسهيل لهم.
الرابع : يدل قوله تعالى : {فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران : 93] على تحريف التوراة وأنهم يكذبون في كثير من الأمور التي ينسبونها إليها ، وليس المراد بالتوراة في الآية الشريفة هي التوراة المحرفة التي هي بين أيدي اليهود ، بل المراد منها التوراة التي نزلت على موسى (عليه السلام) ، والتي لم تنلها يد التحريف ، فإن الله تعالي أمرهم بالرجوع إليها وطرح التوراة المحرفة ، فالآية الشريفة من الآيات الكثيرة التي تدل على تحريفها ، وتنهاهم عن الكذب والافتراء على الله تعالى وتأمرهم بالرجوع إلى الحق ، ويشهد لذلك الآية التي تدل على أنهم يفترون على الله الكذب ، بقرينة قوله تعالى : { إن كنتم صادقين}.
الخامس : يدل قوله تعالى : { فأولئك هم الظالمون} على أنهم هم الظالمون الذين عرفوا بتحريف أحكام الله تعالى وتبديل آياته عز وجل ؛ وأن مقابلهم على الصدق والحق.
كما تدل عليه الآية التالية ، فيكون تفريع قوله تعالى : {فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [آل عمران : 95] من قبيل ترتب النتيجة على المقدمات المعلومة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|