أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-2-2016
2204
التاريخ: 12-6-2021
2676
التاريخ: 2-06-2015
1521
التاريخ: 14-6-2021
3404
|
قال تعالى : {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [الأعراف : 66] .
{قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ ....} [هود : 53] .
{إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ...} [هود : 54] .
{أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ} [الأعراف : 63] .
{قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [فصلت : 14] .
{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الأعراف : 70]
{قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف : 67 – 68] .
{إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ} [هود : 54 ، 55]
{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود : 56] .
{أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [الأعراف : 71] .
أدى نبي الله هود (عليه السلام) رسالته على الوجه الأكمل ، وكابد في سبيلها أنواع المشاق ، وتعرض لشتى التهم الكاذبة والاعتراضات الساذجة ، شأنه في ذلك شأن النبي نوح (عليه السلام) ، ولم يسلم منها باقي الأنبياء (عليه السلام) ، بل واجه قسطاً منها المصلحون من غير الأنبياء على اختلاف في طريقة عرضها والتعبير عنها .
التهم الملصقة بهود :
1. السفاهة
اتهموه بخفة العقل التي تقضي إلى خطل ما يدعو إليه من آراء وأفكار . وكيف لا يرمونه بالسفاهة وهو يخالف الرأي العام ، ويضاد ما ألفوه من عبادة للأوثان ومن تقاليد وثنية ، اتبعوا فيها آباءهم ؟
إن المقلدين والمنتفعين لا يروق لهم الإصلاح والتغيير اللذين ينغصا عليهم العيش في ظل الأوضاع الفاسدة ، غافلين أو متغافلين عن أن الرجال الإلهيين لا يكترثون لزخرف الباطل ولا لكثرة أنصاره .
٢. الكذب
والعجب أنهم كانوا لا يقطعون بكذبه بل يقولون (نظن أنه كاذب) ، أي أنهم يلصقون به الكذب على وجه الظنة ، لئلا يؤاخذوا بطلب الدليل ، فلو قالوا له : «إنك من الكاذبين» لكان من حق المخالف أن يسأل عن الدليل على ذلك . وأما الظن فهو أمر طارئ على القلب ، وربما لا يكون له أساس .
٣. الخبل
كان قوم هود يزعمون أن بعض آلهتهم قد مسته بضر لسبه إياها ، فصار يهذي بكلام غير معقول {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} .
هذه هي التهم التي رموا بها هوداً (عليه السلام) ، والتي تدل بنفسها على أنهم م يجدوا في حياته وسلوكه ما يصمونه به ، وإلا لطبلوا وزمروا له ، وما كلفوا أنفسهم هذا العناء في خلق مثل هذه التهم .
الاعتراضات الموجهة له
أما الاعتراضات فكانت واهية ، لا تعتمد حتى على دليل سطحي فضلا عن غيره ، وهي :
أ. كونه بشراً
اعترض المترفون المتكبرون من قوم هود وصالح على بشرية النبي ، قائلين : {لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [فصلت : 14] .
وتكرر هذا القول من المعرضين عن دعوة النبي : {مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [المؤمنون : 33 ، 34] .
ومنشأ هذا الاعتراض هو تخيلهم أن الرسول يجب أن يكون من جنس أرفع وأعلى ، ولا يحصل هذا إلا إذا كان ملكاً لا بشراً يأكل ويشرب ويلبس مثلهم . ولكنهم غفلوا عن نكتة مؤثرة في أمر التبليغ وهي أن الرسول الذي يبعث من نفس جنس المرسل إليهم يكون قريباً منهم قادراً على الاتصال بهم ، وتفهم حاجاتهم ، ومعرفة ميولهم وطبائعهم .
ب . أسطورة الأولين
تصام المترفون الطغاة من قوم هود عن سماع دعوة نبيه (عليه السلام) إلى توحيد الله سبحانه وطاعته ، وعبروا عن هذا التمرد يقولهم : {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} [الشعراء : 136] ، ثم قالوا إن سجيتك في الدعوة سجية الماضين من أصحاب الأساطير والخرافات : {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء : 137] (1) .
ج . أين البينة ؟
لقد بلغ قوم هود من اللجاج والعناد ، والكذب في سوق اعتراضاتهم أن ادعوا أن نبيهم لم يأت بحجة واضحة ودلالة كافية على صحة ما يدعو إليه : {قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ} ولكن السر في هذا الكذب قد بان بقولهم : {وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ} ، إذ كيف يستجيبون لما يخالف أهواءهم الفاسدة وعقولهم المتحجرة ؟ وهل تستطيب الخنازير الاّ العيش في الأوساخ :
فنعيم الحمام خوض أثير ونعيم الخنزير في الأدران (2)
إلى هنا تعرفنا على تهم القوم واعتراضاتهم ، فهلم معي ندرس كيف واجه النبي هود هذه التهم والاعتراضات حتى أسكتهم وأفحمهم .
أما الاتهام بالسفاهة والكذب فأجاب عنهما بقوله : {يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [الأعراف : 67-68] .
ففي قوله : {وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} رد لكلا الاعتراضين وهو أنه ناصح ، وليس بسفيه ، أمين وليس بكاذب .
ولو ان النبي هوداً طلب من حكماء عصره أن يختبروه ويشهدوا بسلامته من الجنون والسفاهة ، لعد ذلك منه اعتناء بتهمتهم ، ولكن الرسول الذي يريد هداية قومه يجب أن يكون ذا صدر رحب واسع وأن لا يهتم بالاعتراضات إلا بشكل عابر .
ثم إن من مميزات أنبياء الله ورسله هو الكفاح وتحدي الأعداء والشجاعة في أمر التبليغ دون تسرب الخوف إلى قلوبهم ، وهذا ما نشاهده في موقف نبي الله هود من طغاة قومه ، معلناً براءته من آلهتهم التي زعموا أتها مسته بسوء أفقده عقله ، وخاطبهم بأنه لا يخشى أذاهم ومكرهم بالرغم من جبروتهم وشدة بطشهم ، وتحدا هم أن يجرأوا على قتله ، قال سبحانه حاكياً هذا الموقف الشجاع والحالة الروحية السامية : {إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ} [هود : 54 ، 55] .
يقول الزجاج : وهذا من أعظم آيات الأنبياء أن يكون الرسول وحده وأمته متعاونة عليه فيقول لهم : (كيدوني» فلا يستطيع واحد منهم ضره . وكذلك قال نوح لقومه : {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ} [يونس : 71] .
ومثل هذا القول لا يصدر إلا عمن هو واثق بنصر الله وبأنه يحفظه منهم ويعصمه من أذاهم .
ومما نلفت إليه نظر القارئ ان المنطق الذي اعتمد عليه الرسولان : نوح وهود ، هو بذاته منطق نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) حيث قال : {ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ} [الأعراف : 195] .
______________________
1. الشعراء : ١٣٧ . قال السيد الطباطبائي في تفسير هذه الآية : يمكن أنتكون الإشارة بهذا إلى ما هم فيه من الشرك وعبادة ا لآلهة من دون الله ابتداء بآبائهم الأولين كقولهم : {وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} .
2. البيت للشاعر الكبير بولس سلامة ، وهو أحد أبيات ملحمته الخالدة في أهل البيت (عليهم السلام) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|