المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

أنواع الرجال
2024-09-26
نعمة وابتلاء
4-6-2018
فوائد الثوم الطبية (استخدام الثوم لعلاج الاعصاب ولتقوية الذاكرة ومنشط عام)
27-3-2016
معايرة الكلوريد
2024-02-18
ما ورد في شمول الشفاعة لأهل الكبائر
13-6-2021
معنى كلمة بوا
1-2-2021


القدرية  
  
1021   11:42 صباحاً   التاريخ: 26-05-2015
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : المذاهب الاسلامية
الجزء والصفحة : ص78-81
القسم : العقائد الاسلامية / فرق و أديان / القدرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-05-2015 1296
التاريخ: 26-05-2015 1022

 إنّ لفظ القدريّة منسوب إلى القدَر ، ومقتضى القاعدة النحويّة أن يُفسّر بالمنسوب إلى القدر ، أي التقدير والقضاء ، فالقدريّة : هم القائلون بالقضاء والقدر . كما أنّ العدليّة هم القائلون بالعدل ، لا نُفاته .

ولكن أصحاب المقالات فسّروه بنفاة القدر ، وهو في بابه غريب ، إذ لم يثبت هذا النوع من الاستعمال .

ثُمَّ إنّ الّذين اتّهموا بالقدرية في أيام الأُمويّين كانوا دعاة الحرّيّة ، ويقولون بأنّ الإنسان مخيّر في تفكيره وعمله ، وليس بمسيّر ، فاستنتج المخالفون لهؤلاء الجماعة أنّهم من نُفاة القضاء والقدر ، وكأَنّ القول بالحرّية لا يجتمع مع القول بالتقدير .

ثُمَّ إنّهم لم يقتصروا على ذلك ، فرووا عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، أنّه قال : ((القدرية مجوس هذه الأُمّة)) ، فقالوا المراد هذه الطائفة ، أي دعاة الحرّية ، ونُفاة الجبر .

إنّ العصر الأُموي كان يسوده القول بالجبر؛ الّذي يصوّر الإنسان والمجتمع أنّهما مسيّران لا مخيّران ، وأنّ كلّ ما يجري في الكون من صلاح وفساد ، وسعة وضيق ، وجوع وكظّة ، وصلح وقتال بين الناس ، أمر حتمي قُضي به عليهم ، وليس للبشر فيه أيّ صنع وتصرّف .

وقد اتّخذت الطغمة الأُمويّة هذه الفكرة غطاءً لأفعالهم الشنيعة؛ حتّى يسدّوا بذلك باب الاعتراض على أفعالهم ، بحجّة أنّ الاعتراض عليهم اعتراض على صنعه سبحانه وقضائه وقدره ، وأنّ الله سبحانه فرض على الإنسان حكم ابن آكلة الأكباد وابنه السكّير ، فأبناء البيت الأُموي الخبيث يعيشون عيشة رغد ورخاء وترف ، ويعيش الآخرون حياة البؤس والشقاء .

وعلى ذلك ، فمن سُجِّلت أسماؤهم في القدريّة ، لم يكن لهم ذنب سوى أنّهم كانوا دعاة الحرّية ونُفاة الجبر ، نظراء :

1 ـ معبد بن عبد الله الجهني البصري (المتوفّى عام 80هـ) .

2 ـ غيلان بن مسلم الدمشقي ، المصلوب بدمشق عام 105هـ .

3 ـ عطاء بن يسار (المتوفّى 103هـ) .

إنّ نضال هؤلاء الثلاثة في العهد الأُموي كان ضد ولاة الجور؛ الّذين كانوا يسفكون الدماء وينسبونه إلى قضاء الله وقدره ، فهؤلاء الأحرار قاموا في وجههم ، وأنكروا القدر بالمعنى الّذي استغلته السلطة وبرّرت به أعمالها الشنيعة ، وإلاّ فمن البعيد جداً ، من مسلمٍ واعٍ ، أن ينكر القضاء والقدر الواردين في الكتاب والسنّة على وجه لا يَسْلِب الحرّية من الإنسان ولا يجعله مكتوف الأيدي .

إنّ هذا التاريخ يدلّنا على أنّ رجال العيث والفساد ، إذا أرادوا إخفاء دعوة الصالحين اتّهموهم بالكفر والزّندّقة ومخالفة الكتاب والسنّة . والحاصل : إنّ تفسير القدرية في حق هؤلاء؛ بتفويض الإنسان إلى نفسه وأفعاله ، وأنّه ليس لله أي صنع في فعله ، هو تفسير جديد حدث بعد هؤلاء ، فلم يكن لمعبد الجهني وغيلان الدمشقي والقاضي عطاء بن يسار وغيرهم إلاّ نقد الفكرة الفاسدة؛ وهي كون الإنسان والمجتمع مسيّراً لا مخيّراً ، لا يُسأل عن أفعاله ، ومن عجيب الأمر أنّ عبد الله بن عمر روى أنّ رسول الله قال : (إنّ القدرية مجوس هذه الأُمّة ، إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم) .(1)

فكلّ من دعاة الحرّية والجبر فسروه بالمخالف ، ولكنّ الحديث ضعيف سنداً جداً ، ولفظ الحديث حاك أنّه صُنع بعد رحيل الرسول ، كما كثُر ما يُروى في هذا المقام .

ثمَّ إنّ للصاحب بن عباد (326 ـ 385هـ) رسالة في الردّ على القدريّة بمعنى المجبِّرة ، نشرناها في كتابنا (بحوث في الملل والنحل) الجزء الثالث من الصّفحة 132 إلى 138؛ كما أنّ للحسن بن محمد بن الحنفية ، والقاضي حسن بن يسار المعروف بالحسن البصري ، رسالة في نفي القدر بمعنى الجبر نشرناها في نفس الكتاب .

ولمّا كانت دعوة معبد الجهني وأضرابه دعوة إلى الحرّية والتفكير ، ظهرت آنذاك حركات رجعيّة تُعرقل الأُمّة عن التقدّم ، ونشير إلى هذه الدعوات والنحل المخالفة لمبادئ الإسلام بصورة موجزة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) جامع الأُصول : 10/526 .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.