أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-05-2015
1446
التاريخ: 24-05-2015
2236
التاريخ: 26-4-2018
964
التاريخ: 24-05-2015
828
|
لا ريب أنّ الواقع التاريخي هو الذي أفرز مبدأ « سنّة الشيخين » مرجعاً تشريعياً بعد الكتاب والسنّة ، ذلك المبدأ الذي وضِعَتْ بذرته الاُولى يوم أثبت الشيخان قدرتهما في السقيفة بعد نزاع ، وأفلحا في سَوق الناس إلى البيعة ، فتابع الواجمُ الذاهلُ ، وألقى المعارض بيديه ، عَقَبَ ذلك إدارةُ قويّة تميّزت بالحزم في اتخاذ القرار وفي إنفاذه ، مإليّاً كان أو اجتماعياّ أو عسكرياً أو دينيّاً ، ولا بدّ أن يصحب ذلك كلًه وجود صنف من الناس جُبِلوا على طاعة القويّ الحازم الذي يمتلك زمام المبادرة ، وربّما شدّتهم إليه مصلحة أو رأي ، ممّا يزيد الحاكم سؤدداً ، وقرارَه هيبةً ونفوذاً حتّي لا يحول دونه حائل ، فترى مبكّراً جدّاً رجالاً من ذلك الصنف يهاجمون آل الرسول ونفراً من مقدّمي أصحابه أووا إليهم ، لا يوقفهم وازع ، وسائر الناس من ورائهم تلجمهم رهبة القرار الحازم والجرأة في التنفيذ .. وسارعت الألوف بعد ذلك في تلبية نداء الحرب مع إخوان لهم من المسلمين امتنعوا عن نقل الزكاة إلى الخليفة اعتراضاً على شخصه وطريقة انتخابه ولم يكفروا بحكم الزكاة ، فقاتلوهم استجابة للقرار الحازم الذي لا إذن للحوار فيه ولا رجعة عنه ، كما قاتلوا آخرين ارتدّوا عن الدين صراحةً ، سواء ، وعاملوهم بالاُسلوب ذاته حين ساوى قرار الخليفة الحازم بين حجز الزكاة عنه وبين الردّة !
وهكذا كان ينفذ القرار الحازم بكلّ قوة ودون أن تكون هناك نافذة للردّ والحوار والمناقشة ، وإن حدث طرف من ذلك فالحسم دائماً لصالح قرار الخليفة نفسه ، وجرى ذلك في الاُمور الدينيه والتشريعية بالقوة نفسها ، فبدون أدنى ( مقاومة ) تذكر ينفذ قرار الخليفة في المنع من رواية أحاديث النبي صلى الله عليه واله والإفتاء بسنّته، والمنع من تدوينها ، وفي تعطيلها أحياناً ، حتّى يصبح قرار التعطيل هو السنّة وتعود السنّة الاُولى بدعة !
ولقد تحقّق هذا في تفاصيل الصلاة ، وفي مناسك الحجّ ، وفي أحكام الأحوال الشخصية ، وفي الحقوق المإلية وغير ذلك (1) ، بل نجح قرار الخليفة حتّى في صناعة عبادة جديدة ، كما هو شأن صلاة التروايح ، بالرغم من أنّ صانعها نفسه يصفها بالبدعة ، إلا أنّها تصبح بعد قليل هي السنّة الثابتة ، ومن خالفها فقد أحدث في الدين !
من كلّ ذلك وأمثاله برز مبدأ جديد لم تعرفه الاُمّة من قبل ، ولا دعا إليه كتاب ولا نبيّ ، فكان أساساً في ظهر فريق جدي يتمحور حوله ، ذلك هو مبدأ « سنّة الشيخين» !
ولمّا كان هذا المبدأ قد ولد بفعل قمّة الهرم السياسي ، ومن ورائه الجمهور العام الذي ينتظم في سلك الطاعة ، لأجل ذلك لم يتّخذ طابع مقولات الفِرق الحادثة ، بل ظهر وكأنّه الأصل الذي عليه الناس ، فمن خالفه فقد خالف « جماعة المسلمين » وأحدث في الأمّة فرقة جديدة لا تمنح « سنّة الشيخين » موقع المرجعية ، وكأنّ الأصل في الدين هو هذا وليس العكس !
__________________
(1) راجع : تفاصيل ذلك في كتابنا تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|