أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2016
2746
التاريخ: 2023-12-21
964
التاريخ: 7-11-2016
2833
التاريخ: 22-1-2017
3032
|
الوضع الجغرافي لشبه جزيرة العرب :
هي شبه جزيرة مستطيلة يحدها شمالا : الفرات ، وآخر قطعاتها بادية الشام والسماوة ، وفلسطين ، وشرقا خليج فارس ، وجنوبا خليج عدن ، والمحيط الهندي ، وغربا : البحر الأحمر (١).
ولا يعنينا الوضع الجغرافي هنا إلا في النواحي التالية :
الأولى : إنه لم يكن في جزيرة العرب حتى نهر واحد ، بالمعنى الصحيح للكلمة (٢) ، وأكثرها جبال ، وأودية ، وسهول جرداء ، لا تصلح للزراعة والعمل. ومن ثم فهي لا تساعد على الاستقرار ، وتنظيم الحياة.
ومن هنا فقد كان أكثر سكانها ، بل قيل خمسة أسداسهم من البدو الرحل ، الذين يمسون في مكان ، ويصبحون في آخر.
الثانية : إن هذا الوضع قد جعل هذه المنطقة في مأمن من فرض السيطرة عليها من قبل الدولتين العظميين آنئذ : الرومان ، والفرس ، وغيرهما ؛ فلم تتأثر المنطقة بمفاهيمهم وأديانهم كثيرا ، بل لقد هرب اليهود من حكامهم الرومان إلى جزيرة العرب ، واحتموا فيها في يثرب (المدينة) وغيرها.
وقد نشأت عن هذا الوضع للجزيرة العربية ، ظاهرة الدويلات القبلية ، فلكل قبيلة حاكم ، وكل ذي قوة له سلطان.
الثالثة : إن هذه الحياة الصعبة ، وهذا الحكم القبلي ، وعدم وجود روادع دينية ، أو وجدانية قوية ، قد دفع بهذه القبائل إلى ممارسة الإغارة والسلب ضد بعضها البعض ، كوسيلة من وسائل العيش أحيانا ، وأحيانا لفرض السيطرة والسلطان ، وأحيانا أخرى للثأر وإدراك الأوتار ، إلى آخر ما هنالك ، فتغير هذه القبيلة على تلك ؛ فتستولي على أموالها ، وتسبي نساءها وأطفالها ، وتقتل أو تأسر من تقدر عليه من رجالها ، ثم تعود القبيلة المنكوبة لتتربص بهذه الغالبة الفرصة لمثل ذلك ، وهكذا.
ومن هنا ، فإن من الطبيعي أن يكون شعور أفراد كل قبيلة بالنسبة لأبناء قبيلتهم قويا جدا ، بدافع من شعورهم بالحاجة إلى بعضهم البعض للدفاع عن الحياة ، والكفاح من أجلها ، مما كان سببا قويا لزيادة حدة التعصب القبلي ، الذي لا يرثي ، ولا يرحم ، ولا يلين ، حيث لا بد من الوقوف إلى جانب ابن القبيلة ، سواء أكان الحق له ، أو عليه ، حتى لقد قال شاعرهم يتمدحهم بذلك :
لا يسألون أخاهم حين يندبهم *** في النائبات على ما قال برهانا (3)
ومن الجهة الأخرى ، فإن القبيلة تتحمل كل جناية أو جريمة يرتكبها أحد أبنائها ، وتحميه من كل من أراده بسوء ، بل يكون أخذ الثأر من غير الجاني إذا كان من قبيلته كافيا وشافيا للموتورين ، الذين يريدون شفاء ما في نفوسهم ، وإدراك أوتارهم.
__________________
(١) راجع : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام : ج ١ ص ١٤٠ فما بعدها.
(٢) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام : ج ١ ص ١٥٧ فما بعدها.
(3) البيت منسوب لقريط بن أنيف العنبري راجع تفسير جامع الجوامع ج ٢ ص ٦٨٢ عن خزانة الأدب ج ٧ ص ٤٤١.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|